كثير هم من تسلطوا على رقاب الشعوب, وتحكموا بمصير بلدان, وقرروا بما تهوى أنفسهم, فنجد بلدانهم تعيش الرحى, وتطحن في مناقبها اللظى, فنتجول بين بقايا لدماء, ودموع الضعفاء.
هكذا هو حكم الجبناء, فنجدهم قد هزموا من الداخل, وانعدمت ثقتهم بشعوبهم, فقربوا إليهم أقربائهم, وسلطوا أبنائهم لحكم غير موروث.
كل انتهى بنهاية تندى لها جباه الرجال, وتستحي لحروف نهايتهم أسفار الأجيال, فعزيز مصر قد أذلته نقالة الإسعاف, فلن ينفعه مال ولا ولد, وقذاف ليبيا قد قذف من حيث لا يحتسب, فأصبح عارها يلاحق سخافات كتابه الأحمر, وهدام العراق نقل تأريخه جرذ وجده في جحره, فلن ينفعه عديها ولا قصيها.
هو التأريخ يسطر لنا قصص الطغاة, ولكن هل من متعظ؟!
بعد كل ما شاهدنا وليس ببعيد عنا, غابت العقول عن الوقوف وقفة موعظة مما جرى للطغاة! فنرى في العراق قد برز القائد الأوحد من جديد, وهو يطبق كل غباء سلفه الهدام, فقرب أزواج بناته, وأخذ يمجد ببطولات ولده ( رامبو الخضراء), فقد غره تصفيق المتملقين له.
ياسر عبد صخيل وحسين المالكي, أسماء تذكرنا بعبد حمود, حيث لا يمتلكون أي شهادة علمية, ولكن كيف وصلوا إلى قبة البرلمان؟! نعم فما يتميزون به هو نسابة القائد الملهم نوري المالكي, كيف حصلوا على الأصوات وهم قد رشحوا على بابل وهي ليست مدينتهم أصلا؟! ولا أهل بابل يعرفون أسمائهم !
لقد تم الوصول إلى الهدف, ولا نتعجب كثيرا فما صرف على دعايتهم الانتخابية, ووعودهم الكاذبة للمواطنين, بالمقابل ميزانية دولة كاملة قد نهبت في عام الانتخابات, يوضح لنا كيف وصلوا إلى قبة البرلمان, وكل لبيب بالإشارة يفهم, لكن السؤال يكمن في هل لديهم هدف؟ مشروع مفيد غير الولاية الثالثة؟
نعم لديهم أهداف كثيرة, ركوب سيارة مضللة باهظة الثمن, التخفي كنساء خلف صفحات التواصل الاجتماعي, أنشاء صفحات للتواصل الاجتماعي بأموال العراق, هدفها إسقاط كل من يمس العم الحبيب, أرقام تذكر كنواب, وهم لا يحضرون جلساته, لأنهم يرافقون فخامة نائب رئيس الجمهورية.
فخامته اليوم يحسب نفسه أنه في مأمن من القانون, لأنه يمتلك ولدا قد خيلت له نفسه المريضة أنه بطل حقيقي, ولا يعلم إن أبنه بطل فقط على طيور الزينة الناطقة, يستطيع حبسها في قفص لكي تنطق له ما يشفي غايته, ونسابة حميمة لا يستطيعون الظهور حتى لينطقوا كلمة كنواب, وصفحات فيس بوك تمجده.
عذرا يا فخامة نائب الرئيس, فهل التفت قليلا إلى سالف عصرك, وتلك الأيام نداولها بين الناس لعلهم يتفكرون, فأين عبد حمود؟ لكي تحتمي بعبد صخيل, وأين عدي؟ لكي تتفاخر بحمودي, وأين من سلكوا نفس طريقك؟ لقد هلكوا بشر ما سلكوا, فهل لك من عين فترى, أو عقل يفقه الكلم فيتعافى.
كلا فهي حمى, وداء كل من تبوء مقعدا بغير حق, لأنه قد ظلم نفسه, فأقحمها مكانا غير مكانتها, وخيل له الشيطان زخرفها, فظن أن نسابته تحميه, فلا عاصم من حق أغتصب, ودم أريق, وأموال اليتامى قد تنعم بها غير أهلها, أنتصر الحق بالتغيير, وغدا لناظره قريب.