24 نوفمبر، 2024 11:00 ص
Search
Close this search box.

طلاب الحوزة والجهاد الكفائي

طلاب الحوزة والجهاد الكفائي

ان تفاعل طلاب العلوم الدينية في النجف الاشرف مع فتوى المرجع الاعلى كان امرا متوقعا لان هؤلاء الطلاب كانوا قد سطروا في زمان الطاغية المقبور صفحات من التضحية والفداء فقد امتلات بهم السجون المظلمة بمئات المجاهدين وعلى راسهم طلاب الحوزة العلمية الذين اعادوا الى الاذهان صمود الاوائل من الصحابة في مكة فقد كانت الاجهزة القمعية تعمل ليل نهار من اجل استيعاب الاعداد الهائلة من المجاهدين والذين لم يكفوا عن العمل ضد السلطة الغاشمة بالرغم من التعذيب الوحشي والتصفية الجسدية المستمرة , وهاهو التاريخ يعيد نفسه اليوم فان قطع الرؤوس وتقطيع الاجساد صار سياسة معلنة من قبل الارهابيين الا ان هذا لم يمنع طلاب الحوزة العلمية من اعادة الكرة بعد الكرة وتقدموا الجموع الغاضبة من اجل استعادة الكرامة وفي كل مناطق القتال المحتدمة فمن جرف الصخر الى عامرية الفلوجة الى بلد الى تلعفر ولن تتوقف هذه الجموع حتى تعيد الحق الى اهله بل ان عددا من طلبة العلوم كانوا قد ذهبوا من دون تنسيق مع احد وبطريقة اخفوا فيها انفسهم في موقف واضح لنكران الذات

ونحن نرى اليوم حشود الطلبة قد تجمعت في كل العتبات المقدسة ومنها النجف وكربلاء وهي تستعد للتدريب من اجل القتال وكان عدد من اساتذة الحوزة العلمية قد دعا الى تنويع الذي يلعبه طلاب العلم في هذه المعركة وقد تنوع ذلك الدور بالفعل على مستوى بث الروح العالية في المقاتلين من خلال زيادة الوعي ومساعدة الجنود في تكميل انفسهم اثناء التواجد في معارك الجهاد باخلاق المجاهدين .

وهذه دعوة للجميع للقيام بهذا الدور البطولي بالرغمن من كل صعاب المرحلة الحالية وعدم وجود تنسيق كامل على مستوى توفير المستلزمات العسكرية للمقاتلين لان الروح التي يعمل بها هؤلاء المقاتلين ومنهم طلاب العلم هي روح التضحية بالنفس وليست روح الرغبة في البقاء فان رغبتنا في الشهادة كرغبتهم في الحياة والبقاء .

ونؤكد من جديد ان تاريخ التضحية الذي كتبه المجاهدون في طول التاريخ الاسلامي قد اعاده المجاهدون من طلاب الحوزة وغيرهم من المقاتلين الابطال فكم راينا من الجرحى من هؤلاء المقاتلين وهو مستمرون في العمل على طرد الغزاة والمعتدين مع انهم قد فقدوا بعض اطرافهم في المعركة ويرفضون الاخلاء من اجل تلقي العلاج لانهم ما جاؤوا من اجل البقاء بل جاؤوا من اجل التضحية والفداء .

وليس ببعيد ما اشار اليه البعض من وجود مدد الهي في هذه المعركة كما حصل ذلك في امرلي وغيرها من مناطق الصمود والتضحية .

وقد بشر الامام السيستاني بالنصر كل المقاتلين في هذه المعركة بشرط الصمود وعدم التخلي عن الموقع القتالي وهذ ما حصل بالفعل

وهانحن نرى بشائر النصر تبدو جلية وواضحة وكما صمد اصحاب الائمة في معاركهم ضد المعتدين فقد صمد المقاتلون استجابة لنداء المرجعية وعملا بالواجب المقدس الملقى عليهم في الذود عن حرم ابناء هذا الوطن من دون تمييز ولا تفريق بينهم بجنس او لون او دين وهذا هو العلاج الذي شخصه المرجع الاعلى للحفاظ على وحدة هذا الشعب وكرامته في الدنيا والاخرة

وفي الختام ادعو الجميع الا ينسوا المساهمة ومن كل المواقع في هذه المعركة ومن خلال كل السبل المتاحة لادامة هذا الزحف المقدس ضد اعداء الدين والانسانية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته     

أحدث المقالات

أحدث المقالات