18 نوفمبر، 2024 5:20 ص
Search
Close this search box.

من الاجرام والعار على كل من يخدم الارهاب ولو قيد شعرة بارادته

من الاجرام والعار على كل من يخدم الارهاب ولو قيد شعرة بارادته

الارهاب العالمي المتمثل بالقاعدة وداعش والنصرة وخرسان وبوكو حرام ولشكر طيبة وطالبان وحركة شباب الصومال واخرين وقد يظهر الارهاب مستقبلا باسماء اخرى كلها من منبع واحد هوالقران بتاويل بعض اياته لتعبر عما في انفسهم من شرور وجنون الاسلام براء منها. ويحللون ويحرمون كما يملي عليهم فكرهم المريض ونزواتهم الشريرة قبل اية تاويلات لبعض الايات القرانية اوفقه او احاديث لائمة كالبخاري وغيره من بطون التاريخ السحيق للخلافة الاسلامية التي فشلت وتفشل في ادارة مجتمع متمدن متحضر مبني على العدالة والمساوات وحقوق الانسان وقبول الاخر.

مما لا شك فيه ان السبب الرئيسي لوصول الاوضاع في العراق لحالة يرثى لها من انحطاط القيم والمقاييس الاخلاقية والانسانية الى الحضيض بصورة غير متوقعة هو الفساد بكل اشكاله الذي ادى لخيانات عظمى بحيث تعلن فيه الخلافة الاسلامية لعصابات داعش من قبل شذاذ الافاق بالتعاون والتحالف مع خونة الشعب من اعوان النظام السابق والمتعاطفين معهم من اهل السنة خلافا لمصلحة اهل السنة والجماعة قبل غيرهم مع الاسف الشديد.والفساد بدا في العراق بشكل واضح كثقافة حملها حزب البعث منذ التامرعلى ثورة الرابع عشر من تموز1958 واغتيالها واغتيال الشهيد عبد الكريم قاسم كانزه رئيس عراقي وعربي . لا مجال لادراج كل خصاله وسيرته ومنجزات ثورة تموز يكفي ان نذكر بانه رفض قطعة الارض التي خصصت له وقال لا اقبلها لان الضوابط لا تنطبق علي لانني اعزب وسكن بالايجار وكان يعيش على مرتبه فقط ويعمل حوالي عشرين ساعة في اليوم. وخراب العراق بدا منذ اغتيال عبد الكريم قاسم ولحد الان لان سقوط نظام البعث في 2003 الذي وكانه لم يسقط لم يكن كما يريده الشعب العراقي وانما كما اراده الامريكان خدمة لاسرائيل للاستمرار في تخريب وتدمير العراق بالاستمرار على نهج حكم البعث وممارساته الفاسدة لخلق الفوضى العارمة وحتى سياسيينا الذين تولوا امور البلد مع الامريكان ومن بعدهم مارسوا نفس ممارسات حكم البعث للاغتناء على حساب قوت الشعب وخدماته وبالرغم من مؤتمراتهم الكثيرة للمعارضة لاسقاط نظام البعث لم يخرجوا بمنهاج وطني موحد لما بعد السقوط بل اتكلوا على الامريكان فاستفحل الفساد اكثر فاكثر مع مرور الوقت ولم نرى من راجع نفسه من الفاسدين الى ان وصل الخطر عليهم مباشرة بقدوم داعش .وربما اول من راجع نفسه هو السيد حيدر العبادي كرئيس وزراء وعلى الشعب العراقي ان يقف معه كما وقف مع الشهيد عبد الكريم قاسم بالاسناد والمؤازرة والاستفادة من اخطاء الماضي.فبالرغم من كون العبادي من نفس كتلة المالكي الذي هادن الفساد والارهاب والبعث ولم نسمع صوت العبادي عاليا في حينه لمكافحة الفساد الا انه الان اثبت النية الصادقة والنزاهة والكفاءة قولا وان لم يكن الفعل بمستوى القول بسبب التركة الثقيلة من حكم البعث وحكومة المالكي ولكنه اثبت بانه رجل المرحلة لمكافحة الفساد بكل اشكاله والاستناد على الشعب ما بعده سند وكل من لا يسانده هو عدو للعراق وشعبه.ومن مصلحة المالكي واعوانه مساندته ومؤازرته بقوة ليعيدوا اعتبارهم والا سيلفضهم الشعب . حتى المالكي لو استمر لولاية ثالثة لكان انتهج نهجا مغايرا لما انتهجه سابقا واحد الاسباب الرئيسية لاصراره على الولاية الثالثة كان لرد الاعتبار لنفسه وتقويم فشله السابق .

ان الذي يخدم الارهاب وداعش ليس فقط فساد السلطة بل كل من يحمل ثقافة الفساد من افراد الشعب العراقي الذي افسدته تربية حكم البعث طيلة عقود وخربت النفوس. الذين قاموا بالمظاهرات والاعتصامات

من اهل السنة والجماعة وبشعارات وهتافات طائفية تعزل وتفصل اهل السنة والجماعة عن بقية الشعب العراقي بحيث يستغلها الارهاب وداعش لماربه الدنيئة بالضد من مصلحة اهل السنة قبل غيرهم لم تكن لتحصل لولا ثقافة الفساد المستشرية. فمهما كانت الحكومة سيئة فهناك تداول سلمي للسلطة فليس هناك مبرر لنحذو حذو داعش والارهاب ونرفع السلاح بوجه الجيش وحتى الشرطة والحكومة المحلية التى من صلب اهل السنة وباختيارهم.و لما لم يتمكن اهل السنة من كسب بقية مكونات الشعب الى جانبهم وهم جميعا ضد الفساد وضد ممارسات الحكومة التي لا تخدم احدا حتى من الشيعة .الم يكن لديهم سياسيين محنكين حكماء غير فاسدين؟ الا المعممين والمعكلين ليقودوهم الى الهاوية؟باسم ثوار العشائر؟ فهل يقبل الشعب العراقي ان يقاد بالعرف العشائري؟ واين العقلانية والحنكة في القيادة بحيث تقرا الواقع جيدا وتدرس النتائج والاحتمالات وبالاضافة لكونها غير جديرة سياسيا فانها اثبتت عدم اخلاصها وذلك بترك اهلهم السنة لمصيرهم بين سندان داعش ومطرقة الحكومة واستقروا مترفهين في اربيل او خارج العراق عسى ان يكون ذلك درسا لاهل السنة ليتعضوا ويرعووا.وقادة السنة المتورطين مع الارهاب او الدافعين باتجاه الاقليم السني لا يخدمون اهاليهم لان الحل الافظل للعراق هو لامركزية المحافظات وليس الاقاليم التي ستتصارع وربما تتقاتل فيما بينها على الحدود والخيرات والامتيازات والمصالح المتداخلة بالاضافة الى من يتولى امور الاقاليم لن يكون نزيها. الفساد في العراق لا يشبه اي فساد في العالم لانه ليس في المستوى المعقول فبالاضافة لرواتب وامتيازات عالية للمسؤولين فانهم ابتكروا وسائل واساليب شيطانية للمنافسة فيما بينهم على نهب ثروات الشعب العراقي :كرواتب متعددة ورواتب اضافية باسماء وهمية (فضائيين) و منح اجازات طويلة خارج السياق لمنتسبين مقابل مناصفة رواتبهم ومشاريع وهمية و بضاعة وحتى السلاح المستورد يتسرب من المخازن والمشاجب ويباع حتى للارهاب لصالح المسؤول والامر.وتهريب النفط وغيره وتزوير شهادات ووثائق وغيرها وكل ذلك جرى ويجري بدون حسيب او رقيب.ولم يكتفوا بذلك بل طمعوا حتى بارزاق اليتاما والارامل وذوي الاحتياجات الخاصة والنازحين والمرضى والمعتقلين. لان الفساد اصبح ثقافة وعرف سائد وشبه مشرعن . ونسمع في دول الكفار قصص حقيقية عن حتى السراق يسرقون حاجيات وممتلكات ومن ثم يعيدونها لاماكنها عندما يكتشفوا بانها مخصصة للاعمال الخيرية.نرى فاسدينا قد ذهب ماء وجههم فمصيبتنا مضاعفة لان فسادهم مقرون بقلة الذوق بحيث لا يعملوا الحد الادنى من واجبهم.

على كل فرد ان يراجع نفسه مهما كان موقعه ويعدل من ثقافته وسيرته لالا يخدم الارهاب وداعش ولو قيد انملة؟. فليكن مخلصا في واجبه ويقدس الواجب ونزيها وصادقا في كل افعاله وتصرفاته بحيث تنطبق على اقواله ويعمل على توحيد الصفوف وكسر شوكة التخندق الطائفي لبناء دولة المواطنة ومؤسسات باحتضان احدنا للاخر بالدفاع عنه عندما يكون على غير مذهبه اودينه او قوميته لعدم ترك اية ثغرة لمن يريد الشرلبلدنا . ووضعنا الحساس يستدعي ايضا دعم ومؤازرة حكومة العبادي مهما اخطات او قصرت. وليس للعبادي عصى سحرية لينقلنا من حال الى حال ان لم نعاونه ونسانده ونشد من ازره وندعمه بكل ما اوتينا من قوة لان الفاسدين كثر واقوياء وسيكرهونه وذلك فخر له ولكن يحترمونه اكثر من المالكي الذي هادنهم. ويحاولون اسقاط العبادي ان لم يكن اغتياله والاغتيال مستبعد لانه ينكشف. فبذلك ندحر الارهاب وداعش ونبني بلدا ومجتمعا عصيا على كل من يريد الشر لوطننا لان مصلحتنا مشتركة ومصيرنا واحد.

أحدث المقالات