-1-
لا شيء كالسلطة في إخراجها المفتونين من أطوارهم ..!!
انهم بسبب الهيام بحّب السلطة، يجترحون من المظالم والمآثم ما يجعلهم أرقاماً متميزة في القسوة والتدحرج الى الحضيض …
-2-
واذا كانت المنافسات السياسيّة، تُوقع بعض السياسيين المحترفين في مستنقعات التآمر على أصدقائهم وزملائهم متى ما تضاربت المصالح، فانّ هناك ما هو أعظم من ذلك وأشنع ..
-3-
هناك من لا يتورع عن محاولة قتل أحد والديْه تخلصاً منه ..!!
نتيجة حسابات محمومة لا يقرّها دين ولا عقل ولا أخلاق …
-4-
وهذا ما حدّثنا به التاريخ عن ” الهادي ” العباسي مع أمه (الخيزران) ..
-5-
جاء في كتاب نثر الدر / للآبي ج3 ص65 ما نصه :
” وأنفذ اليها يوماً أُرزا مسموماً ،
وقال :
استطبتُ هذا ، فأنفذتُه اليكِ ..
انظر الى خبث الذات ، وسوء الطوية ، واصطناع المكر والحيلة مع من لها عليه حق الحياة ..!!
وانظر الى عظيم استخفافه بالحرمات والقيم المقدسة .
واذا كانت كلمة (أفٍ) الدالة على التضجر والاستثقال قد حُرّم على الابناء استخدامها في مخاطبة الوالديْن، فكيف بارسال السموم إليهما أو الى واحد منها ؟!!
ولقد امتزج إرسالُ السموم ،- وهو عمل مغموس بالخبث واللؤم والدناءة- بالمكر والحيلة والأكاذيب حيث قال المرسِل :
( أستطبتُ هذا فأنفذتُه اليكِ )
قاصداً بذلك حَمْلَها على تناول الطعام المسموم ..!!
ولكنّ القصة تقول :
ان الأُمّ كانت من الحيطة والحذر والذكاء بمكان ، حيث لم تأكل من ذلك الأُرز شيئا ، وعلى حد تعبير الخبر:
(فاسترابت به – اي بالأرز – ولم تأكله )
ولقد وقاها الله شرَّ ما أراد ولدُها العاق ايقاعه بها …!!!
-6-
ولقد سار السلطان متجها الى أمّه ، بعد ان أرسلَ اليها الطعام المسموم ، ليرصد بنفسه كلَّ التداعيات …!!!
وحين وَصَلَ
” قال لها :
هل أكلتِ الأُرز ؟
فقالت :
نعم “
وفي هذا الجواب ما يدهش ذوي الألباب ..!!
” فقال :
لو أكلتِهِ لكان الأمر بخلاف ذلك ،
متى أفلح خليفةٌ له أُمّ ؟ “
وهكذا كَشَفَ السلطان العاق عن ضحالة وسفالة كبيرتيْن، عبر هذا الكلام البائس ، والفعل الشائن ، والنَفَس المحموم …