في المأثور الفولكلوري العربي يحكى أن هناك قبيلة من قبائل العرب كانت تمتلك كلبة اسمها (براقش) ، ويوم تعرضت هذه القبيلة إلى غزو قبيلة أخرى – وما أكثر حروب الكرّ والفرّ بين القبائل العربية ماضيا”وحاضرا”- حاول القوم التخلص من تبعات هذا الغزو وتلافي عواقبه على أرواحهم وممتلكاتهم ، وذلك عبر التخفي عن أنظار عدوهم وإيهامه برحيلهم عن الموقع / المكان الذي كانوا يقطنوه . فما كان من الكلبة (براقش) – بحكم طبيعتها – إلاّ أن جابهت القبيلة الغازية بالنباح كرد فعل ضد كل غريب يطئ أرض أصحابها ، الأمر الذي تسببت بفضح أمرهم وساهمت بكشف المخبأ الذي كانوا يحتمون به ، والباقي من القصة معروف للجميع . والحال إن سلالات براقش من الساسة العراقيين الغارقين في مستنقعات الفساد والرذيلة ، والذين لا يجيدون سوى أعمال اللصوصية ونهب المال العام وتزعم عصابات والقتل والجريمة والخطف والتهجير، ولا يحسنون صنعا”سوى كيل تهم التخوين أو التكفير لبعضهم البعض الآخر باسم وطنية زائفة وتدين كاذب . نقول أليس أن هؤلاء هم بقايا تلك السلالة الملعونة من أطلق العنان (سابقا”) للمليشيات الطائفية المسعورة لتهجّر وتقتل على الهوية ؟! ، أوليس أن هؤلاء هم ذاتهم من استدعى (الآن) قبائل داعش الوحشية لتدنس الأرض وتنتهك العرض ، تارة باسم (الطائفة) رياءا”وتارة أخرى باسم (المكون) افتراءا”؟! .
أوليس أن هذه الشرذمة المتناسلة من سلالات براقش سيئة الصيت هي من يتحمل مسؤولية ضياع الوطن وتضييع المواطن ؛ ليس فقط بالنسبة لدورها في مجازر داعش وأضرابها من التنظيمات المتطرفة (مليشيات وجماعات إرهابية) ، التي عاثت – ولا تزال – فسادا”فوق ربوع الجغرافية العراقية بكل تضاريسها فحسب ، بل وكذلك فيما يتعلق بمواقفها من جرائم العدوان الأمريكي الغاشم والتدخل الإقليمي والتطفل الدولي ، بعد أن تركوا حدود العراق مشرعة – لا بل إن البعض منهم أصرّ على أن تبقى سائبة – أمام سقط متاع البشرية من شتى جهات العالم الأربع ، حيث تصول وتجول على هواها دون رقابة من قانون أو محاسبة من ضمير ؟! . واليوم يتناخى المنافقون من كل صنف ويتداعى المزيفون من كل لون ، للبحث عن حلول شكلية ومخارج وهمية ، عسى أن تقيهم حصاد ما زرعت أيديهم من شرور سياسية وتجنبهم جني ما غرست عقولهم من أوهام طائفية من جهة ، وتنأى بهم عن لعنة الأبرياء والمظلومين الذين تجرعوا مرارة التهجير القسري من بيوتهم دون سبب ، وشردوا من مناطقهم عنوة دون ذنب ، وقتلوا غيلة بين أحضان أمهاتهم وفي حجور زوجاتهم دون جريرة من جهة أخرى . والآن ما الذي حدا بالأخوة الأعداء إلى تجميع شتاتهم ولملمت شعثهم تحت عناوين براقة ويافطات مزركشة ظاهرة الوحدة وباطنها الفرقة ؟! . ألأن جمهورهم قد كشف ألاعيبهم وفضح خبثهم وأماط اللثام عن ارتباطاتهم المشبوهة ، وباتوا بالتالي عرضة للنبذ السياسي والاستهجان الأخلاقي ؟! . أخيرا” تذكروا يا من تذرفون دموع التماسيح دون حياء – ولكن أنى لكم الذكرى – على وطن انتم لا غيركم سبب خرابه ، وشعب أنتم لا سواكم سبب فنائه ، وتاريخ انتم لا قبلكم ولا بعدكم سبب دماره ، وهوية انتم لا أولكم ولا آخركم سبب مسخها ، وذاكرة انتم لا أجدادكم ولا أحفادكم سبب نسخها . إن عار مواقفكم المخزية بحق هذا الوطن المخترق ، وشنار تصرفاتكم المخجلة بحق هذا الشعب المستباح ، سوف لن تمحيها خطاباتكم الرنانة ولن تخفيها شعاراتكم الطنانة ، إنما ستبقى تطاردكم وتقضّ مضاجعكم كما اللعنة إلى يوم الدين !! . فأشباهكم لا أمجاد لهم في أوطانهم ولا مكان لهم بين شعوبهم ، إنما مزابل التاريخ هي المأوى والملاذ !! .