3 نوفمبر، 2024 3:06 م
Search
Close this search box.

مؤتمر اربيل..وضع خارطة الطريق لتحقيق آمال المكون العربي

مؤتمر اربيل..وضع خارطة الطريق لتحقيق آمال المكون العربي

لو تتبعنا مجريات المؤتمر العربي لمواجهة الارهاب والتطرف الذي انعقد بأربيل في الثامن عشر من كانون الاول الجاري لوجدنا ان هناك جملة مضامين ايجابية يمكن تأشيرها بهذا الصدد :
1.    ان مؤتمر أربيل وضع المكون العربي على اعتاب مرحلة أكثر نضجا واكثر عقلانية ، تمثل في بلورة الافكار والرؤى والمطالب ضمن الحدود الممكنة التطبيق ووضع اطرها في الاتجاه الصحيح بعد ان رسم ملامحها للمرحلة المقبلة، ضمن تصورات ممكنة التطبيق، أي انه وضع خارطة طريق واضحة المعالم بإمكانها ان تنتقل بمستقبل المكون العربي ( السني ) الى الحالة الافضل.
2.    بعد ان وضع المؤتمر خارطة الطريق أمام قادة البلد وقواه السياسية  فان مؤتمر أربيل بهذه الخطوة المتقدمة قد وضع تلك المطالب موضع التطبيق ، على صعيد البرلمان والدولة، ووجوب تنفيذها على أعلى المستويات كونها قد أقرت اصلا ضمن ورقة التفاهم بشأن تشكيل الحكومة، ولهذا فأنها الان فقط تنتظر الظرف الزمني الأقرب لتطبيقها على أرض الواقع وبخاصة قانون الحرس الوطني وقانون العفو وسبل التعامل مع أزمة النازحين الخانقة وقانون المساءلة والعدالة وقوانين أخرى تقع ضمن المطالب المشروعة.
3.    ان نائب رئيس الجمهورية الاستاذ أسامة النجيفي هو من رعى المؤتمر ونظم أطره واشرف على إقامته، ووجه الدعوات للقوى العراقية وكبار الشخصيات التي حضرت المؤتمر ، وكان حضورها لافتا للنظر ومتميزا ، ما اعطى المؤتمر صفة الشمولية والمقبولية الوطنية الاكثر قدرة على خلق الفهم المشترك لقطاع رسمي وشعبي واسع ، ما اكسب المؤتمر قدرة على التأثير واكتساب مساحة أوسع من التفهم، رغم بعض ( التحفظات ) التي حاولت جهات سياسية ان تعبر عنها الا أنها في نهاية المطاف وجدت نفسها انها امام طروحات مقبولة ليس من الانصاف وضع الدواليب لعرقلة حركتها الفاعلة والايجابية.
4.    الأهم من هذا كله ان الولايات المتحدة ودولا كبرى باركت انعقاد المؤتمر واظهرت دعمها ومساندتها لمقرراته ، داعية الى ان تاخذ تلك المقررات على محمل الجد في تطبيقها والالتزام ببنودها، كونه يعد من اكثر المؤتمرات التي انبثقت في ظرف عصيب أكد للجميع ان كل ماجرى للعراق من كوارث وازمات هو نتاج اهمال تلك المطالب المشروعة التي جرى تغافل اهمية تطبيقها منذ سنوات الى ان وصلت الى تلك المرحلة التي لاتقبل التأجيل او المساومة او التسويف او التبرير تحت أي ظرف كان، ان لم يكن الظرف الحالي هو من اكثر الظروف مبررا لتطبيق تلك المقررات.
5.    المؤتمر بحاجة الى دعم اعلامي مساند لمقررات المؤتمر وعارضا لكل وجهات النظر التي تدعم نجاح تلك المقررات والتوصيات ، أي الى تغطية اعلامية للشخصيات المؤثرة في الراي العام التي ينبغي ان يسمع منها وجهات نظره، في ان يكون بإمكانها ان تقنع قطاعات واسعة بأحقية تلك المطالب وضرورة الاسراع بتنفيذها في وقت قريب، كونها ستعود على العراقيين بمكاسب كبيرة تسهم في ارساء دعائم الامن والاستقرار والانسجام الشعبي والمجتمعي.
6.    كانت النظرة المتشائمة الى مؤتمرات عقدت قبل فترة عامل ترويض وتيئيس لقطاعات جماهيرية واسعة الا ان مؤتمر أربيل ربما يكون الافضل من حيث خلق القناعات بإمكانية ان يجدى هذا المؤتمر صدى ايجابيا من قطاعات مختلفة كانت تتنافر في الرؤى والتوجهات واذا بها تلتقي على رؤى تجد القبول الاوسع بعد ان ادركت قطاعات شعبية واسعة ان الاستجابة لمقررات مؤتمر كهذا لابد وان يسهم في خلق هذه الانتقالة الايجابية الى الحالة الافضل.
هذه الملاحظات اكتسبت اهميتها من الضرورات الهامة التي وقف عليها المؤتمر واقترب من حل عقدها ووضع لها الاطر العقلانية ، بدل هذه السفسطة واللغو الفارغ لممارسات مماثلة سبقت انعقاد المؤتمر، ما اكسب مؤتمر أربيل قوة التأثير والفاغلية المطلوبة ، حتى خرج بكل تلك المقررات القوية التي تشكل أمل الكثيرين في ان يجدوا أملا قريبا يشكل لهم الخلاص الاقرب الى التطبيق في ظرف عصيب يمر به العراق، الذي يتعرض الى تهديدات خطيرة يمكن ان تكون قد تنهك مستقبله اذا لم يتم وضع العلاجات المعقولة لتفادي خلق ازمات جديدة ربما تكون انعكاساتها اكثر خطورة مما تعرض لها العراق من ازمات ونكسات.

أحدث المقالات