18 نوفمبر، 2024 3:34 ص
Search
Close this search box.

كتابات من الذاكر لماذا نحتفل؟

كتابات من الذاكر لماذا نحتفل؟

بداية كل عام ونهاية كل عام نتبادل التهاني والتمنيات بعام خالي من الأحزان وصعوبات الحياة والحروب، وكان في زمن تجتمع العائلة فيه بكل أفرادها وتودع نهاية عام وتستقبل عام جديد، ولكن هذه العائلة تفرقت وأصبح كل واحد منها في قارة من القارات، وأصبح التواصل بينها عن طريق شبكات التواصل الإجتماعي ومن الصعوبة أن تعود عجلة الحياة إلى الوراء، وهذا حال العراقيين للسنوات التي مضت. إضافة إلى من ودع العائلة شهيداً أو مفقوداً أو بسبب نقص الدواء والتلوث البيئي، إذن بماذا يحتفل العراقيين والحزن يزين وجوههم التي لم يزرها الفرح خلال السنوات التي مضت ولا يقتصر هذا الحال على أهل العراق وإنما حال العرب جميعاً، فالحروب والقتل والفقر والتهجير أصبح ديدنهم، وليس هنالك بارقة أمل تعيد لهذه الأمة سعادتها وشموخها وتاريخها؛ لأن هناك من يريد أن يجعل من هذه الأمة منطقة صراع أبدية تنفقد فيها كل مقومات العيش الكريم والحياة الحرة ومستقبل يبنيه ابناء البلد الذين يتساقطون اليوم الواحد تلو الآخر قسم منهم بأيدي الإرهاب أو ظلم السلطات الحاكمة، ولا يوجد لدينا غير أن نتوجه إلى الباري عز وجل وندعو جميعاً “اللهم ارفع عن هذه الأمة  الضيم والظلم” وهم يستقبلون عاماً جديداً رافعين أكفنا إلى رب العزة جل جلاله أن يكون العام الجديد برداً وسلاماً فهو القادر القدير.

ذكريات إذاعية

عاد بي الزمن الى فترة عقد الثمانينيات عندما كنت اطلع على مواقع التواصل الإجتماعي على صورة للأخ والطالب الحبيب فائز جواد، عندما كنت مديراً لإذاعة بغداد وكيف كان العمل فيها آنذاك، ومن هم الذين رافقوني في إدارة الإذاعة سواء كانوا رؤساء أقسام أو مخرجين أو مذيعين ومقدمي برامج ومعدين ومحررين، والذين كانوا في بداية شبابهم وعملوا وأخلصوا واجتهدوا وفي مقدمتهم علاء مكي وفائز جواد وضرغام فاضل ومقداد عبدالرضا ومحمد المسعودي وجنان عبدالمجيد، وهناك من المخرجات اللواتي بذلن جهداً في العمل، منهم منى البصري وخوله رجب ومن المذيعات سهام محمود وسعاد عزت وأمل المدرس وهدى رمضان، أما الأخوة المذيعين اذكر منهم الأستاذ المعلم حسين حافظ وخالد العيداني وبهجت عبد الواحد، كانت الإذاعة عبارة عن عائلة واحدة لا يفرقها إلا الذي يمتاز بعمله وجهده، وإذا أخذنا إلى جانب العمل الدراما فكان المخرج والأخ محسن العلي الذي لا يعرف سوى أن يدخل ظهراً إلى أستديو التمثيل ويخرج صباحاً هذه الفترة التي أعتبرها الفترة الذهبية في عمل مسلسلات الدراما الإذاعية، وكانت هناك برامج تنموية كان يشرف عليها الزميل مظفر عبد العال رغم صعوبتها وحساسيتها فقد كان هذا الرجل يعكس النشاط التنموي للبلد، وقسم مهم كان في الإذاعة هو قسم الأطفال الذي تخرج منه الكثير من الذين ذكرتهم وكان بإشراف الأب الحنون عمو زكي ومساعده نجم عبدالله الذين بذلوا جهداً كبيراً في تهيئة كوادر تعمل اليوم في المحطات الفضائية والإذاعية .
كانوا جميعاً فريقاً واحداً من أجل أن يخدموا المستمع الذي كانت إذاعة بغداد المتنفس الوحيد له، إن الفترة التي عملت فيها في نهاية السبعينيات لغاية نهاية التسعينيات كان لها طعم تذوقته عندما شاهدت العزيز فائز جواد في صورته وهو في أستوديوهات الإذاعة عاد بي إلى ذكريات جميلة، عندما كان يخرج الفترة الصباحية، والإبداع في اختيار المواضيع الإجتماعية والمنوعة والموسيقى المختارة، واليوم وبعد هذه السنين تبقى إذاعة بغداد هي مدرسة بنت صرح من الكادر المتقدم، تخرج منها مذيعي الفضائيات العراقية والعربية ومراسلين لشبكات عالمية، منهم الأخ شاكر حامد في إذاعة  BBC وسعد المسعودي في إذاعة مونتكارلو والفضائيات العربية وغيرهم من العاملين في الحقل الهندسي إذن أين كنا؟ وأين أصبحنا؟ هل القادم أفضل أم نبقى على ذكريات الماضي؟ شكرا للأخ والحبيب فائز جواد الذي طرق باب ذكريات من الماضي الجميل.

نصيحة للمحتفلين

نشاهد بين فترة وأخرى صور وأفلام فيها إحتفالات وأعراس وشوارع نظيفة وأبنية شاهقة في دول المهجر، أعراسهم وأفراحهم وتجوالهم في حدائق جميلة كل هذا يطلع عليها المتلقي عن طريق هذه الشبكات، دون أن يشعروا بما يعاني منه إخوانهم وأقاربهم الذي يعانون من برد الشتاء ونقص كل مقومات الحياة، أطفالهم عراة وتفشت الأمراض، ألا يجدر بنا جميعاً أن نقف معهم وأن يكون شعارنا في توديع هذه السنة واستقبالنا السنة الجديدة أن يكون شعارنا ودعمنا بكل ما نملك في دعم النازحين والمهجرين، وأن نهيىء لهم كل مستلزمات العيش الكريم، فهم ليسوا أغراب هم من دمنا ولحمنا إن كانوا مسلمين أو مسيحيين أو أكراد أو يزيديين أو تركمان، هم عراقيين يا من تعيشون في ترف وسعاده كفا نسيانكم لأبناء جلدتكم والله على كل شيء عليم.

أحدث المقالات