18 نوفمبر، 2024 5:33 ص
Search
Close this search box.

المصاهرات وآثارها السياسيّة المصاهرات وآثارها السياسيّة

المصاهرات وآثارها السياسيّة المصاهرات وآثارها السياسيّة

-1-
الحديث لمّا يزل ساخناً في كل الأروقة السياسية العراقية عن صهريْ (المسؤول التنفيذي المباشر الأول) في الفترة الممتدة من (2006-2014) فقد كانا يملكان من النفوذ مالا يملكه كبار رجال الحكومة .

ورغم أنهما ليسا من رجال السياسة، فقد رشحا نفسيهما ليكونا عضوين في مجلس النواب في الانتخابات النيابية العامة التي جرت في 30/4/2014 ،وتمّ فوزهما في تلك الانتخابات ،والاسباب معلومة لا يجهلها احد ..!!

لقد أثارت هذه الظاهرة الكثير من الكتّاب، وقرأنا فصولاً غريبة من المقارنات بينهما وبين صهريْ الدكتاتور المقبور ..!!

وهكذا تجلّى الدور الخطير للمصاهرات في الواقع السياسي العراقي وشكّل ذلك خرقا خطيراً للموازين كلّها .

فاين دولة المؤسسات من دولة المصاهرات ؟!!

ولا نريد الخوض في التفاصيل ، فان الحديث ذو شجون …

-2-

والمحيط بتاريخ العراق وَقَفَ على ما قام به (نوري سعيد) وجعفر العسكري من نشاط ملحوظ خشية ان يقترن الملك ” غازي ” بكريمة (ياسين الهاشمي)

ومن المعلوم أنَّ الرجلين – اي نوري وجعفر- متصاهران والمصاهرة جعلت أواصر العلاقة بينهما وثيقة للغاية

وأما قصة خشيتهما من زواج الملك (غازي) بكريمة الهاشمي فاليك ملخصها :

لقد كان (نوري السعيد) وجعفر العسكري معارِضيْن لحلول (غازي) محل ابيه (فيصل الاول) ملكا على العراق .

والسؤال الأن :

لماذا ؟

انهما كانا يحتجان بأنه متخلف عقليّاً ،

وانّ اساتذته يعترفون بذلك التخلف ،

وأنّ أباه كان يصرح بان نجله الوحيد لا يصلح لحكم العراق،

وان (صفوت باشا العوا) ناظر الخزينة الملكية يشهد بذلك …

ولكنّ معارضتهما باءت بالفشل ،

واستطاع رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني ، ووزير المالية ياسين الهاشمي ، ووزير الدفاع جلال بابان ، ووزير المعارف السيد عبد المهدي المنتفكي ، ووزير الأشغال السابق محمد أمين زكي ، ورئيس مجلس النواب جميل المدفعي ، ورئيس أركان الجيش طه الهاشمي ، ورئيس الديوان الملكي علي جودت الأيوبي، ومولود مخلص وعبد الله صافي – وهما من أعضاء مجلس الاعيان – ،وامين العاصمة أرشد العمري ، ان يُتموا مراسيم تنصيب (غازي) ملكاً على العراق .

لقد طلبوا منه – في غياب سماحة السيد محمد الصدر رئيس مجلس الاعيان الذي كان عند وفاة الملك فيصل الأول ليلة 8 ايلول 1933 خارج العراق -، أن يؤدي اليمين المنصوص عليه في الدستور ، تمهيداً لمبايعته ، وحين أدى اليمين تمت البيعة .

لقد تناهى الى مسامع نوري السعيد وجعفر العسكري أنَّ الآنسه (نعمة) كريمة / ياسين الهاشمي ، كانت بين الزائرات للبيت الملكي لتقديم التعازي ،

وشاع في الأوساط آنذاك ان الملك غازي يستلطفها ، وقد يتزوجها …، وهنا بادر (نوري السعيد) و(جعفر العسكري) لمفاتحة الامير (عبد الله) –أمير شرق الأردن ، بالسعي لترغيب الملك غازي للاقتران بالأميرة (عالية) بنت الملك علي، خشية من اقترانه بـِ (نعمة) كريمة الهاشمي .. وقد نجح هذا المسعى، وتم عقد قران الملك (غازي) على ابنة عمه (عالية) ، يوم 18 ايلول بعد 10 ايام من وفاة الملك فيصل الاول ، وانتهت مخاوفهما من المصاهرة المحتملة التي أقضّت مضجعيهما .

يراجع تاريخ الوزارات العراقية ج3 ص330-331

-3-

ومن نافلة القول :

التذكير بانّ تسليط الأصهار والاقرباء على رقاب الناس، يصولون ويجولون، ويفعلون ما يشاؤون ، خلافاً لكل ما يقتضيه القانون هو مسلك مدان مرفوض .

والادعاء العام مطالب بالمحاسبة على كل ما جرى من اختراقات في هذا المضمار ، فالاصهار ليسوا فوق القانون، وليسوا فوق المواطنين الآخرين .

ويفترض في الأصهار ان يكونوا بعيدين كل البعد عن الشوائب والنتوءات الأخلاقية والقانونية ، تعزيزاً لمصداقية (عمهّم) في العدالة والاستقامة والتمسك بأهداب الدستور والقوانين ورعاية مصالح المواطنين .

*[email protected]

أحدث المقالات