هنالك من قال في السياسة, أن الفرق بين السياسي والحمار فرقٌ واحد, ألا وهو الذكاء؛ بل ومنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك, فقال: إن الفرق بين السياسي والمنافق, خيط واحد هو التقوى, لو إنقطع هذا الخيط لأصبح السياسي منافق.
يحكى أن حزباً, كان يمتلك سياسييَن أثنين, الأول كان يعتبر نفسه أكثر ذكاء من الأخر, فأمسك بزمام الأمور, ووضع على عاتقه, مسؤولياتٍ جمَّة, ولم يكترث بأحد, سوى المنتفعين منه؛ والمادحين له, وذهب بعيداً بذكائه, عندها لم يستطع الخروج من مأزقٍ, إلا ودخل بأخر, حتى بات يدور بمتاهاته, التي رسمها بيده, مفتشاً عن ذكائه, فلم يجد سوى الغباء, متنكراً له بليلة الفشل, فأخذته العزة بالإثم, بعدما رمى مسؤولياته, في وادي (شماعات الغير), متوهماً أنه واقفاً على قمة, جبل الغرور, قاطعاً بنفاقهِ حبل التقوى.
أما السياسي الأخر, فكان موجوداً معهُ, بكل صغيرةٍ وكبيرة, وقضى أيامه معترضاً عليه, في قلبه (وذلك أضعف الأيمان), مرافقاً له بخطواته, أولاً بأول, مستفيداً بتعثره وتلكئه, متصوراً أن مسؤولياتهِ أقل, بعد إناطة الغير ببعضها, مُحدقاً بين الفينةِ والأخرى, إلى صاحبهِ وهو شاخصاً على هامة ذلك الجبل, وكأنه يريد أن يرمي, بما لديه من مسؤوليات, في ذلك الوادي, كما فعل الأخر في قطعه للحبل.
لنبتعد كثيراً عن سياسة البشر وهمومها, وأريحكم بقصة (الفلاح والحمارين), يحكى أن فلاحاً كان يمتلك حمارين, قرر في يوم من الأيام, أن يحمل على إحداهما ملحاً, والأخر صحوناً وقدوراً فارغةً, أنطلق الحمارين بحمولتهما, وفي منتصف الطريق, شعر الحمار حامل الملح بالتعب والإرهاق, حيث أن كمية الملح كانت أثقل من الصحون الفارغة, بينما كان الحمار حامل الصحون سعيداً, لأن حمولته كانت خفيفة.
على كل حال قرر الحمار الحامل للملح, أن ينغمس في بركة ماء, ليستعيد قواه التي خارت من وطأت الملح, فلما خرج من البركة, شعر كأنه بعث من جديد, فقد ذاب الملح المحمل على ظهره, من ماء البركة, وخرج نشيطاً كأنه لم يمسسه تعب ولا إرهاق, ولما رأى الحمار حامل القدور, ما حل على صاحبه من نشاط, قرر القفز في البركة, لينال ما نال صاحبه من راحة, فأمتلئت القدور بالماء, فلما أراد الخروج من البركة, كاد أن ينقسم ظهره نصفين, من وطأت القدور وثقلها الشديد.
ثمةَ فرق بين سياسة الساسة؛ وسياسة الحمير, وهو العقل الذي أدبر على ربه وأقبل, فقال الخالق له عزَّ وجلَّ: وعزتي وجلالي بك أثيب وبك أحاسب.
هنالك من قال في السياسة, أن الفرق بين السياسي والحمار فرقٌ واحد, ألا وهو الذكاء؛ بل ومنهم من ذهب إلى أبعد من ذلك, فقال: إن الفرق بين السياسي والمنافق, خيط واحد هو التقوى, لو إنقطع هذا الخيط لأصبح السياسي منافق.
يحكى أن حزباً, كان يمتلك سياسييَن أثنين, الأول كان يعتبر نفسه أكثر ذكاء من الأخر, فأمسك بزمام الأمور, ووضع على عاتقه, مسؤولياتٍ جمَّة, ولم يكترث بأحد, سوى المنتفعين منه؛ والمادحين له, وذهب بعيداً بذكائه, عندها لم يستطع الخروج من مأزقٍ, إلا ودخل بأخر, حتى بات يدور بمتاهاته, التي رسمها بيده, مفتشاً عن ذكائه, فلم يجد سوى الغباء, متنكراً له بليلة الفشل, فأخذته العزة بالإثم, بعدما رمى مسؤولياته, في وادي (شماعات الغير), متوهماً أنه واقفاً على قمة, جبل الغرور, قاطعاً بنفاقهِ حبل التقوى.
أما السياسي الأخر, فكان موجوداً معهُ, بكل صغيرةٍ وكبيرة, وقضى أيامه معترضاً عليه, في قلبه (وذلك أضعف الأيمان), مرافقاً له بخطواته, أولاً بأول, مستفيداً بتعثره وتلكئه, متصوراً أن مسؤولياتهِ أقل, بعد إناطة الغير ببعضها, مُحدقاً بين الفينةِ والأخرى, إلى صاحبهِ وهو شاخصاً على هامة ذلك الجبل, وكأنه يريد أن يرمي, بما لديه من مسؤوليات, في ذلك الوادي, كما فعل الأخر في قطعه للحبل.
لنبتعد كثيراً عن سياسة البشر وهمومها, وأريحكم بقصة (الفلاح والحمارين), يحكى أن فلاحاً كان يمتلك حمارين, قرر في يوم من الأيام, أن يحمل على إحداهما ملحاً, والأخر صحوناً وقدوراً فارغةً, أنطلق الحمارين بحمولتهما, وفي منتصف الطريق, شعر الحمار حامل الملح بالتعب والإرهاق, حيث أن كمية الملح كانت أثقل من الصحون الفارغة, بينما كان الحمار حامل الصحون سعيداً, لأن حمولته كانت خفيفة.
على كل حال قرر الحمار الحامل للملح, أن ينغمس في بركة ماء, ليستعيد قواه التي خارت من وطأت الملح, فلما خرج من البركة, شعر كأنه بعث من جديد, فقد ذاب الملح المحمل على ظهره, من ماء البركة, وخرج نشيطاً كأنه لم يمسسه تعب ولا إرهاق, ولما رأى الحمار حامل القدور, ما حل على صاحبه من نشاط, قرر القفز في البركة, لينال ما نال صاحبه من راحة, فأمتلئت القدور بالماء, فلما أراد الخروج من البركة, كاد أن ينقسم ظهره نصفين, من وطأت القدور وثقلها الشديد.
ثمةَ فرق بين سياسة الساسة؛ وسياسة الحمير, وهو العقل الذي أدبر على ربه وأقبل, فقال الخالق له عزَّ وجلَّ: وعزتي وجلالي بك أثيب وبك أحاسب.