ماهي إلّا أيام قليلة وسنقف على مشارف نهاية هذا العام
عامٌ سيحمل في طياته قصصاً عراقية مروّعة سيرحل بعد أن تجرعنا فيه الوجيعة والفرقة والإنقسامات .. عامٌ تعمّق فيه الخوف واشتد به الحزن حيث أبشع المجازر البشرية وقعت في هذا العام .. وأكثر الخسائر والتضحيات .. عامٌ كان مُثخن بالجراحات ..
نُصبح على ضَجيج الشهداء ونُمسي على صَرخات النساء .. فهذه الطفلة تيتّمت وتلك المرأة ترمّلت .. يَـنسج لنا السياسيون من أكفانهم .. ويَـنجر لنا الدواعش من توابيتهم .. إحتلت مقابرنا كلمة الشهيد .. وكلمة المرحوم تعني إنقراض .. صار السواد شعارنا .. ومجالس العزاء صارت هويتنا .. في كل بقعة .. في كل متر .. في كل شبر من بلادي .. حداد.. حداد .. حداد .. على رحيل الأقرباء والأصدقاء .. نعم إنه عام من أقسى الأعوام مرَّ علينا .. سيرحل لا مأسوف عليه ولا على أيامه المؤلمة .. فالأيام بالأحباء والأصدقاء أجمل وأرقى وأزهى .. ويكفي أن نحمل معاً إبتسامة لتلك الأيام التي عشناها مع من فقدناهم .. علّها تُنقذنا من الوحدة وتجمّل ملامحنا الذابلة ..
أصدق الأمنيات أن يكون العام القادم هو عام المسرّات ولملمة الجراحات على شعبنا وعراقنا .