لا يختلف اثنان على ان ما حققته قناة البغدادية في لقاءها مع الفريق الركن مهدي الغراوي قائد عمليات الموصل لايعد سبقاً صحفياً متميزاً بقدر ما يعد انجازاً اعلامياُ كبيراً سيظل راكزاً في ذاكرة الاعلاميين والمشاهدين كونه انجازاً تفوق على عمل كل اللجان المختصة من جانب وتفوق على الجهد الاستقصائي لجميع القنوات الفضائية العراقيةوالعربية فضلا عن كشفه عن بعض خيوط جريمة تسليم الموصل والانسحاب منها بشكل سريع ومفاجئ الامر الذي ادى الى تسليم مناطق عديدة في محافظات اخرى.
ومهما كان لدينا من ملاحظات نقدية حول ادارة الحوار في هذا اللقاء فان هذا لا يشكل ضعفاً ومأخذاً مؤثراً على الهدف الاساسي للقاء.
ولاننا على يقين من ان البغدادية ستسعى جاهدة لتحقيق لقاءات اخرى مع شخصيات معروفة ذكرت اسماءها في هذا اللقاء فاننا نشير الى بعض الملاحظات التي من شأنها الاسهام في ايصال القصة كاملةً باحداثها المتسلسلة وابطالها وشخوصها وجوها العام.ولعل اولى هذه الملاحظات واهمها هي مسألة وضع الضيف تحت القسم التي جعلت من اللقاء اقرب الى التحقيق وجعلت من المكان اقرب الى المحكمة …..ان وضع الضيف تحت القسم هي سابقة اعلامية وهي سلاح ذو حدين؛فهو ان التزم بالقسم وكان صادقاً في كل كلامه فقد ضاعت على المشاهد مسألة مهمة وهي محاولة الضيف تلفيق بعض الاحداث غير الصحيحة والتي من خلالها يتم الحكم على هذه الشخصية …..وان كان الضيف تحت القسم ولم يلتزم به فان كل ما يقوله سيولد حالة من الاقناع لدى
المشاهد بحكم هذا القسم……وايضاً عندما يكون الضيف تحت القسم لا يحق للمقدم ان يشك ويدقق في اية معلومة يذكرها الضيف كونه تحت القسم وهذا ما حصل فعلاً فقد شكك المقدم ببعض اقوال الضيف وفي هذا اساءة للقسم.
وبشكل عام لا يحق لمقدم البرنامج ان يضع الضيف تحت القسم وانما عليه ان يكشف الحقائق والاكاذيب من خلال بحثه وصياغة اسئلته واسلوب طرحه ومداخلاته التي لا تقل اهمية عن الاسئلة التي يطرحها شريطة ان تاتي في مكانها المناسب لكن وللاسف اضاعت بعض مداخلات المقدم تسلسل الاحداث اذ اصر المقدم على الوقوف على حقائق متفرقة سابقة لأوهانها.وكان عليه ان يستمع جيداً ثم يلخص لنا الاحداث ثانية بنقاط ثم يطرح ما لديه من سؤال او مداخلة ….ومن الملاحظات المهمة هي ضرورة احترام رأي الضيف وعدم محاولة النيل منه بأي طريقة سواء مقصودة او غير مقصودة لذا نرى من الضروري ابتعاد عن مخاطبة الضيوف ب(ابو فلان)او استخدام كلمة(الولد _يكسر الواو واللام)او مخاطبة الضيف بشكل مباشرة بعبارة (الله لا يوفقكم)وما الى ذلك …
ورغم هذه الملاحظات وغيرها فان ما حققته قناة البغدادية كان ويبقى مفاجأة للجميع ويكشف عن كونها القناة الاولى في مجال الاعلام الاستقصائي .