غريب الاطوار تلك التي تسمى بالدولة الاسلامية (داعش). حقا هي تمثل الاسلام الحقيقي، ام ماذا؟ ان كانت تمثل الاسلام، فالكثير من المسلمين يقولون بانهم براء من دينهم و رسالة نبيهم. وان لم تمثل الاسلام، فما القيمة العقيدية و الايمانية التي تتباهى بها الكثير من المسلمين, لا سيما الدول الاسلامية، حيث نراهم ساكتين و ساكنين كالشيطان الاخرس، و داعش تقطع رؤوس المسلمين من كل حدب و صوب في بلاط الاسلام و تنتهك محرماتهم و مقدساتهم وهم مكتوفي الايدي، يتفرجون على المذابح فقط؟!
الدولة الاسلامية و بلمحة بصر و في وقت قياسي، بسطت عبر وسائل الرعب و الترهيب و التنكيل، سلطتها على بقاع كثيرة من سوريا و العراق، و من اجل البقاء و الاستمرارية لم يتوان عن القيام بابشع الجرائم تجاه الابرياء.
داعش و بخلطه الحابل بالنابل في تفسير الايات و تطبيقها (حسب تنظير علماء المسلمين في الدول الاسلامية، بما فيها سوريا و العراق!) و احراقه الاخضر و اليابس بذريعة ضعف ايمانهم و هشاشة اعتقادهم، هذا من بين المسلمين، و بقيام المجازر بحق من ليس هم مسلمين و هتك اعراضهم، اثبتت بأنها لا تنتمي الى الانسانية ولو بحبة ذرة.
و الغريب في هذه المنظومة الهمجية و القوة المظلمة، انها ادعت وضع منهاج تربوي و تعليمي جديد و اسس تربوية جديدة، تبطل محتوى ما سبقتها من المناهج و الاسس، مبتغيا وارء ذلك و حسب ادعائاتها، تربية جيل جديد، يسمو فوق كل الاجيال سلفا و خلفا.
داعش و بأمر مباشر من (خليفة المسلمين!) و من خلال نشر بلاغ رسمي، بعد سیطرته علی الموصل و قبیل اقتراب موعد امتحانات الدور الثاني للصفوف المنتهية و غير المنتهية و بدء السنة الدراسية الجديدة و اقبال الناس على المدارس. امرت بفتح ديوان التربية، كما و طالبت الخبراء و العاملين في سلك التربية من داخل حدود دولتهم الهشه و خارج حدودها، بالاستعجال لوضع مناهج تربوية جديدة، و تغير المنهاج التي تسميه ب (مناهج السوء). مطالبة الطلاب بالالتزام بمواعيد امتحاناتهم. و حثت العائلة التربوية على التسهيلات اللازمة بغية قبول الطلاب الجدد و بدء العام الدراسي الجديد.
داعش وفي بلاغها هذا ركزت على نقاط خمس، منها (اعتبار السنة الدراسية 2013-2014 سنة عدم الرسوب، البدء بفتح باب قبول الطلاب في المدارس، بدء العام الدراسي الجديد في
9/9/2014، تحديد 18/9/2014 لاجراء امتحانات الصفوف المنتهية بفروعها، فتح باب قبول الطلبة الموهوبين الذين يتجاوز معدلهم 95%).
في حين ترفض الدولة الاسلامية دراسة علوم الكيمياء و الفيزياء و اللغة الانجليزية، تدعي الموهبة و تشجع الموهوبين. هنا يولد سؤال مفاده: ما المقصود بالموهبة و الموهبين عند داعش؟
بالعودة الى ما رأيناه من مواهب الداعشيين و هم يقومون بجرائم قتل جماعية و اعتداءات جنسية على فتيات دون سن العاشرة. ندرك بأن الموهبة في فكر داعش هي، القدرة اللامتناهية على قطع الرؤوس و الاعناق و هتك الاعراض. و الموهوب من يتصدر بجدارة، سرايا الجزارين و القتلة..
اذن لكي تكون داعشا موهوبا، عليك ان تكون سفاحا بلا رحمة و قاتلا بلا رأفة و مجرما بلا شفقة و منحرفا بامتياز!