مضحكة مبكية حال الانبار،، تلك المحافظة العتيدة التي أوجعت أمريكا في وقت وقف فيه الآخرون طوابير لنيل بركتها إبان دخولها العراق،،والتي تحولت اليوم الى التمسك باذيال أمريكا نفسها لتخليصها من محنتها طبعا في اليوم نفسه الذي تنصل اولاد أمريكا عنها بعد ان تنظفوا وطفحت كروشهم ببركاتها،،!!ولا عجب فالعراق بلد العجائب وهذا الزمان زمان العجائب،،ولا عجيب ،،
نعم يدعون ان الارهاب الأسود انطلق منها متناسين انهم جميعا يعرفون انها ليست الموصل المنهارة منذ سنوات وليست تكريت مسقط راس المخلوع،،كان لابد ان يكون هناك لدى قطط السقوط الجدد ذريعة لادانتها،،وكانت الاعتصامات مناسبة جيدة وفرصة لا تعوض لدفع الانبار الى هاوية يحلمون بها،،
ولمن يجهل من العراقيين وأخص منهم بالذكر بعض غربان موقع كتابات العزيز،،ان حال الانبار قبل الاعتصامات كانت تشبه حال العراق قبل ١٩٨٠،،فورة إعمار ومشاريع طموحة قادها رجل شجاع اسمه قاسم الفهداوي،،الذي قال له الأمريكيون حين استلم المحافظة،،ان لديكم أنقاض مدن وليست مدنا حقيقية،،فقرر البدء من الصفر،،وكان الصفر بالنسبة اليه ابعاد لصوص المقاولات المسنودين من حكومة المالكي،،شيوخ المالكي وأصحابه ورفاق الزمن الجديد،،الذين يعرفهم اهل الانبار واحدا واحدا،،وهم انفسهم الذين تقاسموا منصات ساحات الاعتصام ومن ثم صادروا احلام البسطاء الذين دفعتهم الأسباب نفسها التي تدفع كل عراقي الى رفع صوته بالاحتجاج،،تخنقهم غصة البطالة والفساد وتردي الخدمات وتسلط الشذاذ على مقدرات الوطن،،أولئك الحثالة الذين تحولوا من باعة متجولين وبقالين وزبالين وعاطلين وخونة وعرابي احتلال،،الى ساسة ونواب ووزراء،،يرتعون في خيرات وطن لا يحترمونه ولا يمنحونه ذرة من الولاء في دواخلهم المريضة،،لذا كان لابد لهؤلاء واتباعهم من الحشرات التصدي لقاسم الفهداوي وان يسقط لتسقط معه الانبار،،ويعرف الجميع كيف طعنوا هذا الرجل في الانتخابات،،كيف ازاحوه ،،بل ان من الغباء المطلق الا نشعر بذلك الاستهداف المنظم ونعترف به،،حتى عند من لا نتوقع منه ذلك،،وأحيل الى موقف قناة الشرقية المخزي والتي بثت قبل ايام من انتخابات مجالس المحافظات السابقة تقاريرها المسمومة حول الفساد المزعوم تحت شعار،،الوطنية،،ولا ننسى التزوير الكارثي الذي رعته مفوضية انتخابات الحزب الاسلامي في الانبار عيني عينك،،جهارا نهارا وبلا خجل او حياء،،
بعد هذا كله،،ثم جاءت التصفيات الانتقائية للمعتصمين،يوم ،ترك الباب مفتوحا لأصحاب الأمس وعرابي الفتن للهروب،،بل للتجول بحرية،،ويعرف المالكي ودميته سعدون الدليمي الفاشل كيف ان بعضهم قد تم الاتصال به ليهرب قبل نصف ساعة من قصف قصره الفخم في احدى مناطق أطراف الانبار قبل ان ينفذ طيران الجيش غاراته على تلك المنطقة،،بل وكيف تحول البعض من إرهابي مطلوب بالمادة أربعة ارهاب بتهم قتل جنود عزل الى قائد ميداني في الرمادي يأمر وينهى ويعتقل ويعدم الناس امام بيوتهم مستقلا سيارات الجيش العراقي نفسه وبحمايته المباشرة،،!!!،
وحتى أكذوبة بيع السلاح التي تحجج بها حكومة اليوم التي يقال عنها انها،،الأفضل،،الأنجح،،الأروع،،الأنظف،،،ال،ال،،ال،،،لعدم تسليح العشائر،لم تكن اكثر من ذريعة غبية بعد ان تكشف للجميع ان سلاح الحكومة الفتاك الذي قيل انه بيع لداعش لم اكثر من ١٢٠٠ بندقية قديمة وخمسة مسدسات وبضع سيارات دورية لا تخيف قطة ولا كلبا سائبا،،!!
ولا زالت موجودة ومقيدة بسجلات الدفاع ،،وأحيل الى كلام الشيخ وسام الحردان في لقائه الأسبوع المنصرم على قناة الحرة في ذلك الامر،،
فلماذا هذا التهاون،،ولماذا لا ترتمي الانبار في حضن الأمريكان،،؟؟لماذا هذا الهجوم عليها في مقالات بعض السفهاء على موقع كتابات (وعذرا للشرفاء في الموقع وكتابه الأجلاء)،،؟؟بل لماذا أصلا تلومون الانبار ومن ذبحها ذبح العراق،،ومن سلمها للإرهاب نفسه الذي سلم العراق له؟؟
ولو سقطت الانبار فعلا لسقطت هيبة الدولة التي لا يفهم اغبياوها مفهوم الكل الذي لا يستقيم بغير الكل،،لكنها لم تسقط لحد الان ،،ولن تسقط بحول الله ،،لان فيها خزينا من الشرف،،وافواجا من الشرفاء لا يدنسهم من شذ عن القاعدة من أبناء الحرام الذين باعوا انفسهم بثمن بخس وفازوا بالخزي غير منازعين فيه،،
ان الانبار لا تنظر الى ثلة من الحمقى،،ولا الى من لا تعترف بانتمائه للوطن،،بل تنظر الى الوطن نفسه،،لكنها تركت وحيدة في معركتها فرفعت الكارت الأصفر في وجه الحكومة ثم مالبثت ان نفضت يدها بعد ان ايآستها الحيل،،وتساقط أبناؤها في حفلات الإعدام الجماعي التي هزت ضمير العالم ولم تحرك شعرة مسؤول عراقي،،فلم يكن من حياة فيمن تنادي،،لافي رئيس وزراء ورث تركة لا توصف من الفساد اختار منها ما اختار وترك ما ترك لإصلاحه وهو يعلم العلة اين ولا يقرب منها،،ولا في وزير دفاع منشغل بالسفرات والتصريحات الطنانة،،وزير دفاع الموصل والنجيفية،،وحاشاه ان يكون وزيرا لدفاع العراق يوما،،فكان لابد ان تحمي الانبار ما تبقى منها،،وهي التي تعرف اكثر من غيرها ماذا يعني سقوطها لا سامح الله بالنسبة للوطن،،كان لابد من أمريكا،،بعد ان صحت مقولة عدو عدوي صديقي،،واللبيب بالإشارة،،يفهم،،مع ان لكل شيء ثمن لكن الثمن الذي يمكن ان تدفعه لاحقا بالاعتماد على أمريكا لن يكون اكثر مما تدفعه اليوم من وجودها ومن دماء اهلها وزهرة شبابها،،فمن كان لديه افضل من ذلك فليتفضل،،او فليقل خيرا لو يصمت،