26 نوفمبر، 2024 2:40 م
Search
Close this search box.

هل وضعت القاهرة العصي بدواليب الحل الروسي بسورية ؟؟

هل وضعت القاهرة العصي بدواليب الحل الروسي بسورية ؟؟

اليوم عادت من جديد الاحاديث والتحليلات وتصريحات الساسة تتحدث من جديد عن أحياء مؤتمرات خاصة لحل ألازمة السورية ,”موسكو 1″, جنيف بنسخته “3”، القاهرة “1”,,هي مؤتمرات ما زالت تفاصيلها للأن حبيسة ألادراج والملفات المغلقة,,مع أن بعض وسائل الاعلام وبعض أقلام الساسة والمحللين حاولت النبش فيها وتحدثت عنها باطالة ,,ولكن للأن يمكن القول “نسمع جعجة ولانرى طحينآ ” ولكن الثابت للأن ان القاهرة احتضنت أجتماعات لمعارضات الداخل والخارج السوري ,,وأن هذه الاجتماعات المتزامنة قد خرجت بوثيقة وخارطة طريق للمرحلة المقبلة بسورية حسب رؤية المعارضة السورية وداعميها لها . 
 
 
*ما أهم بنود وتفاصيل وثيقة “القاهرة “الخاصة بالمعارضة السورية ؟؟.
 
ركزت وثيقة المعارضة السورية على بعض الملفات الهامة بمفاصل الدولة السورية وهنا ساذكر بعضها ” هدف العملية السياسية التفاوضية هو الانتقال إلى نظام ديمقراطي تعددي تداولي على أساس مبدأ المواطنة المتساوية- تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات واسعة وانتخاب الرئيس لدورتين اثنتين مدة كل منها 4 سنوات فقط –  “بيان جنيف1” هو أساس للعملية التفاوضية – إصدار عفو شامل عن جميع المطلوبين والسماح بعودة جميع السياسيين المقيمين في الخارج دون مساءلة- المرحلة الانتقالية يقودها مؤتمر وطني من قوى المعارضة والسلطة يشرف على أداء الحكومة الانتقالية- يشكل مجلس عسكري مؤقت، يشارك فيه ضباط من الجيش السوري، ومن المسلحين المؤمنين بالحل السياسي والانتقال الديمقراطي- اصدار مجلس الأمن قراراً بوقف إطلاق النار في سوريا، وتشكيل قوات حفظ سلام دولية وعربية، فضلاً عن إصدار قرار بحظر توريد السلاح لجميع الأطراف- ضرورة حصول توافق دولي على قاعدة “بيان جنيف1″، على أن توقع عليه دول الرباعية الإقليمية “مصر والسعودية وتركيا وإيران”، ثم يصدر بعد ذلك عن مجلس الأمن الدولي بقرار ملزم وفق الفصل السادس”.

*لا حظوظ نجاح لمؤتمر موسكو “1” ووثيقة القاهرة وضعت العصي بدواليب موسكو!!.
 
هناك اليوم حالة تشاؤم بخصوص حظوظ نجاح عقد مؤتمر موسكو “1” لأن اغلب المطلعين على تداخلات الازمة السورية وماتبع ذلك من تغيير بقواعد الاشتباك- يعلمون ويدركون أن أي حديث عن انعقاد جلسات مشاورات تضم شخوص من طرفي المعادلة السورية , ان اتفق أصلآ على انعقادها،، فأنها لن تنجح مرحليآ لوجود العديد من الصعوبات والمعوقات المتمثلة بالمعارضة وداعميها وتمسكهم بشروط مسبقة ستفشل هذ الجلسات التشاورية حتمآ حين تطرح,, فهي افشلت مؤتمرات سابقة  حين طرحت  وخصوصآ مؤتمر جنيف “2” لانهم قدمو شروط،، تعكس حجم الأهداف المطلوب تحقيقها بسورية ومجموعة من الرهانات المتعلقة بكل ما يجري في سورية، وهي أهداف تتداخل فيها حسابات الواقع المفترض للاحداث الميدانية على الارض مع الحسابات الامنية والعسكرية والجيو سياسية للجغرافيا السياسية السورية وموازين القوى في الاقليم مع المصالح والاستراتيجيات للقوى الدولية على اختلاف مسمياتها، كما تتداخل فيها ملفات المنطقة وأمن اسرائيل والطاقة وجملة مواضيع اخرى ليس اولها ولا أخرها الرهان على دور ما لمصر في المرحلة المقبله قد يقلب المعادلة في المنطقة ويعيد خلط الاوراق فيها من جديد إلى أقصى الحدود,,وماجرى بألامس بالقاهرة من أقرار وثيقة ورؤية مستقبلية للكيانات المعارضة السورية ,,هي فعلآ ستفشل اي لقاءات ومؤتمرات قادمة حين تطرح,فالواضح هنا ان اقرار هذه الوثيقة ,بالتزامن مع مساعي  موسكو للحل السوري ,تظهر ان هناك حراكآ ما يستهدف ,الحد من طموحات موسكو الساعية الى التوصل الى حل سريع للحرب المفروضة على الدولة السورية .
 
 
*المعارضة السورية لاتحمل أي رؤية سياسية ناضجة ومازالت بخندق أعداء سورية ؟!.

أذا رجعنا للماضي القريب فقد كان مؤتمر جنيف “2” شاهدآ، على مهزلة سياسية واخلاقية، فقد كأن الهدف المطلوب الوصول اليه برأي قوى المعارضة السورية الخارجية الممثلة بالائتلاف هو عباره عن تسليم مقاليد الحكم لهم وهذا كما يقولون هم انه النص النهائي المطلوب الوصول اليه,,ولكن الا يعرف من قامو بوضع هذا الرؤية وهذا الرهان انه في مطلق الأحوال، تعلمنا دروس التاريخ بأن أزمات دولية – إقليمية – محلية-مركبة الاهداف،، كالحرب التي نعيش تفاصيلها حاليآ في سورية، أنه لا يمكن الوصول إلى نتائج نهائية لها بالشيء اليسير فالطريق ليست معبدة بالورود بل هي كرة نار ملتهبة متدحرجة قد تتحول بأي وقت الى انفجار اقليمي وحينها لايمكن ضبط تدحرجها او على الاقل التحكم بطريق سيرها ولذلك لايمكن الوصول الى جملة تسويات ونتائج سريعة بسهولة،، فطرق الحل والتسويات تخضع للكثير من التجاذبات والأخذ والرد قبل وصول الأطراف الرئيسية المعنية إلى قناعة شاملة بحلول وقت الحلول، وما لم تنضج ظروف التسويات الدولية – الإقليمية لا يمكن الحديث عن إمكان فرض حلول في المدى المنظور.

وهنا فكيف لقوى المعارضة أن تتحدث عن حلول وتسويات و حرب الإبادة التي تمارسها قوى الارهاب على ارض سورية وبحق شعب سورية مازالت شاهده على اجرام الكثير من داعميهم ,فمن جبل الشيخ الى حلب الى حماه الى القنيطره الى الرقه الى دير الزور،ألى حمص الى دمشق,,ومختلف بقاع الجغرافيا السورية،، فمازالت نار قوى التطرف تضرب وتحرق بحقدها مقومات العيش بحده الادنى للمواطن السوري، فعندما تتحدث بعض قوى المعارضة عن أقرار وثائق متلاحقة وخارطة طريق تمهد الطريق امام  حل سياسي بسورية كما يتحدثون ,الا يعرفون اليوم حجم الارهاب الممول والمدعوم والذي مازال يمارس طقوسه الشيطانية على ارض سورية –,,فعندما تقدم قوى المعارضة رؤيتها للحلول المستقبلية بسورية ,فهل لهذه القوى فعلآ تأثير بالداخل السوري ,وهل لهؤلاء أي تاثير على هذه المجموعات “الرديكالية ” على ألارض السورية ،،والواضح أن هؤلاء ليس لهم أدنى تأثير على المجاميع المسلحة فوق ألارض السورية ,,مما يعكس غياب الرؤية الواضحة للحل بسورية عند هؤلاء المعارضين,فهم يقدمون حلولآ ولايملكون ألاطر التنفيذية لتنفيذها على أرض الواقع ,,وعلى قاعدة فاقد الشيء لايعطيه ,فقوى المعارضة لاتملك أي نفوذ بالداخل السوري ,ومع ذلك تقدم حلولآ,وهذا ما يعكس غياب الرؤية السليمة والواضحة عند قوى المعارضة  .

*جنيف “2” كان أمتحانآ للمجتمع الدولي !!.

لقد كان مؤتمر جنيف “2”بفصولة كاملة هو شاهد على المبعوث السابق الإبراهيمي والأمم المتحدة والفريق الدولي المنخرط في العملية السياسية في الازمه السورية،، فلقد كان جنيف بكل فصوله امتحانآ لمؤسسة الأمم المتحدة، والدول الداعمة للارهاب على ارض سورية لكشف النوايا الحقيقية لهم وهدفهم الحقيقي من عقد هذه المؤتمرات بفصولها المختلفة،

ومع أن هذه الاطراف تدرك ان أي تسوية فعلية للازمة بسورية يجب أن تعكس أولا تفاهماتهم هم على مجموعة من الملفات من كيفية توزيع مواقع الثروة والنفوذ الى مواقع القوة ومساحات النفوذ وغيرها الكثير من الملفات التي مازالت بحاجة الى وقت اطول للوصول الى تفاهمات حولها من كل الاطراف، وبعد وصول هذه القوى الى تفاهمات وتسويات حقيقيه يتم الحديث عندها عن امكانية الوصول الى حلول من قبل الأطراف المحلية الخاصة بالازمة.
 
 
*أنعدام فرص تقارب وجهات النظر الدولية سيعقد حلول ألازمة السورية ؟؟.
 
من الواضح للأن  ان جميع المؤشرات الاقليمية والدولية  تظهر تصعيدآ واضحآ  بين الفرقاء ألاقليميين والدوليين ,وهذا بدوره سيؤدي الى المزيد من تدهور الوضع في سورية وتدهور أمن المنطقة  ككل وهذا الشيء متيقنه منه الدولة السورية الان،، فمجاميع  القتل المتنقل بسورية مازالت تمارس علانية القتل والتخريب والقتل المتنقل بسورية، ولدى المنظمات الدولية، بما فيها المنظمات التابعة للأمم المتحدة، رصد ضخم لعمليات القتل والتعذيب والتخريب التي تقوم بها هذه العصابات، واما بالنسبه للمبعوث السابق الابراهيمي الذي نعى مؤتمر جنيف “2” فور انتهائه واعلن بعدها تقديمه استقالته وتخليه عن هذه المهمة يعود اليوم خلفه ستيفان دي ميستورا مجددآ للحديث من جديد عن  رؤى خاصة للحلول للأزمة السورية ,,ومن هنا نقرأ أن تشعب وتعقيدات الملفات الاقليمية والدولية ,وتداخل جهود الحل ,سيعقد كثيرآ مسار الحلول للازمة السورية ,,والتي يتضح أنها ما زالت تدور بفلك الصراع ألاقليمي والدولي  .
 
 
 *هل من حلول للأزمة السورية بدمشق وما دور الشعب السوري فيها ؟؟.
 
من الواضح  ان معظم القوى الدولية التي شاركت بهذه الحرب المفروضة على الدولة السورية  تعرف وتقر ألان بأن جميع حصون وقلاع “المسلحين المعتدلين” وهم أدواتهم باشعال فتيل هذا الحرب على سورية،، تشارف على الانهيار وبعضها أنهار بالفعل،، وان نسبة كبيرة من الشعب السوري بأتت تبتعد بعدآ كليا عن اجندتهم،، فقد أدركت هذه النسبة الكبيرة من الشعب السوري أنها كانت ضحية لمؤامرة قذرة تستهدف سورية كل سورية وليس ركنآ واحدآ من اركانها فقط ,ومن هنا يمكن قراءة أن دمشق لديها ألان مفاتيح الحلول لازمتها الداخلية فهي أستطاعت بصمودها وبصمود الشعب السوري والجيش السوري “تحديدآ ” أن تتجاوز اشد فترات وأصعب مراحل هذه الحرب المفرضة عليها ,وهي ألان بأنتظار وصول القوى الدولية والاقليمية ألى تسويات ,لتقدم هي بنفسها مفاتيح حلول أزمتها .

*[email protected]

أحدث المقالات