26 نوفمبر، 2024 2:53 م
Search
Close this search box.

 رأي تابوت القصيدة ؟  رأي تابوت القصيدة ؟

 رأي تابوت القصيدة ؟  رأي تابوت القصيدة ؟

ما وجه خصائص الحداثة الأبداعية في قصيدة المهرجانات ؟
و ما الجديد الذي تثيره هذه القصيدة عادة ؟ و كيف ننظر للشاعر الذي يغدو حصانا صاهلا وسط فضاء قاعة القراءة الشعرية و التي تكون عادة مكتظة بجمهور واسع من فتيات الفضائيات و خلايا الشرطة و حشد آخر كبير من الواقفين حبا بمنظر سيقان الصبايا المذيعات ، كما و هناك رؤوس صلعاء تدعي معرفة و فراسة الشعر الجيد من الرديء ، و عندما تقفل أبواب هذه القاعة ليلا و تتم عملية نزع الأقنعة ، يذهب هؤلاء الشعراء الى فنادقهم لأكمال مسيرة ليلة حمراء صاخبة بالخمر و الثرثرة و التحرش على حرمة نزلاء الفندق من النساء : أن تجربة إقامة المهرجانات الشعرية في العراق ، لربما خلقت لذاتها طورا عشوائيا بهذا الواجب المحتوم قسرا ، حيث صار على كل واحد من هؤلاء المدعوين الشعراء لهذا المهرجان ، من الواجب عليه كتابة قصيدة ، و ليس كتابة قصيدة شعرية تكون معدة سلفا وفق طقس أنتاجي و دلالي خاص . فنحن كبصريين شهدنا ياما شهدنا إقامة مهرجانات ( مربدية ) عديدة و شاهدنا ياما شاهدنا قراءات لقصائد شعراء كبار و صغار و مراهقين و

بغايا ، و لكن نطرح السؤال على أذهاننا الغائمة :يا ترى فعلا هناك قصيدة شعرية من التي قرأها طويلا ( محمد علي الخفاجي ) أو ( كاظم الحجاج ) أو ( موفق محمد ) في مرات عديدة من التي يقام بها مهرجان المربد ؟ أم أن ما يكتبه هؤلاء الشعراء ما هو ألا تابوت للقصيدة ؟ أن المتفرج عادة و في كل وقائع المهرجانات الثقافية في البصرة ، لربما صار يفتقد لحضورية القصيدة الحقيقية ، على حين غرة تتوفر في هذه المهرجانات فرص خالدة في أحتساء أنواع فريدة من الخمر و مصاحبة الفتيات الأعلاميات و بنات الأذاعات الفضائية : فضلا عن هذا نرى كأدباء بأن هناك أحيانا بعض من الشعراء ممن يقرأون القصيدة هناك و بأصوات غليظة ، عادة ما يكونون و في باقي منجزاتهم اليومية ، حيث يحملون نوعا ما من الأتزان الشعري و الثقافي ، لكن لا أعرف من جهة ، ما الذي يجعلهم على هذا القدر من التخبط عندما تتوفر لهم فرصة قراءة قصيدة في مهرجان ثقافي كمثل المربد أو الجواهري ، أقول هنا ثقافي فقط لأساير سليقة مقولات الظرف التقويمي لهذا الكرنفال ، في حين على ما أعتقد ، لا توجد ثمة أية علامة أو بارقة ثقافية من على وجوه أؤلئك الثملين حتى الصباح ، من هنا لعلي بحاجة الى أن أعتذر ، تكفيفا لما قد شهدته في أغلب مهرجانات المربد في البصرة ، و الأكبر من هذا و الأصعب ، هو أننا نلاحظ بأن أغلب القصائد التي تقرأهناك ، قد جاءت معدة سلفا لهذا المهرجان ، في حين لا يشعر المتفرج عن أية قيمة ناتجة من تلك القصائد تماهيا و وقائع هذا

المهرجان الثقافي الكبير : أقول و كلي أسف ، هل هذه هي فعلا مستويات قصيدة المهرجانات حيث لا تحمل سوى أصوات و نبرات خالية من التبصر الثقافي ، و هي تولد في لحظة فراغ شعري كبير ، كم كنت أتمنى أن لا تكون بعد اليوم هناك مهرجانات ، بعد ما شهدنا من كم هائل من التراجع الشعري في قصيدة المربد ، أن طبيعة هذه المهرجانات لربما قد تركت داخل المتلقي و المتفرج بأن هؤلاء الشعراء هم قادمين من أجل أثر سياحي فقط ، و ليس أثرا ثقافيا أو شعريا مما هم قادمون من أجله ، بل أن المستمع و الحاضر في قاعة قراءة القصائد هناك لربما لا يتذكر سوى وجوه صفراء أرقها الأشتهاء الكبير الى النوم ، و الرغبة الشبقية في أحدى فتيات الفضائيات ، هذا هو بالضبط ماقد رأيناه في مهرجانات المربد في البصرة ، عبارة عن تابوت كبير للقصيدة و أصوات تأتينا عبر فضاء القاعة تحمل خشوعا مفتعلا بكلمات قصيدة أنشائية تافهة تنطلق من وجه شاعر يذكرنا بوجه ( البومة ) في مادة درس العلوم في الصف الثاني الأبتدائي ، و بهذا الكلام لعل الصورة قد أكتملت لدى القارىء عن طبيعة أجواء قصيدة المربد و عن شعراء المهرجانات عامة : ولكن يبقى السؤال قائما ككل مرة : أين هي البداية و أين هي النهاية من هذه المهرجانات التي لا تضيف لرصيد القصيدة العراقية سوى التشتت و الأبتذال ؟ هل أن هؤلاء الشعراء قادمون من مدنهم البعيدة لغرض قراءة قصائد خالية من الشعر و الذائقة ؟ أم أن قوانين قصيدة المهرجانات لزم أن تكون تافهة أولا ؟

ألايستطيع هذا الشاعر مراجعة و مقارنة ما يكتبه من نصوص في الأيام العادية قياسا بقصيدة المهرجان الرعناء ؟ ما قلناه هنا في هذا المقال هو واقع مرصود و لمرات عديدة ، حيث أنا على يقين بأن ما يعشقه هؤلاء الشعراء في قصيدة المهرجانات ، ليس سوى الضحك و الهزل على بعضهم البعض ثم البكاء المرير على خيبتهم الكبرى . من هنا لعلنا اليوم بحاجة قصوى لمساءلة أؤلئك الشعراء و مساءلة قصيدة المهرجانات اللا ثقافية تلك ، و كخلاصة قصوى نقول : أظن من جهة نقدية و موضوعية و على حد كوني من سكنة مدينة البصرة ، حيث شهد في هذه المدينة مئات المهرجانات و مئات أجساد الشعراء من كل مناحي العالم ، حيث لا أتذكر يوما بأن هناك قصيدة ممن قد ألقيت في المربد ، قد صارت مثالا يحتذى به نقديا و شعريا ، فقط أتذكر جيدا ، بأن هناك حضور كبير لحقائب متينة من قناني الويسكي و البيرة ، و حقائب لمطبوعات الكتب الجديدة ، و بعض الملصقات التي تعود لصور أدباء المهجر التي لاتزال تحمل هواء نقي بجوار رائحة جميلة تحمل نفحات اناس و مدن تستحق الحياة و الديمومة . أما السؤال عن قصيدة المهرجان و حال صاحبها الشاعر ، فلا أزال أتذكر جيدا كيف ألقاها من على منبر المسرح وهو أشبه بديك خرج لتوه من معركة دامية و دميمة مع ديوك مسعورة ، وهذا الشاعر كان يلقي القصيدة بصوت جهوري ضعيف أهلكته غمائم السكائر و كؤوس الخمر الليلي في فنادق الدرجة الأولى في البصرة ، كان صوته الضعيف ذلك يحاول أخفاء ركاكة دلالات قصيدته و

أضمحلال إيقاعها الموسيقي المثقوب : هكذا هي قصيدة المهرجانات ، الشعراء رأيناهم مجرد أناس يتمسحون بالأدب و الشعر و هم يحاولون أضفاء ثمة مظهرية خاصة على تمظهرات أشكالهم الأختلافية تلك . أن قصيدة المهرجانات تبدو على هذا القبيل كما لو أنها صورة بلا مضمون و مضمون بلا برهان أو نتيجة ، بل هي تابوت طويل و عريض يضم جسد القصيدة و صوت و دلالات الشعر الجاد و المؤثر فينا ذوقيا .

 رأي تابوت القصيدة ؟
ما وجه خصائص الحداثة الأبداعية في قصيدة المهرجانات ؟
و ما الجديد الذي تثيره هذه القصيدة عادة ؟ و كيف ننظر للشاعر الذي يغدو حصانا صاهلا وسط فضاء قاعة القراءة الشعرية و التي تكون عادة مكتظة بجمهور واسع من فتيات الفضائيات و خلايا الشرطة و حشد آخر كبير من الواقفين حبا بمنظر سيقان الصبايا المذيعات ، كما و هناك رؤوس صلعاء تدعي معرفة و فراسة الشعر الجيد من الرديء ، و عندما تقفل أبواب هذه القاعة ليلا و تتم عملية نزع الأقنعة ، يذهب هؤلاء الشعراء الى فنادقهم لأكمال مسيرة ليلة حمراء صاخبة بالخمر و الثرثرة و التحرش على حرمة نزلاء الفندق من النساء : أن تجربة إقامة المهرجانات الشعرية في العراق ، لربما خلقت لذاتها طورا عشوائيا بهذا الواجب المحتوم قسرا ، حيث صار على كل واحد من هؤلاء المدعوين الشعراء لهذا المهرجان ، من الواجب عليه كتابة قصيدة ، و ليس كتابة قصيدة شعرية تكون معدة سلفا وفق طقس أنتاجي و دلالي خاص . فنحن كبصريين شهدنا ياما شهدنا إقامة مهرجانات ( مربدية ) عديدة و شاهدنا ياما شاهدنا قراءات لقصائد شعراء كبار و صغار و مراهقين و

بغايا ، و لكن نطرح السؤال على أذهاننا الغائمة :يا ترى فعلا هناك قصيدة شعرية من التي قرأها طويلا ( محمد علي الخفاجي ) أو ( كاظم الحجاج ) أو ( موفق محمد ) في مرات عديدة من التي يقام بها مهرجان المربد ؟ أم أن ما يكتبه هؤلاء الشعراء ما هو ألا تابوت للقصيدة ؟ أن المتفرج عادة و في كل وقائع المهرجانات الثقافية في البصرة ، لربما صار يفتقد لحضورية القصيدة الحقيقية ، على حين غرة تتوفر في هذه المهرجانات فرص خالدة في أحتساء أنواع فريدة من الخمر و مصاحبة الفتيات الأعلاميات و بنات الأذاعات الفضائية : فضلا عن هذا نرى كأدباء بأن هناك أحيانا بعض من الشعراء ممن يقرأون القصيدة هناك و بأصوات غليظة ، عادة ما يكونون و في باقي منجزاتهم اليومية ، حيث يحملون نوعا ما من الأتزان الشعري و الثقافي ، لكن لا أعرف من جهة ، ما الذي يجعلهم على هذا القدر من التخبط عندما تتوفر لهم فرصة قراءة قصيدة في مهرجان ثقافي كمثل المربد أو الجواهري ، أقول هنا ثقافي فقط لأساير سليقة مقولات الظرف التقويمي لهذا الكرنفال ، في حين على ما أعتقد ، لا توجد ثمة أية علامة أو بارقة ثقافية من على وجوه أؤلئك الثملين حتى الصباح ، من هنا لعلي بحاجة الى أن أعتذر ، تكفيفا لما قد شهدته في أغلب مهرجانات المربد في البصرة ، و الأكبر من هذا و الأصعب ، هو أننا نلاحظ بأن أغلب القصائد التي تقرأهناك ، قد جاءت معدة سلفا لهذا المهرجان ، في حين لا يشعر المتفرج عن أية قيمة ناتجة من تلك القصائد تماهيا و وقائع هذا

المهرجان الثقافي الكبير : أقول و كلي أسف ، هل هذه هي فعلا مستويات قصيدة المهرجانات حيث لا تحمل سوى أصوات و نبرات خالية من التبصر الثقافي ، و هي تولد في لحظة فراغ شعري كبير ، كم كنت أتمنى أن لا تكون بعد اليوم هناك مهرجانات ، بعد ما شهدنا من كم هائل من التراجع الشعري في قصيدة المربد ، أن طبيعة هذه المهرجانات لربما قد تركت داخل المتلقي و المتفرج بأن هؤلاء الشعراء هم قادمين من أجل أثر سياحي فقط ، و ليس أثرا ثقافيا أو شعريا مما هم قادمون من أجله ، بل أن المستمع و الحاضر في قاعة قراءة القصائد هناك لربما لا يتذكر سوى وجوه صفراء أرقها الأشتهاء الكبير الى النوم ، و الرغبة الشبقية في أحدى فتيات الفضائيات ، هذا هو بالضبط ماقد رأيناه في مهرجانات المربد في البصرة ، عبارة عن تابوت كبير للقصيدة و أصوات تأتينا عبر فضاء القاعة تحمل خشوعا مفتعلا بكلمات قصيدة أنشائية تافهة تنطلق من وجه شاعر يذكرنا بوجه ( البومة ) في مادة درس العلوم في الصف الثاني الأبتدائي ، و بهذا الكلام لعل الصورة قد أكتملت لدى القارىء عن طبيعة أجواء قصيدة المربد و عن شعراء المهرجانات عامة : ولكن يبقى السؤال قائما ككل مرة : أين هي البداية و أين هي النهاية من هذه المهرجانات التي لا تضيف لرصيد القصيدة العراقية سوى التشتت و الأبتذال ؟ هل أن هؤلاء الشعراء قادمون من مدنهم البعيدة لغرض قراءة قصائد خالية من الشعر و الذائقة ؟ أم أن قوانين قصيدة المهرجانات لزم أن تكون تافهة أولا ؟

ألايستطيع هذا الشاعر مراجعة و مقارنة ما يكتبه من نصوص في الأيام العادية قياسا بقصيدة المهرجان الرعناء ؟ ما قلناه هنا في هذا المقال هو واقع مرصود و لمرات عديدة ، حيث أنا على يقين بأن ما يعشقه هؤلاء الشعراء في قصيدة المهرجانات ، ليس سوى الضحك و الهزل على بعضهم البعض ثم البكاء المرير على خيبتهم الكبرى . من هنا لعلنا اليوم بحاجة قصوى لمساءلة أؤلئك الشعراء و مساءلة قصيدة المهرجانات اللا ثقافية تلك ، و كخلاصة قصوى نقول : أظن من جهة نقدية و موضوعية و على حد كوني من سكنة مدينة البصرة ، حيث شهد في هذه المدينة مئات المهرجانات و مئات أجساد الشعراء من كل مناحي العالم ، حيث لا أتذكر يوما بأن هناك قصيدة ممن قد ألقيت في المربد ، قد صارت مثالا يحتذى به نقديا و شعريا ، فقط أتذكر جيدا ، بأن هناك حضور كبير لحقائب متينة من قناني الويسكي و البيرة ، و حقائب لمطبوعات الكتب الجديدة ، و بعض الملصقات التي تعود لصور أدباء المهجر التي لاتزال تحمل هواء نقي بجوار رائحة جميلة تحمل نفحات اناس و مدن تستحق الحياة و الديمومة . أما السؤال عن قصيدة المهرجان و حال صاحبها الشاعر ، فلا أزال أتذكر جيدا كيف ألقاها من على منبر المسرح وهو أشبه بديك خرج لتوه من معركة دامية و دميمة مع ديوك مسعورة ، وهذا الشاعر كان يلقي القصيدة بصوت جهوري ضعيف أهلكته غمائم السكائر و كؤوس الخمر الليلي في فنادق الدرجة الأولى في البصرة ، كان صوته الضعيف ذلك يحاول أخفاء ركاكة دلالات قصيدته و

أضمحلال إيقاعها الموسيقي المثقوب : هكذا هي قصيدة المهرجانات ، الشعراء رأيناهم مجرد أناس يتمسحون بالأدب و الشعر و هم يحاولون أضفاء ثمة مظهرية خاصة على تمظهرات أشكالهم الأختلافية تلك . أن قصيدة المهرجانات تبدو على هذا القبيل كما لو أنها صورة بلا مضمون و مضمون بلا برهان أو نتيجة ، بل هي تابوت طويل و عريض يضم جسد القصيدة و صوت و دلالات الشعر الجاد و المؤثر فينا ذوقيا .

أحدث المقالات