26 نوفمبر، 2024 2:48 م
Search
Close this search box.

هل عاد تاريخ حرس الثورة في العراق؟

هل عاد تاريخ حرس الثورة في العراق؟

 عندما انتصرت الثورة الإسلامية في العراق كان هناك خوف كبير من إجهاض الثورة والقضاء عليها من قبل أعداء الشعب الإيراني أو بقية أفراد الحكم الشاهنالعراق.قبور ومن اجل ذلك قام عدد كبير من مثقفي الشعب الإيراني بالتطور لحماية الثورة ولما بدأت الحرب انخرطوا في الدفاع عن بلدهم ضد الجيش العراقي بقيادة الطاغية المقبور . وخلال تلك السنوات قدم الحرس الثوري وهم مجموعة من المتطوعين عددا كبيرا من الضحايا خلال المعارك المختلفة التي جرت على الجبهات العريضة للحدود مع العراق .

        وكان اللافت أن هؤلاء لم يكونوا يتأخرون في التقدم إلى ابعد نقطة في ارض المعركة ولذلك فان الضحايا في صفوفهم كانت كبيرة وكانت القيادة في الجيش الإيراني ترى أن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر؛ والسبب أنهم كلما وجدوا ضحية من هؤلاء المتطوعين كانوا يرونه يحمل شهادة عالية في الطب أو الهندسة أو غيرها من العلوم ولذلك فكروا في إيجاد بديل لهؤلاء حتى لا ينقضي هذا الجيل من المتطوعين وتخسر الثورة ثلة من رواد الثورة الإسلامية ولذا جاءت الأوامر للاستفادة منهم في أماكن اقرب من الوحدات الفعالة أو إرجاع الكثير منهم من اجل حماية منشات الدولة ضد المتربصين بالثورة وهذا ما جعل القيادة تطمئن على عدم خسارة اكبر عدد من هؤلاء الذين يعتبرون وقود الثورة وأبطالها الأوائل وهكذا كان بالفعل .

         وبالأمس القريب عندما كان الفاسدون يغطون في نوم عميق ذهب عشرات من طلاب الحوزة للقتال في مناطق ساخنة من قبيل جرف الصخر وعامرية الفلوجة وغيرها حتى سقط العديد منهم في تلك المناطق شهداء من اجل حماية هذا الوطن من غباء الفاسدين .

         وبالرغم من استمرار هذا النزف في هذه الفئة بالذات إلا أننا لا نشك أن العدد الأكبر من هؤلاء لم يكونوا سوى وقودا لنار تلك الحرب لان البعض يظن أن مجرد كونهم طلابا في الحوزة فلا بد أن يكونوا في مقدمة القوم ويستلمون القيادة الميدانية .

           وهذا الأمر غاية في الأهمية والخطورة وذلك لأننا بحكم معرفتنا بالطلاب نعلم جزما أن أكثرهم أو كلهم لم يتدربوا يوما للقتال في الجيش بحكم صغر سن البعض أو عدم انخراط البعض الآخر في الجيش لأسباب متعددة .                 

         ولهذا فليس من المتوقع من أمثال هؤلاء أن يصبحوا وقودا للحرب لأنهم من علية القوم فان هناك فرقا بين أن تكون في المقدمة بسبب مكانتك الاجتماعية وبين أن تكون في المقدمة بسبب خبرتك العسكرية الميدانية وخلال الأشهر الماضية تبين بوضوح أن الخبرة التي يمتلكها هؤلاء لا تؤهلهم لاستلام أي منصب قيادي لمجرد انه تدربوا لشهر أو شهرين على إطلاق النار أو تفكيك بعض الأسلحة .

       وليس من الغريب أن يكون عدد الضحايا بينهم كبيرا لان الخبرة العسكرية لها دور في جميع الأعمال العسكرية مهما كانت بسيطة.

      ولعله قد حان الأوان للمطالبة بعدم إرسال هؤلاء الطلبة على أساس كونهم قادة لأنهم ليسوا كذلك بالفعل وابد أن ترفع هذه المسالة إلى الجهات ذات العلاقة ليتم تنسيق عمل هؤلاء ضمن الوحدات العسكرية بصورة تتبع حجم الخبرة الميدانية التي يمتلكونها والتي مهما كانت لن تصل إلى درجة أن يعتبر هؤلاء قادة في المعارك .

       وليس في هذا امتهانا لوضعهم في الجيش فان وضعهم في الجيش بصفة مقاتلين لا بصفة قادة ميدانيين ؛ولهذا يجب التفكير جديا في حجم المسؤولية التي تلقى على عاتق هؤلاء مخافة  الثمن الذين دفعته إيران عندما وجدت نفسها بعد انتهاء الحلاب قد خسرت آلاف المجاهدين في طريق الثورة لمجرد أنهم ذهبوا باتجاه العدو دون أن ينظروا إلى الوراء .

        وهذا ما يحصل الآن بالفعل في الجيش العراقي وهو يقاتل الإرهاب فنحن نخسر في كل يوم عددا من الأشخاص الذين يمتلكون خبرة في مجال الإرشاد كمقاتلين مع وجود الآلاف من المقاتلين الذين يقبعون في أماكن متأخرة من مواضع القتال .

        ويمكن لهؤلاء أن يقوموا بدور اكبر في تعبئة الجنود للمشاركة في القتال بصورة تضمن توفر الشروط الشرعية لأعلى مراتب نكران الذات وهذا هو العمل النافع فعلا لمثلهم خصوصا وان بعضهم مر عليه قرابة العشرين عاما في الدرس الحوزوي وهو ليس بوضع يؤهله للمشاركة كمقاتل فاعل بل دوره الأهم هو في تهيئة الجنود للقتال على بصيرة من أمرهم .

 

أحدث المقالات