وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا أن الله لايحب المعتدين – 190- البقرة – أذا شغب شاغب عوتب , فأن أبى قوتل – تلميذ رسول الله “ص” ألآمام علي بن أبي طالب .
ردوا الحجر من حيث أتى فأن الشر لايرده ألآ الشر – نحن بما عندنا وأنت بما عند..ك راض والرأي مختلف – شاعر عربي
هل لنا أن نقف وقفة تأمل وتفكر في مصطلح ماسمي بالمحافظات المنتفضة ووقفة من هذا القبيل تحتاج أن نستحضر المحبة والود فيما بيننا لاسيما بعد أن خسر الجميع , فالذين أنطلت عليهم هذه المصطلحات وأصبحت شعارات تتناقلها وسائل ألآعلام التحريضية مما جعلها تطرق مسامع الناس فيأخذها البعض دون تمحيص , ويندفع معها البعض ألآخر بمواقف مسبقة تختزن الشك والريبة التي هي أقرب لصناعة الكراهية التي تفرق ولا تجمع في التأمل بروية وتدبر لمعاني الكلمات وطبيعة الحدث لانجد لمصطلح ” ألآنتفاضة ” و ” والمحافظات المنتفضة ” حقيقة واقعة ولا رأيا يتصف بالموضوعية ولا نريد الحديث عن ” المنتفضة ” بلغة الجاهلية , فالمنتفض له شروط وقواعد شرعية يجب تحققها حتى يسمى منتفضا وبدون ذلك فهو شاغب ومحارب معتدي لايترك على هواه وقد ثبت ان وراء ماجري في المحافظات الغربية العزيزة داعش وكل عصابات الجريمة وألارهاب فلم يعد من المنطقي وألآخلاقي تسمية ماحدث بألانتفاضة ومن يصر على ذلك غاو مشاغب ضد الوطن وسيادته وضد وحدته الوطنية , وتبسيط الموضوع يكون على الشكل ألآتي :-
في عراق ماقبل 2003 وبالتحديد بعد التورط في غزو الكويت وحدث ماحدث من تدمير الجيش العراقي وأذلاله في خيمة صفوان ونتيجة القمع المستمر وألآعدامات بالجملة ومنع الشعائر الدينية وكتم ألآنفاس وقمع الحريات ومصادرة الحقوق كانت أنتفاضة شعبان عام 1991 ورغم وجود ملاحظات كثيرة على الطريقة غير المنظمة وغير المنضبطة التي سادت أعمال ألآنتفاضة مما فتحت الفرصة لآمن وأستخبارات النظام أن تخترق أعمال ألآنتفاضة فكان هذا العامل وعامل التدخل ألآمريكي لصالح النظام هما الآسباب التي وقفت وراء فشل ألآنتفاضة , ولكن أحداث عام 1991 في أغلب محافظات العراق أكتسبت شكل ومضمون ألآنتفاضة من حيث ألآصطلاح السياسي , ولقد شهد العراق في العهد الملكي أنتفاضات محدودة مثل أنتفاضة 1948 ضد معاهدة بورتسموث وراح ضحية تلك ألآنتفاضة بعض الشباب , وحدثت تحركات على شكل تظاهرات ضد معاهدة حلف بغداد , وكل تلك التحركات والنشاطات يمكن تسميتها بألآنتفاضة لآنها كانت تمثل أحتجاجا شعبيا وأن كان محددا ضد سياسات خاطئة أو ضد أعمال قمع ومصادرة للحريات والحقوق .
وبعد 2003 أصبح العراق تحت ألآحتلال ألآمريكي , وأصبح العراقيون جميعا يتعرضون لآستباحة السيادة , ولعدم وجود عقول سياسية يشار لها بالبنان لاسيما الذين تعاملوا مع ألآحتلال طمعا في المناصب وهم من كل ألآطراف ومنهم من جاء مع ألآحتلال معجبا ومبهورا به , ونتيجة وجود مثل هذه الحالات التي تعبر عن صفقات يحسن ألآحتلال تصريفها وأستخدامها لآغراضه , تم أقصاء العقول الوطنية عن الحكم وألآدارة لذلك أصبحت الدولة في العراق مأزومة ومنكمشة ونتيجة لذلك لم يتم النظر بعمق الى وجود التباينات المحتملة في المواقف سواء تجاه ألآحتلال أو تجاه هيكلية الحكم في العراق , والنظر العميق المتفهم كان يعرف أن الطبقة المظلومة والمقموعة من قبل نظام صدام حسين ستجد في ذهابه فرصة للآلتقاط ألآنفاس , بينما ستكون الجماعات المستفيدة من نظام صدام حسين غير مرتاحة لسقوطه وستعبر عن ذلك بطريقة رفض ألآحتلال وهو أمر فيه نظر أقرب للصحة من جانب فالآحتلال لايمكن أن يكون مقبولا , ولكن فيه أخفاء لمواقف ملتبسة ستكون محطة لتجميع تراكمات وأفرازات تتقدمها ألآفكار الطائفية الحاضرة لملئ الفراغات الفكرية وأستثمار ألآحباطات السياسية , وهذا ماكان العراق مهددا به بعد 2003 لآن نظام صدام حسين عندما فشل قوميا ووطنيا راح يغذي النعرات الطائفية خصوصا بعد ألآنتفاضة الشعبانية , ومشروع مايسمى بالحملة ألآيمانية هو بداية أستقدام أفراد من تنظيم القاعدة الوهابي الى العراق وكانت المنطقة الكردية في شمال العراق من بوابات ذلك ألآستقدام مماترك ثقافة طائفية لازالت أثارها موجدة في بعض مساجد كردستان العراق ولازال تعااطفها مع داعش يشكل خطرا على الكرد والعرب والتركمان وضحايا منطقة البشير في كركوك هي من جراء ذلك .
أن غياب العقل السياسي في حكم العراق بعد 2003 هو الذي ترك الحبل على الغارب , فلا ألآمريكيون يهمهم بناء ديمقراطية في العراق لآنه لايهمهم وحدة العراق بمقدار مايهمهم ثروات العراق وأمن أسرائيل , وترك ألآمور سائبة في العراق هو الذي صنع فوضى الحكم وفوضى ألآمن والآقتصاد والتجارة وفوضى السياسة , فأصبح التنظيم الوهابي يغزو المناطق الغربية بأسم مقاومة ألآحتلال ومن معه , وراح يوجه تهم التعامل مع ألآحتلال لمحافظات الوسط والجنوب , ومحافظات الوسط والجنوب بريئة من ذلك ومعارك النجف عام 2004 ضد ألآمريكيين دليل على ذلك , تلك ألآتهامات لمحافظات الوسط والجنوب كانت تسوق تحت غطاء طائفي والطائفية غرائز وحشية لايمكن ضمان سلامة التعامل معها لاسيما أذا كانت الوهابية من يقف ورائها .
والوهابية التكفيرية التي أتخذت من الثروة النفطية رصيدا للتمويل مما سهل عليها أكتساب بعض مشايخ وخطباء المساجد , والتحريض الذي أتبع في المحافظات الغربية كان طائفيا بحجة المطالب , ورغم عدم وجود سجناء سياسيين , ألآ ان وجود سجناء بسبب أعمال أرهابية موثقة , أصبح ألآدعاء زورا بأسم هؤلاء وأًصبح أدعاء التهميش شعارا سهلا لتجييش العواطف يقابله فشل حكومي في ألآدارة في عموم العراق مع فساد الحواشي الذي أنعكس على جميع مرافق الحياة وكان المتضرر من ذلك هو أهل العراق جميعا من شيعة وسنة , ولكن المديا ألآعلامية التحريضية ركزت على مظلومية الجانب السني دون غيره , ولآن رقعة العمل ألآرهابي كانت واسعة لذلك فأن ملاحقته لاتخلو من وقوع مشتبهين وأبرياء في السجون , ومع ألآخذ بنظر ألآعتبار وجود جهاز قضائي ضعيف ووجود جهاز حكم ضعيف وقع بأخطاء كثيرة سواء بألآدارة المدنية التي أصبحت مترهلة متخمة بالفاسدين , أو سواء بألآدارة ألآمنية والعسكرية التي ورثت الفضائيين والفساد من أيام صدام حسين ثم أزداد الفساد على يد ألآمريكين ومن يعمل معهم , كل ذلك شجع على ظهور مايسمى بساحات ألآعتصام وهي تسمية لجماعات تنظيم القاعدة الذين كانوا يهتفون ” نحن تنظيم أسمنا القاعدة ” ونفس التسمية ولدت معها ورفدتها تسمية ” المحافظات المنتفضة ” فلا التسمية بريئة ولا المعنى متحقق فعلا لآنه لاتوجد أسباب حقيقية تدعو للآنتفاضة كما كانت في ألآنتفاضات التاريخية التي ذكرناها , ثم هناك من العشائر العربية في ألآنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك من يعارضون ألآعمال ألآرهابية ويحاربونها وقدموا شهداء , وأغلب أعضاء مجالس تلك المحافظات لم يكونوا مع العمل ألآرهابي , وعلى ذلك لايمكن وليس صحيحا أن تسمى تلك ألآعمال بالآنتفاضة وليس صحيحا أن يطلق على تلك المحافظات بالمنتفضة , فكل محافظات العراق لاسيما في الوسط والجنوب تعاني من أهمال ونقص خدمات ومصادرة حقوق , ولآننا نمتلك برلمانا رغم كل الملاحظات عليه فيمكن طرح المطالب من خلال البرلمان , وعندما يعجز البرلمان يمكن للشعب أن يطالب بحقوقه مباشرة وبصورة سلمية أقرها الدستور ولكن بدون عنف ودماء وهتك حرمات كما يجري في قطع الطرقات وتوزيع السلاح سرا مع دفع خمسين ألف دينار يوميا لكل من يشارك في ساحات ألآعتصام , وبعد وضوح الصورة وظهور داعش لايجوز تسمية محافظاتنا الغربية بالمنتفضة ومن يصر على ذلك يمنح داعش مبررا مجانيا , وعلى الدكتور سليم الجبوري تصحيح دعوته للحوار مع المعارضة والحكومة تسمية تلك المحافظات بالمنتفضة , بل أننا نرى حتى كلمة المعارضة بعد أشتراك كل الكتل في الحكومة ومنها الكتل المعارضة سابقا لم يعد من معارضة سياسية , وأنما أنحصرت بجماعات مسلحة أعترف النائب شعلان الكريم بكيفية أنضمام بعض الشباب للتكفيريين , وألآسباب التي قدمت لاتبرر الخيانة الوطنية , ولاتبرر مشروعية أعمال داعش ومن تعاون معها من أبناء العشائر الذين أكتشف الكثير منهم خطأ توجههم وكذب ألآتهامات التي توجه للحشد الشعبي حيث تم عمدا تضخيم بعض ألآخطاء الفردية المرفوضة من قبل الحكومة وقيادات الحشد الشعبي كما أنه لايجوز أعتبار قتل ألآرهابيين ومن يقومون بزرع العبوات وتفخيخ المنازل عملا موجها ضد السنة فأهل السنة براء من تلك ألآعمال , وفي نفس السياق الطائفي الدعائي تم توجيه التهم لآيران وهي تهم ظالمة , لآن مواجهة ألآرهاب اصبحت مهمة عالمية دولية وأيران من الدول التي يحق لها مشاركة العراق في حربه ضد ألآرهاب , فلماذا تتهم أيران ولاتتهم دول التحالف ومنها السعودية وألآمارات وقطر وألآردن , ومن يبرر ذلك بقوله أن هذه الدول تشارك فقط جوا وأيران لها من يشارك برا , نقول بوضوح ودون تردد , لآيران تداخل سكاني في حدود طويلة فهي من مصلحتها دفع الخطر عنها لذلك قدمت سلاحا للآكراد اعترف به مسعود البرزاني وقدمت سلاحا للجيش العراقي مع مشورة من باب التعاون ألآخوي فلما ذا يتم تصوير هذه المواقف بعدائية تصب لصالح داعش ؟ ثم أن أيران تقيم علاقات مع جميع ألآطراف السنية بأستثناء ألآرهابية التكفيرية , والسيد علي السيستاني يقول عن أهل السنة بأنهم أنفسنا , فهل بعد ذلك من مبرر للتحريض الطائفي , وهذه الحكومة الجديدة تنفتح على الجميع والتمثيل السني فيها واسعا وكبيرا ولم يعد من غبن لهم كما كان يدعى ويروج وقد ثبت أنه لصالح داعش .
أننا بحاجة الى التفكير بهدوء بعد ان أصبح عدونا واحدا وهو داعش والصهيونية , فلا تفرقوا شملنا بأهواء من كانوا جسرا لداعش فأصبحوا حذاءا تحت أقدام التكفيريين ومن فشلهم لم يعترفواوظلوا يكابروا والمكابرة حماقة , والحماقة داء لادواء له