متفقً عليه منذ أن خلق الله الخليقة, جعل في قلوبهم العقيدة, فكان لكل شيء مرجع, حتى الملائكة والجن والأنس, كلاً له مرجعيته التي يلجأ لها, حتى دوران الكون بانتظام حول مرجعية واحدة, لها الدور الكبير في حفظ مسارها.
عمامة سوداءُ بيضاءُ ناصعً لونها, تسر الناضرين, وترد الخير على الوطنيين, فيها حنكة محمد “صلوات ربي عليه” و عدل عليٌ “عليه السلام” وتضحية الحسين” عليه السلام” بكربلاء, بدمه وعيالة وسبي نسائه, ووكالة صاحب العصر “عجل ربي فرجه”.
لذلك تلعب الحوزة العلمية الدور الكبير في حسم القضايا العالقة, لما تمتلكه من الثقافة السياسية الدينية, وأغلب السياسيين المتأسلمين كان يفرق بين السياسة والدين, لكي يبعد المرجعية عن أنقاذ الناس من الحيتان السياسية الفاسدة, وكان من الممولين لهذه الفكرة البائسة.
المرجعية كانت ومازالت الإشارة, التي تسمح بمرور القوانين في العراق, أي أنها صوت الفقير الذي يصدح بمطالبته بالحقوق, حيث في زمن الطاغية كان لها الدور في تحريم مقاتلة الكرد, واليوم هي منجزاً على شفاه أخوتنا في كردستان.
مما جعل السياسيين يخافوا رأي المرجعية, وكل من تعرض لهم رجع خائباً مدحورا, حيث منهم من تجرئ على المرجعية, ونشر جيوشه في محاربة الحوزة, حين أنتهاء الأنتخابات, قام باعتقال طلبة الحوزة, غيظاً بالمرجعية التي وجهت الناس نحو الأختيار الصائب.
غلقت الأبواب بوجه من سرق قوت المواطن, وطرد كل من أراد أن يسّيس المرجعية نحو قيادتهُ الفاسدةَ, حتى أصبحَ أكثرهم للمواطنِ مكرهون, نبذو من الدين بأفعالهم السيئة, وفسادهم الإداري, ونسيان المواطن, والتصويت على قانون الشيطان.
أصبح حزب الشيطان في وضع لا يحسد عليه, وبرزت أسنان الفاحشة حين تم التصويت على المادة “38” السيئة الصيت, من قانون التقاعد البرلماني, حيث وضعوا بين نبذ المرجعية, وبين أشمئزاز المواطن العراقي, وعدم معاقبة الأعضاء الذين صوتوا.
اليوم وبعد التغيير الذي دعت له المرجعية, والحوارُ المثمرُ الذي توصلَ اليه السياسيين, فتحت الحوزةَ أبوابها أمام الوجوه الناجحةَ, التي تأمل منها العمل بالشكل الجيد, ومحاربة الفساد بأنواعه, لكنها بقيت مغلقة الأبواب بوجه الذين فسدوا في المرحلة السابقة.
ووجدت في هذا الخليط للحقيبة الوزارية, حلول للأزمات العالقة بين حكومة كردستان و المركز, ودعت من منبرها حكومة الكرد الى شد الأزر, والتعاضد مع الحكومة المركزية وتلافي جميع الإشكاليات, والطواف حول عراق واحد متماسك عرفياً, مذهبياً, قومياً.
أن أحد أسباب التي شرعت الأبواب أمام الوجود الجديدة من السياسيين, هي الثقة التي نالتها من قبل مجلس النواب الموقر, والإيفاء بالتوقيتات الدستورية لتشكيل الحكومة, و وجود نقطة أيجابية تدفع الكيانات السياسية للعمل الجاد و الأبتعاد عن التناحر وغيره.