والذين يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك وبألاخرة هم يوقنون ” – 4- البقرة –
ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم ويتخذها هزواأولئك لهم عذاب مهين ” – 6- لقمان –
أن الله وملائكته يصلون على النبي ياأيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” – 56- ألآحزاب –
يسئلونك عن الساعة أيان مرساها – فيم أنت من ذكراها ” – 42-43- النازعات –
ياأيها الذين أمنوا أتقوا الله وأمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفوررحيم ” 28- الحديد –
وأصبر لحكم ربك فأنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم – ومن الليل فسبحه وأدبار النجوم ” – 48- 49- الطور –
ميلاد النبوة أقصد بها ولادة النورين من أنبياء الله , وهما عيسى “ع” ومحمد “ص” لآن ذكرى ولادتهما جاءت وحلت متقاربة هذه السنة , فحقهما علينا أن نحتفي سويا بذكراهما , فقلت عيسى ومحمد , لآن ولادة سيدنا عيسى زمانا سبقت ولادة سيدنا ونبينا محمد “ص” , وقلت : محمد وعيسى , لآن نبينا محمد ” تقدم بالفضل على سائر أنبياء الله عليهم السلام , ولآهل العرفان أفاضات في هذا التفضيل لايكون للسبق الزماني فيه تقدم , وأنما يكون عندهم للفضل تقسيما به يقولون بالفاضل والمفضول , وعنهم أخذ علماء الفقه وألآصول , مستندين الى قوله تعالى ” وأذ أخذ ربك من بني أدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم , قالوا بلى شهدنا , أن تقولوا يوم القيامة أنا كنا غافلين ” ولعل ماذهب اليه عرفاء البيان القرأني والعارفون بتأويله دون مزاحمة من أحد , وهم أئمة أهل البيت ألآطهار ” أنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ” أن سبق الفضيلة والفضل غير مرتبط بزمان لاسيما أذا عرفنا أن الزمان المادي البشري هو غير الزمان ألالهي ” وأن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون ” و ” تعرج الملائكة والروح اليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ” وهذه المقاربة أصبحت من متبنيات ” النظرية النسبية ” عندما ظهرت فيزياء الكم لتحل محل فيزياء نيوتن ” الميكانيك ” حيث ألآبعاد محدودة بالزمان والمكان , بينما ترى فيزياء الكم : أن ألآبعاد هي ألآنسان , والزمان , والمكان , وأضافة ألآنسان يعني أضافة البعد الروحي الذي ينطوي عليه كيان ألآنسان , والى ذلك أخذ علم الفضاء بألآقتراب من أعتبار الروح عملا مؤثرا في حياة ألآنسان , بينما نأت عن ذلك دراسات علم النفس أيام فرويد وقبله وبعده , ونأت عن ذلك دراسات البيولوجيا بسبب فرضية دارون التي ثبت عدم علميتها , وكذلك نأت دراسات علم ألآجتماع , وعندنا في العراق كان المرحوم الدكتور علي الوردي يرى العقل ألآشعوري ولا يعتمد العقل الشعوري وهو خطأ منهجي جعله يسوق تحليلاته تحت عنوان ” مهزلة العقل البشري ” لآن المرحوم الدكتور علي الوردي لم يفرق بين سياقات العقل بين الجهل والعلم , فأعتبر الشواذ هو الحالة الغالبة , وأعتبر ألآستثناء هو ألآصل , ومن هنا وقع منهجه بخطأ لايغتفر , وبعض دراسات علم ألآقتصاد ممن أعتمدت فلسفة النسبي ورفضت فكرة وجود المطلق , فألتقت بذلك مع نبرة ألآلحاد التي رافقت تاريخ البشرية التي أصيب بعضها بمرض القلوب ومن هنا ولد النفاق وظهر الفساد , وكثر ألآدعاء , وأستبدل الهدى بالضلالة ” أولئك الذين أشتروا الضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين ” – 16- البقرة-
ومرض القلوب هو مرض العقول , لآن العقل عند خبراء المعرفة البشرية هو في القلب كما يقول ألآمام علي بن أبي طالب عليهم السلام الذي عرف من بين صحابة رسول الله رضوان الله على الصالحين منهم بأنه ألآكثر علما ” أنا مدينة العلم وعلي بابها ” وألآغزر فقها ” أقضاكم علي ” وألآصح بيانا ” نحن أفصح وأصبح ” وألآقوى عزما وأرادة , وألآكثر نصحا لله ورسوله ” نحن أنصح ” , وألآكثر أخلاصا لدين الله ولرسول الله “ص” وألآشجع فروسية وجهادا في سبيل الله ” لله أبوهم لقد مارستها ومابلغت العشرين وها أنا ذا قد نيفت على الستين ولكن لارأي لمن لايطاع ” وعندما كان الناس يرون فيض علمه يقولون له أنت تعلم الغيب ؟ فيقول عليه السلام : كلا هذا علم علمنيه رسول الله “ص”
فعندما نريد أن نحتفل بذكرى ولادة نبي الرحمة وخاتم ألآنبياء والمرسلين , علينا أن نستحضر المعرفة , وأن ندخل الى رحاب هذا النور الرباني متسلحين بعلوم القرأن حتى نتمكن من معرفة المحكم والمتشابه والعام والخاص , والناسخ والمنسوخ , وأسباب النزول , والقصص القرأني الذي هو أحسن القصص ” نحن نقص عليك أحسن القصص ” , وأذا كنا في عصرنا هذا الذي تكاثرت وتشعبت فيه العلوم وتطبيقاتها والفنون وألوانها حتى أضيف ماهو ليس بفن الى الفن , والفن هو ألابداع , والمبدع هو الله , فعلينا أن نقتفي أثر العلماء الذين هم الراسخون بالعلم والذين هم يمتلكون القدرة والموهبة الربانية لتفسير وتأويل القرأن وهؤلاء تحديدا هم أئمة أهل البيت ألآطهار المطهرين من الرجس بالنص , وهذا لايعني عدم فضل ألآخرين وأنكار حقهم , فللصحابة فضل ولبعضهم علم , وللبعض ألآخر منهم جهاد وعمل في سبيل الله , ولعلماء الحديث منزلة وللفقهاء مرتبة , ولآصحاب القراءات العشر في القرأن درجة , وللمشتغلين في النحو والصرف وألآعراب نصيب من خدمة القرأن , وللمشتغلين بالتجويد وعلوم القرأن حسنة , ولآصحاب الكلام والمتكلمين والفلاسفة والمتفلسفين بالحق شرف البرهان , ولآهل الكيمياء والفلك والطب ثواب العمل بالعلم النافع , ولاهل العرفان فضيلة العمل وألآمل بأنضاج الوجدان في معرفة خالق ألكون المتعال الرحمن .
في ذكرى ولادة سيد الكلم ورأس الحكمة وينبوع العلم ألآلهي وشلال ألآخلاق , ومرجع الوفاق وصاحب أطروحة العدل ألآلهي في ألآرض ” أنا أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ” والقسط هو العدل , وهو “ص” الذي جعله الله تعالى من أذكار يوم الساعة ” فيم أنت من ذكراها ” وقال له بما لم يقل لغيره ” وأنك لعلى خلق عظيم “وأصبر لحكم ربك فأنك بأعيننا وسبح بحمد ربك حين تقوم ” و ” وماضل صاحبكم وماغوى – وماينطق عن الهوى – ثم أن الله تعالى وعد نبيه ورسوله محمدا “ص” بالمقام المحمود , هذا الرسول المبارك أمر أتباعه أن يؤمنوا بالرسل من قبله مقرونا بأيمانهم به مع التفصيل , وهذه عقيدة عالمية تنصف الجميع , وهذا ألآنصاف منطلق من فهم هو أعلى درجات المعرفة , وأعلى درجات المعرفة هي التي تختزن أعلى مراتب ألآخلاق العملية وليست النظرية كما مر على الناس في غابر التاريخ وكما مر عليهم اليوم من حكومات ترفع شعارات في العدالة والحقوق والحريات فلا تطبقها , وفلسطين وشعبها المظلوم منذ مايزيد على الستين سنة هو مثال على مانقول , وهذا شعب البحرين أغلبه يطالب بالحرية والحقوق بشكل سلمي فيقمع والعالم يسكت , وهذا الشعب السوري تدمر منازله وممتلكاته وتخرب دولته ويهجر شعبه ويؤتى بعصابات من عشرات الدول البعيدة لتعيث فسادا وقتلا وأغتصابا ويسمونها ثورة , ويعقدون المؤتمرات لمساعدة المهجرين والنازحين السوريين وتعلن تبرعات بمئات الملايين من الدولارات ولكن لايصل ألآ الشيئ القليل , فيضل الجوع والمرض يفتك بالملايين من السوريين , ومعهم يأتي دور العراقيين حيث تدعم عصابات ألآرهاب التكفيري بألآسلحة الحديثة المتطورة , بينما يتراجع ألآمريكيون عن الوفاء بألتزاماتهم في ألآتفاقية الموقعة مع الحكومة العراقية بالتسليح والتدريب , مما جعلت الجيش العراقي ضعيفا في التدريب وقليل التسليح مما وفر الفرصة لعصابات داعش أن تدخل الموصل ويضاف الى ذلك أخطاء الحكومة وفساد القيادات العسكرية وألآمنية .
أن كل ماحل ويحل في العراق والمنطقة يقف ورائه جهل وعدم معرفة مع طغيان ضلالة أصابت العقول والقلوب والنفوس , وهذا الجهل وتلك الضلالة هي التي لازالت تجعل البعض يكتب ليقول عام 2014 هو عام أبادة أهل السنة في العراق , ولو كان مثقفا حقا ومنصفا لقال أن ماحدث في 10|6|2014 هو مشروع لقتل العراقيين من قبل عصابات ألآرهاب والتكفير , وهو مشروع لتدمير وتقسيم العراق , أما من يقول هو لآبادة أهل السنة فقط فهو متحيز لفئة ضالة هي داعش وهو محرض على فتنة طائفية , ومن يقول هذه ألآيام مثل هذه ألآقوال لايحق له أن يكون مساهما حقيقيا بأحياء ذكرى ولادة النبي ” ص” الذي قال : لاتعودوا من بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض , والذي قام بضرب رقاب المسلمين في العراق وسورية وباكستان وأفغانستان واليمن والصومال وليبيا والجزائر وتونس ومالي ومصر هو كافر بنص حكم رسول الله “ص” , والذي يعتبر مساعدة ألآيرانيين المسلمين لآخوانهم العراقيين وهو كما يقوم التحالف الدولي بمساعدة العراقيين ضد داعش وقد تقبلت الحكومة العراقية ذلك رسميا مثلما تقبله أغلب الشعب العراقي بأستثناء من هم يحتضون داعش وهم معرفون , أقول بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف من يكتب عن المساعدة ألآيرانية بروح طائفية عنصرية متخلفة لاتعرف ألآ الحقد والكراهية رافضا مساعدة ألآيرانيين ومشككا بصدق نواياهم , أن من يفعل ذلك يكشف عن هويته الطائفية الداعشية التي لاتنتمي للعراق , ومن يكتب معلقا هذه ألآيام معلنا عن علمانيته سابقا ومتحولا الى الثقافة الوهابية التي تناصب العداء لآهل البيت عليهم السلام وهذا المتعلمن كذبا والمتحول للتكفير وألآرهاب القاتل يقول ويفتري على بعض أئمة أهل البيت عليهم السلام لينسب لهم مما لم يجرء على نسبته كل الغلاة والنواصب لآهل البيت “ع” سابقا , حيث يدعي هذا الضال بأن زوجات بعض ألآئمة هن جاريات يشتغلن بالرقص والغناء ويضيف لهن زواج المتعة جهلا وحماقة ناسيا هذا الآحمق الضال أن بعض من ذكر تسلسلهم وهو ألآمام الجواد زوجته هي بنت المأمون , وبنت المأمون ليست جارية وليست راقصة ولا غانية , وأن زوجة ألآمام الحسن العسكري ” نرجس ” وهي أم ألآمام المهدي المنتظر “عج” لم تكن جارية بالمعنى المتعارف عليه وأنما هي بنت عائلة مرموقة من ملوك الروم وقد وقعت أسيرة , والله يختار لنطف عباده الصالحين ومنهم ألآمام العسكري وهذا ألآمر لايعرفه جهال الناس ومن في قلوبهم مرض لذلك يحبون أشاعة الرذيلة في صفوف المؤمنين , وقد سبق لهذا الضال أن أعتدى على شخص الرسول الكريم “ص” ونسب له مايهتز له العرش وتكاد السماوات يتفطرن منه , ونذكر القراء وليس هذا الضال المفتري ونقول لهم في ذكرى ولادة رسول الله “ص” أن الوفاء لرسول الله هو محبة ومودة أهل القربى قال تعالى ” قل لاأسألكم عليه أجرا ألآ المودة في القربى ” وكان المسلمون يسألون رسول الله “ص” : يارسول الله من هم القربى ؟ فيقول “ص” هم علي وفاطمة والحسن والحسين ” وكان يقول “ص” الخلفاء من بعدي أثنا عشر كلهم من قريش ” وألآئمة ألآطهار الذين طعن هذا الضال المفتري بأزواجهم الطاهرات أنما هو طعن بذرية الرسول وعرضه ومن يفعل ذلك لايكون قد وفى العهد لله ولرسوله وخان ألآمانة ومثله كمثل الذين جاءوا بألآفك على أم المؤمنين السيدة عائشة “رض” وللعلم كلهم لم يكونوا من أتباع علي بن أبي طالب بمعنى أخر لم يكونوا من الشيعة أقول ذلك للآيضاح ودفع ألآلتباس الذي قد يقع فيه البعض نتيجة التدليس وأختلاق ألآكاذيب كما فعل العلماني المتحول للوهابية التكفيرية .
أن نعمة المعرفة هي فيض من فيوضات رسول الله “ص” فعلينا في ذكرى ولادته أن نتسلح بأدوات المعرفة حتى نعرف مسؤوليتنا , ونعرف من عرف نبينا كما قال أحد المفكرين ألآوربيين : أن محمدا يمتلك الحلول لكل مشاكل العالم لو عرضت عليه.