22 نوفمبر، 2024 7:42 م
Search
Close this search box.

كتاب الوسط الاجتماعي.. لمالك بن نبي/1 كتاب الوسط الاجتماعي.. لمالك بن نبي/1

كتاب الوسط الاجتماعي.. لمالك بن نبي/1 كتاب الوسط الاجتماعي.. لمالك بن نبي/1

مقدمة حول المقدمة .. بمجرد مارأيت الكتاب على رفوف مكتبة وسط الشلف .. وتأكدت أنه جديد .. لم أطلع عليه من قبل .. إشتريته دون أن ألتفت لسعره.. إنه كتاب .. Le Livre et le Milieu Humain.. للمفكر مالك بن نبي .. دار سمر.. الجزائر..الطبعة الثانية .. دون ذكر سنة .. إلا أن المقدمة..كانت بتاريخ أوت 2007 .. ويضم 76 صفحة .. من الحجم الصغير.

الحلقة الأولى من التطرق للكتاب .. ستكون لمقدمة رحمة بن نبي .. بنت مالك بن نبي .. لاعتبارات، منها..

هي بنت الكاتب .. المعلومات القيمة التي ذكرتها.. لأول مرة أقرأ لها .. بعد أن قرأت لها حوارا مدويا.. عبر صفحات إحدى اليوميات الجزائرية .. الأسلوب العالي، الذي ميّز مقدمتها.. بعض الأسرار التي احتوتها المقدمة .

طبيعة الكتاب.. الكتاب عبارة عن دراسة موجهة لمجلة مصرية .. ولأسباب لم تعرف لحد الساعة .. إمتنع بن نبي .. من نشر الكتاب .. ويبقى السؤال قائما .. ماهي هذه الأسباب؟.

تاريخ صدور الكتاب .. جاء في الصفحة الأولى من المقدمة .. أن بن نبي كتب في أوراقه يقول.. منذ 13 سنة..  تركت لدى مسقاوي سنة 1972 .. كتابا، ونسيته مطلقا.. وعليكم باسترجاعه..

وبإنقاص 13 سنة من سنة 1972 .. نتحصل على سنة 1959 .. وهي السنة التي تم فيها تحرير كتاب.. وبالضبط أواخر سنة 1958 .. لأن بن نبي بعد صدور كتابه.. فكرة الإفريقية الآسيوية.. أواخر 1956.. انتظر عامين ليصدر كتابه  .. Le Livre et le Milieu Humain.. الذي بين يدي القارئ والناقد الآن ..

لمعرفة بن نبي لابد من معرفة كما مسقاوي .. أفردت رحمة بن نبي في مقدمتها، جزء معتبرا، للتطرق عن.. كمال مسقاوي .. ووصفته بكونه من أعيان شمال لبنان. وأنه كان متابعا لبن نبي، طيلة فترة .. 1956- 1963 .. وكان  وفيا له .. طيلة شبابه.. وساهم في نشر وتعريب كافة كتبه .. وبن نبي أعطى له وثائقه، حين دخل الجزائر..والتي لم يستطع حملها معه من القاهرة.. التي غادرها سنة 1963 .. إلى طرابلس ليبيا .. ثم الجزائر.. في ظروف غير واضحة ..

السؤال المطروح.. ماهي الأسباب التي أدت ببن نبي إلى الخروج من مصر؟ .. ولماذا مر بطرابلس ليبيا بالذات؟ .. وماهي هذه الظروف الغامضة التي أحاطت برحلته؟ ..

واضح جدا أن كمال مسقاوي .. كان وفيا جدا لبن نبي .. وأن بن نبي كان يثق فيه ثقة مطلقة، لاشبهة فيها .. بدليل أن طيلة تواجد بن نبي في مصر.. لم يثق في غير مسقاوي .. ولم يقدم تراثه وفكره ، لأحد غيره .. وهو مايرفعه ويجعله أهلا للثقة .. إذن لفهم مالك بن نبي .. لابد من معرفة كمال مسقاوي .. ودراسة علاقته مع بن نبي .. والظروف الظاهرة والباطنة .. التي ميّزت تلك العلاقة.. وإستخراج الكنوز التي لم تكتشف بعد.

لابد من معرفة ماذا جرى في سنة 1972.. في أواخر أيام بن نبي .. ترك وصية لكمال مسقاوي .. يوصيه فيها بالتصرف في تراثه الفكري .. وكتبه .. منها كتاب Humain..Le Livre et le Milieu .. الذي بين يديك ..

إذن لابد من الوقوف مطولا .. حول سنة 1972 .. التي سبقت وفاة بن نبي.. فيبدو أنها كانت حبلى بالأسرار .. وبن نبي.. كان يشعر برحيله .. لذلك كان حريصا على تدوين الوصية.. ولعل كمال مسقاوي ، يعتبر من مفاتيح سنة 1972 .. وشاهدا .. وفاعلا.

مع كتاب فكرة الإفريقية الآسيوية.. لفهم كتاب .. Humain..Le Livre et le Milieu .. الذي ألفه سنة 1959 .. لابد من قراءة وفهم كتاب .. فكرة الإفريقية الآسيوية.. الذي ألفه سنة 1956 .. لأنه يشرح الظروف التي أحاطت بكتاب .. الإفريقية الآسيوية..

في الحلقة القادمة .. سنتطرق للظروف الدولية والمحلية .. التي أحاطت بكتاب.. فكرة الإفريقية الآسيوية.. حسب مايراه بن نبي ..

أسبقية بن نبي.. ترى رحمة بن نبي .. أن كتاب.. Humain..Le Livre et le Milieu .. يعتبر نظرة مسبقة من بن نبي .. للعلاقة القائمة بين الكتاب والكاتب في الدول العربية والإسلامية .. وهذا هو مكمن الفائدة الأساسية لهذا الكتاب .. وسبب نشره .

أسئلة حول نشر الكتاب .. لماذا لم ينشر هذا الكتاب من قبل؟ .. لماذا بقي كل هذه السنوات دون نشر؟ .. هل نشر ضمن كتبه أم لا؟ .. هل ترجم أم لا؟ .. هل هناك كتب لبن نبي ، مازالت دون نشر لحد الآن؟ .. هل لسن أبناء بن نبي دور في النشر، أوعدم النشر؟ ..

مالك بن نبي وابن خلدون .. تتحدث صاحبة المقدمة عن أسباب فشل كتاب .. فكرة الإفريقية الآسيوية.. وتقول، أن.. المجتمع الأمي.. المسيطر عليه عبر الثقافة الشفهية .. والخرافات.. لايمكن لمثل هذا المجتمع .. أن يضمن نجاح لكتاب .. فكرة الإفريقية الآسيوية.. وكما أنه لم يستطع ضمان المقدمة لابن خلدون.. التي بقيت مجهولة لمدة قرون .. حتى اكتشفها الوسط الغربي وعرفها للعالم .. وكذا للعالم الإسلامي .. التي رأت النور عنده ..

صاحبة المقدمة .. تقارن .. بن نبي.. بابن خلدون ..وتقارن .. كتاب.. فكرة الإفريقية الآسيوية.. بكتاب.. المقدمة.. مايدل على حجم الصدمة التي تعرض لها بن نبي .. لأنه كان يقارن نفسه بابن خلدون.. ويقارن كتابه بالمقدمة .. فيشترك معه في .. تجاهل الأمة لكتابه .. وأفكاره.. رغم الجهد الذي بذله لأجل الرفع من مستوى الأمة.. أو الوسط بتعبير بن نبي.

تواضع رحمة بن نبي .. طيلة المقدمة..لم تقدم رحمة بن نبي .. على أنها بنت مالك بن نبي .. ولم تتحدث لما يشير إلى ذلك ..وتعاملت مع الكتاب .. على أنها كاتبة كغيرها من الكتاب .. وتستعمل إسم .. بن نبي.. دون ألقاب عائلية..  ولا أوصاف عالمية.. فأحسنت الأدب .. حين كانت أمينة في النقل.. والعلم.. حين كانت صادقة في الوصف .. ولم تنساق وراء عاطفة البنوة.

العيب في الوسط وليس بن نبي .. أكدت صاحبة المقدمة .. أن العيب ليس في بن نبي .. ولا في كتابه .. فكرة الإفريقية الآسيوية.. إنما العيب في الظروف الدولية المتمثلة في .. الصراع بين المعسكرين.. والحرب الباردة.. وسعي كل من المعسكر الشرقي والغربي .. للاستحواذ على مناطق نفوذ.. وكذا الظروف المحلية، المتمثلة في.. الفقر.. والجوع.. والأمية.. والقابلية للاستدمار.

كتابين لبن نبي.. ذكرت رحمة بن نبي .. في مقدمتها .. أن بن نبي له كتابين، بالإضافة إلى الكتب المنشورة، هما..

Vocation de l’Islam II..

L’Islam sans l’Islamisme.. الذي طبعته .. دار سمر .. الجزائر 2006.

ويعترف صاحب الورقة .. أنه لم يقرأ هذين الكتابين.. ويبقى يتساءل.. هل وجهة العالم الإسلامي من جزئين؟ .. أم من جزء واحد؟ .. وهل هو من الكتب التي لم تطبع من قبل؟ .. وهل ترجمت؟ .. وهل نشرت بأسماء أخرى؟ .

بشارة بكتاب .. فكرة الإفريقية الآسيوية.. قالت رحمة بن نبي .. في آخر صفحة 18 .. وهي آخر صفحة من المقدمة .. أنه بتاريخ 10 سبتمبر 1956 .. وضمن كتاب .. L’Islam sans l’Islamisme.. يوجه بن نبي .. للشعب الجزائري، قوله.. كتاب.. فكرة الإفريقية الآسيوية..سيكون له تأثير فاعل على إتجاه الثورة الجزائرية البعيدة عن الفلك الغربي والقوى الغيبية التي أصبحت أقيس القوة التي تريد أن تبقيها أو تجلبها ..

إذن بن نبي بشّر بكتاب .. فكرة الإفريقية الآسيوية..عبر كتاب.. L’Islam sans l’Islamisme..

ماضي أفكار بن نبي .. ترى صاحبة المقدمة .. أن الأفكار التي عرضها.. مالك بن نبي ..  في كتابه فكرة الإفريقية الآسيوية.. كان قد تطرق إليها، عبر ..

مقال له بعنوان ..  de Genève à Colombe.. عبر .. la République Algérienne .. بتاريخ 07 ماي 1954 .

وعبر كتابه .. Vocation de l’Islam II.. مابين 22 جانفي 1951و 05 ديسمبر 1951.

وبعد .. صاحب الأسطر .. هو الآن بصدد القراءة الثانية لمحتوى كتاب.. Humain..Le Livre et le Milieu .. ويضرب موعدا للقارئ.. والناقد.. في الحلقات القادمة .. ليتطرق لمحتوى الكتاب .. ويعرضه .. بإذنه تعالى.
*[email protected]

أحدث المقالات