ساترك كل ضوابط كتابة المقال الصحفي وساتحدث بلغة ابناء الشوارع في وصف ماتحدث به مهدي الغراوي قائد عمليات نينوى على مدى ثلاث ساعات تلفزيونية مع قناة البغدادية لوصف ماحصل في الموصل من نكبة لان ماتحدث به لايمكن ان يوصف الا بانه عار على العراق بكل ماتحمله المفردة من معنى، ولا اريد ان اصف ماتحدث به الغراوي من الجانب العسكري كوني لست متخصصا به ولكن مايتضح بشكل لايقبل اللبس بان جيش محمد العاكول (نوري المالكي) كان عبارة عن عصابات ومافيات تتصارع فيما بينها على المنافع والمكاسب والمناصب دون ادنى وجود لشيء اسمه شرف العسكرية ودون وجود اي عقيدة يؤمن بها هذا الجيش الكارتوني المهلهل … فشخصية الغراوي منطقا ومظهرا والتي ظهر بها اثناء اللقاء لاتتناسب مع شخصية قائد عسكري استهل معظم وقت اللقاء بمفردة (انا) لانه ظهر بشخصية هزيلة وضعيفة ومشتتة لاتصلح لان تسرح باربع نعاج لان ان تقود جيشا تحت راية العراق !!!! كما ان سيناريو الحوار مكتوب بطريقة سخيفة لاتخلو من دور واضح للمالكي والاسدي في صياغتها لان الغراوي قد استقتل في الدفاع عنهم لذر الرماد في العيون ولتشتيت الراي العام عن دورهم البارز في سقوط الموصل والتامر على اهلها وارضها … كما ان كاتب السيناريو اراد ان يلقي باللوم على القرقوزات عبود قنبر وعلي غيدان وغيرهم من قادة الدمج والعتّاكة والنفّاطة والجواسيس في جيش محمد العاكول ليكونوا هم سبب سقوط الموصل بذرائع شتى منها الفضائيين والسلاح الفاسد وعدم وجود سلاح كافٍ وعدم ايصال الصورة واضحة الى قائدهم الاعلى المالكي وغيرها من الحجج التي لايمكن القبول بها لو كان هنالك منطق عسكري صحيح في بلد اسمه العراق!!!
خلاصة القول بان مايتضح من حوار الغراوي امران لاثالث لهما …
الاول هو ان كارثة العراق اكبر بكثير مما تناوله الغراوي لانه وببساطة حُكِمَ ولايزال يُحكَم من قبل شلّة من الكواويد (القواويد) مع اعتذرانا الشديد لهذه المهنة لان ماتحدث به الغراوي لايمكن ان يصدر الا من كواويد يتصارعون على ريع عاهراتهم في وضح النهار ويقف على راسهم كبيرهم المالكي ومن بعده الاسدي وانتهاءا بالغراوي وقنبر وغيدان وغيرهم ممن ابتلى العراق بهم بعد العام 2003.
والثاني هو ان طريقة ادارة الحوار من قبل قناة البغدادية تدل على هشاشة وضحالة واقع مؤسستنا العسكرية من خلال عرضها لتسجيلات صوتية لمكالمات من المفترض ان تكون سرية بين قادة الجيش !!!!
عليه يجب ان يحاكم هؤلاء امام الشعب بموجب محكمة شعبية وعسكرية ويجب ايضا ان تُساءل قناة البغدادية بشكل علني عن طريقتها في الحصول على هذه التسجيلات لان حصولها عليها يعني الكثير الكثير بموجب سياقات سيادة الدولة وحمايتة امنها العام ان كانت هنالك دولة ومؤسسات !!!
واخيرا نقول … سحقا لعراق ديمقراطي جديد يقوده شلّة من كواويد (قواويد) النهار !!!.