23 ديسمبر، 2024 5:19 م

ياأنتِ لا أحدَ يخلو من حُزنهِ العميق

ياأنتِ لا أحدَ يخلو من حُزنهِ العميق

أجمعوا أن كُلَ شيء يُرتب

خارج إرادة المجموع

تقدمت البائعةُ نحوي

وفي يديّ إيلوار

ووضعت أماميَ قهوتي

منحني ذلك وقتاً أخرَ أتلذذُ بما بدأتُ أقرأ

رحت اتنقل بين الصفحات

نُظمت البحيرة على إيقاع مفرداتٍ أليفةٍ فمن وقت لأخر تُرمى الذرة وتلتقطها بمهارة طيورُ الماء في حين

كانت أوراقُ الأشجار قد تساقطت وطلّت جانبا من الممر الذي يسلكه العشاقُ ذهابا وإيابا ،

لم يتأخر طويلا في الصفحة الرابعة

ساعي البريد ،

عاد بالرسائل قبل أن يصل الدخانُ الى البريد

وشيئا فشيئا كسّت الكأبة وجوه بائعات الزهور

في الوقت نفسه بدأت مصابيحُ الإنارةِ بالإنطفاء ليكتسب البعضُ مهارةً جديدة في التعبير عن غزله في ذلك الفضاء الداكن الطليق ،

قُرِعَ جرسُ كنيسةٍ قريبةٍ

رتل المحتشدون الرحمة

لقتيل حربٍ شاب ،

وفي مخبأ تحت بناية البلدية

إستشعرت مجموعةُ من الصُحبِ ذواتهم :

عن المطحنة

عن عصير العنب الأحمر

وخطاب أفلاطون في البرلمان

أجمعوا أن كل شئ يرتب خارج إرادة المجموع

طلبت الغانيةُ أحدهَم

لسيقانِها المفتوحة في الهواء

وجاء سارتر والذباب إلى المقصلة

ظل الضوءُ يهتز

فتهتز الجدران وخيالات الشخوص وتهتز أصواتُ القادمين منَ الخارج

تأملَ شخصَهُ

ورسمه بالفحم

وتأملها

بالزيت

ووضع تذكارا على العربة

في الليلة التالية

أضاءتِ المدافعُ السماءَ والشوارعَ

وعزفَ الجوالةُ

للماشية التي لم تسمع أصواتُ القنابل

أتت لي بفجان قهوةٍ أخر

وأرشدتني لسن الرشد

ياأنتِ ..

يكفي

يكفي لا أحد يخلو

من حُزنِهِ العميق

وقفتُ مخموراً أعلى الدُرج :

هذه قنينتي

ولتسقط الحروب

*[email protected]