رغم ان موازنة 2015 لم يتم اعدادها بشكلها النهائي الذي يمكن عرضه على مجلس الوزراء ليتخذ قرارات مناسبة تسهم في إحالتها الى مجلس النواب , ورغم ان مجلس النواب قد تمتع بعطلته التشريعية من دون المصادقة على موازنتي 2014 و 2015 وهي مخالفة صريحة للدستور , إلا ان التصريحات بخصوص ملامح الموازنة تطلق من هنا او هناك وبطريقة باتت تفزع المواطن العراقي الذي لم يستفيد بشكل كامل من 10 موازنات سابقة , التي افضت لارتفاع نسبة الفقر الى 30% حسب تصريح السيد وزير التخطيط , وتتوزع تلك التصريحات بين زيادة الضرائب والرسوم وتخفيض الرواتب والادخار الاجباري ورفع اسعار الوقود ورفع الدعم عن البطاقة التموينية , وغيرها من تلك التي يفهم منها وكأن المتضرر من الموازنة الجديدة سيكون المواطن البسيط , والغريب في الموضوع ان حجم التصريحات بخصوص الموازنة ربما يفوق ما يخصص لها من وقت لمناقشتها , والبعض اصبح يعتمدها كمادة اعلامية قد تكون الغاية منها الظهور وتحقيق الشهرة , وان من يطلق تلك التصريحات يتجاهل حقيقة مهمة وهي ان الموازنة ليست شأنا اعلاميا وإنما قضية يجب انجازها من خلال العمل المؤسساتي , اذا كنا دولة مؤسسات بحق , نقول هذا لعلمنا بوجود وزارتين معنيتان بإعداد الموازنة وهما وزارة التخطيط والتي مهمتها اعداد الموازنة الاستثمارية ووزارة المالية المعنية بالجوانب التشغيلية , فضلا عن امانة مجلس الوزراء الذي يتولى توحيد وتدقيق الموازنة , وحسب ما علم الجميع فان هناك لجنة شكلها مجلس الوزراء لإعداد مقترحات الموازنة بضوء التطورات في اسعار النفط في الاسواق العالمية , والسؤال اذا كانت الموازنة تعد مؤسساتيا فلماذا هذه التصريحات التي تخرج صباحا ويتم نفيها مساءا , ألا يجدر بمن يطلقها ان يناقشها او يقترحها في المؤسسة التي ينتمي اليها بدلا من إثارة القلق عند الناس ؟ وبغض النظر عن تلك التصريحات التي لم تخلو من الاتهامات وتخوين البعض , فأن ما ينتظره الشعب من الموازنة القادمة بعد ان وإدت موازنة 2014 , ان لا تكون انتقامية وتفرغ جل غضب انخفاض أسعار النفط على المواطنين , فالحيتان التي اشار اليها السيد العبادي ولم يسميها الاجدر باستهدافها في الموازنة القادمة وليس المواطنين , ونذكر هنا بأن الموازنة اصبحت مثلبة كبيرة في عمل الحكومات التي تعاقبت من 2004 ولحد الآن , بحيث ان جميعها اتصفت بالترقيع وغياب الاهداف والتأخر في التشريع , كما نذكر من يعنيهم الامر بان السيد العبادي قد أوجد هامشا للإعلام والمواطنين في التعبير عن الآراء , بمعنى ان الموازنة اذا كانت مخيبة للآمال فستجابه بما لا يحمد عقباه , فعلى حد المثل الدارج فإن المفلس في ألقافلة أمين .