كي نكون منصفين ليس وحدهم العرب من يؤمن بنظرية المؤامرة بل يشاركهم في هذه الكثير من الاقوام الاخرى ولكن لمديات أقل.
من محاضرة بعنوان نظريات المؤامرة:الاسباب والعلاجات, لاثنين من القانونيين في جامعة هارفارد اقتبسنا لكم الـتالي:
“في استطلاع للرأي اجري في كندا عام 2006 أكد 22% ان لاعلاقة لاسامة بن لادن بتفجيرات برجي التجارة العالمية في نيويورك في الحادي عشر من أيلول عام 2001.
وحسب استفتاء زغبي الدولي الذي اجري عام 2004 يعتقد 49% من النيويوركيين ان سياسيي أمريكا على علم مسبق بالهجوم على برجي التجارة.
ووفق استفتاء اقيم في سبعة دول اسلامية أكد 78% ان لاعلاقة للعرب في التفجيرات المذكورة.”
كما اسلفنا,يتفاوت مدى الايمان بنظرية المؤامرة من شعب الى آخر ومن فرد الى آخر وقد يكون العراقيون اكثر الأمم تطرفا في هذا الأمر لذا فالدعاية في وطني مهما كانت ساذجة وسطحية فانها حتما ستجد من يتداولها.
عند دخول الجيش الامريكي الى العراق عام 2003 اشيع خبر النظارات التي قيل ان الجنود الامريكان كانوا يرتدونها فيرون من خلالها ماهو تحت الملابس فيرون عورات نسائنا.
التقيت احد الفلاحين من محافظة ميسان عام 9200 واقسم لي باغلظ الايمان انه رأى طائرة مروحية تهبط في المجر الكبير وتطلق خنزيرين مصابين بفيروس انفلونزا الخنازير لنشر الفيروس في محافظة ميسان.
وقبلها اشيع في البصرة ان البريطانيين اتوا بحيوان غريب يهاجم الناس في الليل, وطبعا هم يتحدثون عن غرير العسل الذي يظهر في مناطق عراقية مختلفة بين فترة واخرى وهو مانطلق عليه “الكرطة”.
واثناء المعارك بين الجيش الامريكي وعناصر القاعدة في مدينة الرمادي في الاعوام الماضية بدأ السكان بالهرب مما كان سيحرم مقاتلي القاعدة سترا شعبيا فقطعوا الطرق عليهم وكي
يخيفوا الناس من عبور نهر الفرات,بثوا دعاية مفادها ان الامريكان رموا بكميات كبيرة من اسماك القرش المفترسة الى النهر, فكان لهم ماأرادوا.
واعترضت مرة نائبة من التيار الصدري على وجود المنطاد الذي كان يستعمله الامريكان لمراقبة النشاطات الارهابية حول مطار بغداد لانها تعتقد انه كان يصور النشاطات الجنسية التي يقوم بها الازواج العراقيون على سطوح بيوتهم اثناء الليل.
عندما يحصل تقاربا امريكيا ايرانيا في المفاوضات حول اي من القضايا المتنازع عليها تتوقف اشاعات المؤامرات الامريكية الصهيونية لتقسيم العراق وتدمير شعبه, ولكن حالما تتعثر المفاوضات يبدأ الطابور الخامس الايراني في العراق بترويج الدعايات التي تحمل امريكا مسؤولية خراب العراق وتدمير شعبه.
وفي هذا الصدد تبث ميليشيات عراقية مرتبطة بفيلق القدس دعاية هذه الايام مفادها ان طائرات امريكية تلقي اسلحة واعتدة ومؤن الى مقاتلي داعش.
لاادري لماذا يتعب قادة الميليشيات انفسهم في الغوص في نظرية المؤامرة للبحث عمن يدعم داعش بالمال والسلاح من دول العالم الاخرى, رغم ان الطائرات والاسلحة والموردون لداعش عراقيون والتخويل بتوقيع رئيس حكومة العراق السابق الموالي حتى النخاع لايران.
تأكد ان طائرة الاسلحة المغطاة بسكائر والقادمة من بلغاريا والتي حطت في بغداد في الاسابيع القليلة الماضية كانت متجهه الى داعش والشحنة جزء من عقد حكومي مدفوع لتوريد السلاح لصالح الجيش العراقي بتوقيع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي والوسطاء معروفون للجميع.
ولم تكن هذه الشحنة الوحيدة بل كانت التاسعة وكان رئيس لجنة الامن والدفاع النيابية حاكم الزاملي, والذي تربطه علاقات حميمة بالميليشيات المذكورة, صرح بان طائرات أخرى كانت حطت في مطارات تحت سيطرة داعش منها مطار تلعفر.
وقال نائب رئيس الوزراء الحالي بهاء الاعرجي وهو احد قادة اقوى ميليشيا مدعومة من قبل فيلق الحرس الثوري الايراني, قال بعد ان أمر رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي بمصادرة الطائرة موضوعة البحث والاسلحة التي على متنها, أعطى احد الضباط الكبار أمرا باقلاع الطائرة في اليوم الثاني. تحفظ الاعرجي على اسم الضابط لانه لان الأمر قيد التحقيق.
هل عرفتم الآن من يورد السلاح الى داعش؟ هو نفسه الذي هرب سجناء ابي غريب وغيرهم, وهو نفسه الذي ارسل العراقيين للدفاع عن ذباحهم بشار وهو نفسه الذي فجر أضرحة سامراء لاشعال الحرب الاهلية وهو نفسه الذي هرب مليار وستمئة مليون دولار من قوت الشعب العراقي واخفاها في قبو احد البيوت في لبنان, وهو يتآمر منذ توليه مع من قال يجب هزيمة المشروع الامريكي في العراقي حتى ولو كلف ذلك مقتل عشرة ملايين عراقي.