18 ديسمبر، 2024 11:55 م

امريكا تضع العراق في موقف حرج

امريكا تضع العراق في موقف حرج

بعد وصول الرئيس الأمريكي”ترامب” الى البيت الأبيض،والرجل يسعى بشكلٍ جاد لتنفيذ مشروعه السياسي، الذي وعد به في حملته الانتخابية،ولاسيما ذلك المتعلق بالسياسة الخارجية، وخاصة المنطقة الآسيوية التي تعيش حالة من عدم الاستقرار في عديد من بلدانها، وبطبيعة الحال العراق وسوريا على أولويات المنطقة.
وفد عسكري أمريكي رفيع المستوى، قام بزيارة السعودية ولبنان وذهب لشمال سوريا،وبعد أيام جاء وفد عسكري أمريكي أيضاً لإسرائيل،قالوا انه تباحث مع المسؤولين الإسرائيلين لنقل السفارة الأمريكية الى القدس في الشهر الرابع.
هذه الوفود العسكرية ناقشت قضايا سياسية،في حين المتعارف دوبلوماسياً ان المختصين في الشأن السياسي هم من يناقشوا المسائل السياسية،فلماذا يرسل وفد عسكري؟!
على أثر هذا الوفد،جاء وزير خارجية السعودية للعراق في زيارة مفاجئة وغريبة،ولأول مرة منذ غزو العراق للكويت.
الجانب السعودي أبدى استعداده لمساندة العراق،ومساعدته في اعمار المناطق السنيّة التي دمرتها الحرب على داعش،أكيد ان الذي دفع بالجبير لزيارة العراق،ورائه أمريكا لإعادة العراق لوضعه في المنطقة وحضنه العربي.
لكن هل أمريكا وعدت السعودية بشيء ما مقابل تحسين علاقتها مع العراق؟؟؟
بعد زيارة الجبيرة،خرج الملك سلمان من جحره لأول مرة،منذ تنصيبه ملكاً في جولة آسيوية زار فيها خمسة دول متتالية،بدأها باندوسيا حتى ان وسائل اعلامية ذكرت انه اصطحب معه 1000 مرافق،و460 طناً من الهدايا!! ومع الصين أتفق الملك على مشاريع تجارية تقدّر بمليارات الدولارات.
ما الهدف والغاية من هذه الجولة الآسيوية؟ هل تذكر الملك تواً هذه الدول؟!
مع العلم هناك زيارة للبنان أجلها الملك سلمان،وهناك زيارة للإردن في قادم الايام،لعلها تكون في مؤتمر السلام الدولي،الذي سيعقد في الأردن،وكشفت بعض وكالات الأنباء ان الرئيس الأمريكي سيحضر هذا المؤتمر.
خلال هذه التحركات السعودية هناك أمور قامت بها ادارة الرئيس ترامب، فأرسلت قوة عسكرية للرقة،وهناك قوة أيضاً سترسل لشمال سوريا، وقوة أخرى سترسل للكويت،بالإضافة الى القوة والقواعد العسكرية الموجودة في العراق،كما أنها-أمريكا- أتفقت مع الأكراد لبناء قواعد عسكرية لها.
في نفس الوقت حصلت اتهامات ضد ايران،لتدخلها في شؤون المنطقة، ودعمها للإرهاب،من خلال تصريحات لبعض مسؤولين في دول المنطقة والجوار،كتركيا،والاردن،والامارات،وقطر ،ومصر لوحت لهذا الأمر، وآخر هذه التصريحات على لسان ولي ولي العهد السعودي،محمد بن سلمان،عند لقائه بالرئيس الأمريكي.
كما أن نتنياهو قام بزيارة روسيا لإقناع بوتين في التخلي عن أيران.
من خلال هذه المعطيات والمؤشرات، اتضح ان أمريكا ومن خلال حلفائها الآسيويين،تريد أن تقطع أذرع أيران في المنطقة،المتمثلة في سوريا، والعراق، وحزب الله،والفصائل المسلحة في فلسطين،والحوثيين،وعزل أيران سياسيا عن المنطقة، خاصة بعد ان خرجت تصريحات من بعض كبار المسؤولين بهذا الشأن، والمعروف عن ترامب ينتهج نهجا معاديا لإيران،ووعد بالغاء الاتفاق النووي.
أيران شعرت بهذه الغاية الأمريكية، فقالت على لسان ظريف: ان سياستنا الخارجية القادمة ستقتصر على الاتفاق النووي.
ان عزل ايران ومنعها من التدخل في شؤون المنطقة،هو الوعد الذي أعطته أمريكا للسعودية،مقابل عودت علاقتها مع العراق،ومساعدته ومساندته.
إذن: على الحكومة العراقية ان تتصرف بحكمة وعقلانية عالية،وبخطوات متوازنة،وتعمل على مصلحة العراق والوطن،وان تتعامل مع دول الجوار والمنطقة،وفق مبدأ تبادل المصالح المشتركة،فلا تميل لطرف دون الآخر، فالوقوف على التل أسلم لها، فلسنا بحاجة لمزيد من اراقة الدماء، والمصائب والنكبات،لقد آن الآوان أن يعيش هذا البلد بأمن وسلام.