-1-
المتتبع لما ينعكس في الإعلام العراقي ، المرئي والمقروء والمسموع ، يجد نفسه أمام محورين :
الأول :
يستبشر برئيس مجلس الوزراء الدكتور العبادي، ويثني على قراراته التي اتخذها لانقاذ البلد، من الفساد المستشري، ويطالبه بالحاح أن يعمد الى محاسبة الحيتان الكبيرة، سواء كانوا من المنتمين الى التنظيمات الاسلامية أم لم يكونوا ..،
وأنْ يضرب بيدٍ من حديد، رموز الفساد دون أن تأخذه فيهم لومة لائم …
واستغربوا ان يد الملاحقة والمساءلة، لم تمتد حتى الآن الى مَنْ يعتبر -عند عامة المواطنين – من رموز الفساد الكبيرة ..!!
وهكذا بقى كبار المفسدين ، المتسترين بشتى العناوين – بَعِيِدين عن الإحالة الى القضاء والمحاسبة .
وهذه الثغرة لابُدَّ من الإسراع الى رَدْمِها والتخلص منها، تحاشياً للمزيد من الاعتراضات …
إنّ محبي الدكتور العبادي يشعرون بأنَّ هناك من يعمل جاهداً على التطفيف بقرارته، واعاقة مشاريعه الاصلاحية الوطنية …
ودائرة الاتهام تضيق لتنحصر باحدى الجهات المتضررة من تسلمه هذا المنصب، بعد أنْ كانت لها أمنيات أخرى ..!!
ونحن مع مبدأ التساوي أمام القانون فلا بُدَّ أنْ يسري على الجميع بلا استثناء .
واذا طالت فترة انتظار مثول المفسدين الفاسدين الكبار أمام المحاكم ، فان ردود الفعل السلبية الشعبية ستكون عميقة للغاية .
لا حرمة للسراق واللصوص ورموز القرصنة …
وما نهبوه من المال العام يكفي لسداد العجز في موازنة 2015 يقيناً، بل يفيض عنها .
واذا كان (الدين النصيحة) فما هي صريحة فصيحة :
امنعوا سفر المشبوهين احترازاً ،
ولتعلن لجانُ التحقيق نتائج عملها على الشعب ،
وليطمئن المواطنون انّ الفاعلية والجديّة، في شمول المساءلة والملاحقة لمن خانوا الأمانة ، وخذلوا الشعب ، على أعلى الدرجات …
الثاني :
إنّ هناك أمواجاً متلاطمة من الانتقادات والمواخذات والانتهاكات للحكومة السابقة المنتهية ولايتها ، ولرئيسها تحديداً .
تبدأ بتعداد الأخطاء والخطايا التي اجترحها في الفترة الممتدة ما بين (2006-2014) ،
وتنتهي بالمطالبة باحالته الى القضاء ومحاسبته على أعماله لاسيما وهو لايتمتع الآن بأيةِ حصانة تَمْنعُ من احالته الى القضاء .
والغريب أنّ أكثر الذين كتبوا وتحدثوا في هذا المضمار، هم ممن لزموا الصمت ولاذوا بالفرار ، يوم كان الرجل في موقع (المسؤول التنفيذي المباشر الأول) مع أن الساكت عن الحق شيطان أخرس – كما هو معلوم- !!
أين كانوا ؟
ولماذا لم يرفعوا أصواتهم حينذاك ؟
وما هي أسرار الشجاعة التي ظهرت فجأةً ..!!
ذكرني ذلك بقول الشاعر :
مِنْ عادة الناس للأصنام تعبدُها
مِنْ حِطَّةِ الناسِ لا مِنْ رِفْعَةِ الصنمِ
وفي مقابل ذلك ، فان المسؤول التنفيذي السابق يواصل أسفاره وتحركاته وتصريحاته، والتي تتقاطع في بعض الأحيان ، مع توجهات الحكومة الحالية ، دون ان يكون له في ذلك صلاحيات دستورية معلومة..!!
ونحن هنا نعلن المطالبة بالتزام المسؤولين العراقيين جميعاً بالحدود المرسومة لهم دستورياً وقانونياً، من دون اي اختراق على الاطلاق ..
واذا كان العام المنصرم عام الكوارث والاحزان ، فاننا نضرع اليه سبحانه ان يكون هذا العام ، عام تحرير التراب العراقي الطاهر من دنس (الداعشيين) الاوغاد .
وعام الأمن والاستقرار الذي يسود ربوع الوطن الحبيب .
وعام عودة النازحين والمهجرين الى ديارهم وبيوتهم .
وعام الخلاص من رموز الفساد والافساد .