الدفاع عن العتبات المقدسة و حماية حقوق الشيعة و الدفاع عنهم بصورة خاصة و الدفاع عن المسلمين بصورة عامة، هي شعارات طالما رفعها نظام الجمهورية الاسلامية في إيران، وقد تمکن من خلالها التمويه على قطاعات واسعة ليس من أبناء الطائفة الشيعية في المنطقة و العالم فقط وانما من مختلف الطوائف الاسلامية الاخرى، لکن هذه الشعارات و مع بريقها اللماع المبهر للأبصار، فإن مرور الزمن قد أتى على بريقها رويدا رويدا و صار الکثيرين يرون في جوهرها معدنا بالغ الرداءة.
هذه الشعارات الجميلة و البراقة في مظهرها و الفارغة و الجوفاء في حقيقة أمرها، لأنها کلمة حق يراد بها باطل، تدعو للتأمل و التساؤل؛ هل أن هذه المراقد المقدسة و أبناء الطائفة الشيعية قد تعرضوا لأية هجمات او تهديدات کما هو حالهم منذ ظهور نظام الجمهورية الاسلامية في إيران؟ هل هنالك من بإمکانه رفض حقيقة أن الخسائر الروحية و المادية التي لحقت بالطائفة الشيعية منذ مجئ هذا النظام هي أکثر من کل الذي لحق بهم خلال العقود السبعة من القرن العشرين؟
الحديث عن حماية المراقد المقدسة الذي يتبجح به دهقاني کذريعة محتملة لتدخل نظامه، هو الاخر مثير للرثاء و الشفقة، إذ أن لهذا النظام دور مشهود له في إستغلال العامل الديني و خصوصا الجانب الطائفي منه من أجل خداع الناس و التمويه عليهم، کما کان الحال في حادثة الانفجار التي وقعت في مرقد الامام الرضا في مدينة مشهد في 10/6/1994، وفي مسجد لأهل السنة في نفس الفترة والذي إتهم السلطات الايرانية على الفور منظمة مجاهدي خلق المعارضة بإرتکابها وعلى الرغم من نفي المنظمة بشدة لذلك و إدانتها للجريمة، لکن النظام أصر على موقفه وقام بتقديم شخص على شاشة التلفزيون على انه منفذ الانفجار، حتى إنجلت الحقيقة بعد خمسة أعوام، عندما خرج أحد قادة الحرس الثوري ومن عناصر الاستخبارات سابقا والمدعو”أکبر کنجي”، ليعلن في لقاء له مع جريدة (آريا) الصادرة في يوم 4/12/99: “أن الاستخبارات هي التي قامت بهدم مسجد أهل السنة في مشهد ثم قامت أيضا بتنفيذ تلك الحادثة المؤلمة في انفجار حرم الإمام الرضا لتلقي تبعته على من تدعوهم المنافقين”.
أما حادثة تفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء، فيکفي أن نلفت الانظار مرة أخرى الى ماقد أعلنه الجنرال جورج کيسي قائد القوات الامريکية السابق في العراق(خصوصا في أثناء حادثة التفجير)، حيث أکد بتورط النظام الديني الايراني في حادثة التفجير من أجل خلق حالة بلبلة للقوات الامريکية في العراق!
دهقاني هذا، ليبتلع تصريحه البائس الهزيل المخزي هذا، خصوصا عندما ينفي تواجد قوات إيرانية على الأرض في كل من سورية والعراق، موضحا أن طهران التي تدعم الحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب ترى أنه لا حاجة لتدخل بري حاليا هناك، والانکى من ذلك انه يشير الى أن تواجد قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في العراق يصب في سياق قيادة عمليات تقديم الاستشارات العسكرية اللازمة وتدريب القوات العراقية. وکأنه يسخر من مستوى فهم و إستيعاب الشعب العراقي في إقناعه بأن ليس هناك من تدخل لنظامه و ليس هناك من تواجد لقوات نظامه على الارض العراقية بل و الانکى و الاکثر إثارة للسخرية و الاشمئزاز انه يمن على الشعب العراقي بقاتل محترف و ممنوع اساسا من السفر دوليا لکونه مشبوه کالجنرال قاسم سليماني بأنه يقدم إستشارات عسکرية لمساعدة الجيش العراقي في مقاتلة تنظيم داعش المشبوه بعلاقاته و تنسيقاته مع طهران!
الاجدر بوزير الدفاع الايراني حسين دهقاني، أن يکرم الشعب العراقي و شعوب المنطقة و العالم بسکوته و أن يکف عن إطلاق تصريحات تدين و تفضح نظامه قبل أي طرف آخر، وقطعا هناك الکثير من المعلومات السرية الاخرى التي يخفيها هذا النظام في جعبته السوداء و إذا ماتم الاعلان عنها يوما فإنها ستذهل العالم کله بالقدرات الشيطانية لرجال الدين الحاکمين في طهران.