أنا من الّذين تفاجئ بحالة السيّد الغرّاوي الصحّيّة , وأرجعتها لعدّة احتمالات لم يخطر على بالي إلاّ اليوم بوسواس يضرب في صدري باحتمال تعرّض اللواء الركن السيّد الغرّاوي للتعذيب بهدف تغيير أقواله , فالّذي سمع أقواله اليوم لم يسمعها قبل “المقابلة” فتغريده اليوم غير تغريده بالأمس , وكما بدا على وجهه ذلك , وبهذه الحالة فإنّ الأمر لا يعني لنا سوى شيء واحد , أن المالكي لا زال رئيساً للوزراء وأداته التنفيذيّة الميليشيّات الّتي هو من يشرف عليها لربّما لغاية اليوم أتوا به لمكان مجهول مجهوليّة ما في الملفّات ولقّنوه كيف يتكلّم لصالح المالكي الساعي حثيثاً لقيادة شعب العراق نحو المجد والظفر قيادة حكيمة على خطى آل البيت .. ما تظهر من علامات “تشنّجات” على وجه الغرّاوي ليست بسبب “الصدمة” كما ادّعى من برز أمس “يخوط ” بتحليله المُثقل تارة بصفّ الاستكان وتارةً من فوق الاستكان وأخرى بنصّ الاستكان , وسبب الوساوس الّتي ألمّت بي أنّ ما من عراقي لم يتعرّض لصدمة وإلاّ لكان الجميع على ما حصل للغرّاوي متشنّجو الوجوه والأبدان لهول ما تعرّضوا له من حروب طامسة وحصار واحتلال أكبر قوى الأرض واقتتال طائفي وجميعه يكفي صدم جميع سكّان كوكبنا , ذلك من ناحية , ومن ناحية أخرى سنيّ عمر السيّد الغرّاوي أقل بكثير من سنيّ عمر السيّد المالكي فكان الأولى أن يتعرّض وجه المالكي للتشنّج إن لم يسقط صريع سكتة دماغيّة أو سكتة قلبيّة لا سامح الله العزيز الجليل كونه المسؤول الأوّل عن ما حدث للموصل وما حدث من كوارث ألمّت بالبلاد وبالعباد لم يعرها سعادته أيّ اهتمام وكأنّ الشعب عبارة عن أفواه خالية أبدانه مثله من أيّة احاسيس , وهو بالتالي المسؤول الأوّل من تداعيات ما حصل , فصحيح أنّ المالكي فخر سياسي قابل لإعادة تصنيعه , والعراقيّون اشتهروا بالتصنيع المعاد والشاهد “كريم أبو البريج” , فما شاء الله السيّد المالكي وجهه مشرق وخدوده صافية ويلعّب وجناته وحواجبه بخفّة وأنفه يتنقّل بثبات وحيويّة ومثل ما يريد صاحبه , نشط ويرمح رمح , في تنقّلاته وفي سفراته وشهيّته السياسيّة للعودة إلى الحكم مفتوحة على الآخر وعودته للسلطة ينتظرها شعب العراق على أحرّ من الجمر لكي تبقى أبواب اللجوء للغرب مفتوحة وشركات الكرفانات شغّالة لأبد الآبدين ..
المدح الغير طبيعي من الغرّاوي “يفزّز الما يتفزّز” من احتمال التخطيط الفعلي للعودة أو من خلف الكواليس الاميركيّة لعودة الحكم للأسرة الملكيّة قصدي المالكيّة مجدّداً ومعه حبربشيّته الورعة التقيّة يتقدّمهم حرامي لبنان العروبي حمّودي , والشواهد في التاريخ السياسي العراقي كثيرة , فياما ترك نوري السّعيد السلطة ثمّ عاد بتصنيع سياسي مُعاد رغم أنّه فات الميعاد , والتركة الّتي تركها المالكي للشعب العراقي يقضي أوقات فراغه بالتسلية بها مثلما يتسلّى الشعب اليوم بوسامة حرامي قصدي وسيم بغداد .. التركة الكارثيّة لها شفرات لن يستطيع الدكتور العبادي فكّ طلاسمها لتصريفها , وقد أقسم المالكي ما أنّ ما يعود فهو الوحيد القادر على فكّها وسيُعيد الأموال وثروات البلد المنهوبة ويعيد الحياة للآلاف من المعدومين في عهده وخفّفها قليلاً بعد “عتاب” اللجنة الدوليّة لحقوق الانسان وبعدما كسر العراق جميع الأرقام القياسيّة في فوضى الأمن خطف وتفجير وجثث شوارع ومقابر سرّيّة وعلنيّة من الّتي أنمت الولادات كثيراً بعد جثّ منجل الحصاد الرؤوس ..