18 نوفمبر، 2024 1:03 ص
Search
Close this search box.

حدث في بلاد الموز( 1 )

الشيطان يتنزع الاعترافات
كثيرة هي قصص التعذيب لانتزاع الاعترافات من المتهمين ، منها ما يترك اثارا مادية على جسم الضحية مثل قلع الاضافر، وبتر اجزاء من الجسم، والتعليق من الخلف ، وخلع الاكتاف ،وتكسير العظام ، وادخال عصا او قننينة في دبر الضحية، والحرق بالسكاير وربط قضيب الضحية بالكهرباء، واغتصاب الضحية او احد اقاربه ،وغيرها .
وصور اخرى من التعذيب لا تترك اثارا مادية على جسم الضحية مثل الايهام بالاغراق والحرمان من النوم وتسليط اصوات عالية على سمع الضحية ، او تعريضه لجو حار جدا او بارد جدا ، وادخاله مع العقارب او الافاعي وغيرها .
لكني تفاجئت – مؤخرا – بطريقة تعذيب مبتكرة تجمع كل مأسي وآلآم طرق ( التعذيب بلا اثر ) كلها،استعملتها مكافحة الارهاب في بلاد الموز لانتزاع الاعترافات من المتهمين في الكثير من القضايا.
اذ يوجد – في بلاد الموز طبعا – سرداب اسفل السجن تصب فيه المياة الثقيلة ، اذا دخل فيه انسان تصل المياة الثقيلة لاعلى صدره , والقصير قد يصل لرقبته… فاذا لم يعترف المتهم ، فيأخذونه مع بدء الليل الى السرداب ، ويدخلوه فيه ، ليظل واقفا في المياة الثقيلة الى ان يقرر الاعتراف فأذا قرر الاعتراف فبأمكانه الصعود من الدرج الذي نزل منه .
رائحة لا تطاق ، برودة تكسر العظام ، التنفس بصعوبة بالغة جدا لقلة الاوكسجين ، وكم ساعة قد يتحمل الضحية الوقوف على قدميه ، واذا قاوم الوقوف لساعات ، فكيف سوف يظل واقفا بلا نوم ، واذا غلبه النعاس فماذا يفعل؟
لا اظن ان الشيطان قد يتوصل الى طريقة تعذيب ابشع واكثر ايلاما من هذه الطريقة ، وهي – اضافة الى ذلك – لا تترك اي اثر يمكن اثباتها به ، فلو ادعى المتهم المعترف بانه اعترف بالتعذيب فلن ينفعه ذلك لانه سيعجز عن جلب دليل على ذلك .
لو كان احدكم مشتبها به ، وادخل في هذا السرداب الجميل ، فكم ساعة يقاوم ثم يعترف – بكامل ارادته ووعيه – بانه شارك في الاربعاء الدامي ، او الخميس الحامي ، او ان يعترف بانه سرق قطار وباعه تفسيخ .
لا تذهبوا بعيدا لان الشيطان الذي كان يأخذ السجناء لسرداب الموت ليعترفوا لم يكن عراقيا ، ولا يعمل تحت نظر وبشرعنة من قضائنا وادعائنا العام المحترم ، وان حكما بالاعدام لم يصدر على المتنزهين في السرداب الا في بلاد الموز وحدها ، وبلادنا لا علاقة لها بالموز لان القضاء منع خرق القانون فيها وبسط الامن والسكينة والطمأنينة في ربوعها حسبما اخبرنا – مؤخرا – استاذنا المحمود حفظه الله ورعاه.

أحدث المقالات