في موضوعة مشاركة الكرد في تحرير الموصل من داعش، يوحي الخطاب الكردي بالتحفظ والتردد، خشية من وقوع فتنة بين الكرد والعرب، حسب أعتقادهم، وكأن البيشمركه اذا دخلوا الموصل فأنهم سيصطدمون بالعرب وليس بداعش، بعبارة اخرى كأن العرب وداعش مكملان لبعضهما، والحال ان الكرد سبق وان حرروا الموصل اكثر من مرة، دون ان يترتب على ذلك وفي كل مرة عداء بينهم وبين العرب. عام 1959 قضت العشائر الكردية على حركة الشواف خلل بلوغ التضامن العربي – الكردي أوجه. وفي 2003 كانت البيشمركة القوة الرئيسية يليها الجيش الامريكي في تحرير الموصل. وفي 2004 استولت دولة العراق الأسلامية لساعات على الموصل اسقطت خلالها مراكز الشرطة والسيطرات العسكرية. إلا أن قوات البيشمركه سرعان ما استردتها منها. وقبل هذه الأحداث، كان من الممكن أن تمتد انتفاضة اذار الكردية عام 1991 الى الموصل لولا اعتراض من قادة كرد من مغبة أن يؤدي ذلك إلى حرب بين الكرد والعرب، ولقد كانت الحكومة العراقية تتوقع وصول الانتفاضة اليها، وقامت مسبقاً باتخاذ اجراءات للحيلولة دون سقوطها، الموصل، بيد المنتفضين بدليل انها قامت باعتقال نحو (20) الف مواطن كردي اودعتهم في معسكر أعتقال بالقرب من تكريت. فضلاً عما ذكرته، والذي كان على سبيل المثال لا الحصر، انه لولا الكرد لكانت الموصل تكون من نصيب الدولة التركية في الأستفتاء الذي اجري لتقرير مصيرها عام 1925 ويشهد المؤرخ الموصلي خيري الدين العمري على ذلك.
عرب الموصل الأقحاح لم يكونوا في أي يوم ضد الكرد بل كانوا معهم، فيوم أحتل داعش الموصل في 10-6-2014 غادر عشرات الالوف من العرب الموصليين مدينتهم باتجاه المناطق الكردستانية الخاضعة لنفوذ البشمركه، ولم يتوجهوا إلى المحافظات العربية العراقية.
يقيناً وفي ضوء ما ذكرته، فأن بمقدور الكرد تحرير الموصل بمفردهم دون ان يعاونهم في ذلك الجيش العراقي المرفوض أصلاً من أهاليها، وان البيشمركة الذين حرروا نحو 3000 كيلومتر مربع من قضاء سنجار وناحية زمار في 48 ساعة، بلا شك سيحررون الموصل أيضاً لو أرادوا.