تفقد رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني اليوم قوات البيشمركة في منطقة جبل سنجار الشمالية بعد تحريرها من تنظيم الدولة الاسلامية “داعش” وسط توجه الاف العوائل النازحة الى هناك للقاء ذزيها الذين كان يحاصرهم التنظيم .. فيما اعلن رئيس وزرائه نجيرفان بارزاني ضم المناطق التي انتزعتها هذه القوات من التنظيم الى اقليم كردستان .
فقد وصل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني الى جبل سنجار الذي حررته قوات البيشمركة من سيطرة تنظيم داعش خلال اليومين الماضيين وتفقد تشكيلات هذه القوات المتواجدة في المنطقة وهنأها بالانتصارات والمكاسب التي حققتها هناك.
واعلن بارزاني من على جبل سنجار إن قوات البيشمركة سجلت خلال 24 ساعة الماضية اسطورة تاريخية باستعادتها قضاء سنجار من أيدي مسلحي تنظيم داعش. واوضح في تصريحات للصحافيين ان البيشمركة حررت ثلاثة آلاف كيلومتر مربع من الاراضي خلال 48 ساعة،مهنئأ الايزيديين باستعادة قضاء سنجار. واضاف “لم يبق من الاراضي الكردستانية تحت سيطرة تنظيم داعش الا جزءا قليلا مؤكدا قدرة البيشمركة على استعادتها.
وحول امكانية مشاركة قوات البيشمركة في تحرير مدينة الموصل اوضح بارزاني قائلا “عندما تكون لدى الحكومة العراقية خطة لتحرير الموصل فنحن مستعدون لمناقشتها وتقديم المساعدة في تنفيذها”.
واثر ذلك توجهت آلاف العوائل الايزيدية النازحة من قضاء سنجار الى محافظات اقليم كردستان الى جبل سنجار بعد تحريره من قبضة داعش. وقد التقت هذه العوائل ذويها بعد نزول آلاف المحاصرين من الجبل الذي امضوا فيه قرابة خمسة اشهر هربا من داعش .. كما ان فرق الانقاذ وشاحنات المساعدات الانسانية والاحتياجات الطبية وصلت الجبل لمساعدة العوائل التي قضت شهورا محاصرة في العراء.
فقد دخلت قوات البيشمركة امس إلى مدينة سنجار غربي الموصل شمال العراق بعد معارك مع “الدولة الاسلامية” أسفرت عن مقتل العشرات من عناصر التنظيم بعد معارك عنيفة . واكد ضباط اكراد ان معنويات عناصر الدولة الاسلامية في المدينة باتت منهارة حيث بدأت مجموعات منهم منذ مساء الجمعة بالفرار نحو الشرق باتجاه الموصل والغرب باتجاه الحدود السورية متوقعاً استمرار سيطرة “البيشمركة” على مناطق جديدة في المنطقة.
وبدأت قوات البيشمركة الأربعاء الماضي عملية عسكرية واسعة في ناحيتي زمار وسنجار غرب الموصل بإسناد جوي من طيران التحالف الدولي وأعلنت قيادتها سيطرتها على عدد من القرى في الناحيتين وتمكنها من فك الحصار الذي فرضه تنظيم الدولة الاسلامية على الآلاف من النازحين في جبل سنجار قبل أكثر من أربعة أشهر.
ضم المناطق المنتزعة من داعش الى اقليم كردستان
وعلى الصعيد نفسه فقد أكد رئيس حكومة اقليم كردستان نيجرفان بارزاني اليوم أن ما اسماها بالمناطق “المستقطعة” التي تم تحريرها من قبل قوات البيشمركة خلال الساعات الماضية “سيتم التعامل معها بحسب الدستور العراقي” موضحا ان ان رئيس الاقليم مسعود بارزاني اشرف شخصيا على تحرير قضاء سنجار.
وقال بارزاني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الهولندي بارت كوندرس في اربيل عاصمة الاقليم الاحد ان أن المناطق “المستقطعة” التي تم تحريرها من قبل قوات البيشمركة خلال الساعات الماضية “سيتم ضمها للإقليم بحسب الدستور العراقي الذي سيقرر كيف ومتى ستكون ضمن إقليم كردستان”. واضاف ان هدف الاقليم الرئيسي كان تحرير تلك المناطق من سيطرة داعش موكدا “وجود البيشمركة فيها من مصلحتنا ومصلحة بغداد”. واضاف بارزاني أن “رئيس اقليم كردستان مسعود برزاني قام بالاشراف شخصيا على تحرير قضاء سنجار “.. مشيرا الى ان” اغلب المناطق في سنجار باتت تحت سيطرة البيشمركة و هناك بعض الاحياء مازال القتال والمواجهات فيها مستمرة” كما نقلت عنه وكالة “المدى برس” من اربيل. وتطلق تسمية المناطق المستقطعة على المدن والبلدات المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وكردستان في محافظات كركوك والموصل وديالى والتي تطالب بضمها الى الاقليم بذريعة ان معظم سكانها هم من الاكراد.
واوضح بارزاني الى أن “اجتماعه مع وزير الخارجية الهولندي اليوم تضمن ثلاث محاور في مقدمتها دعم البيشمركة ومساعدة النازحين بالاضافة الى التعاون الاقتصادي بين الاقليم وهولندا”. ومن جانبه قال وزير الخارجية الهولندي بارت كوندرس خلال المؤتمر إن “زيارتنا تتضمن دعم النازحين ومساعدتهم بكافة الوسائل والطرق الممكنة”. واضاف اننا “نثمن جهود البيشمركة على تحريرها مناطق التي كانت تحت سيطرة داعش وسوف يكون دعمنا للبيشمركة مستمرا في حربها ضد التنظيم”. وقال ان زيارته كانت للحديث عن كيفية دعم البيشمركة كونهم يواجهون اخطر تنظيم ارهابي في العالم ومساعدة النازحين عبر المنظمات الإنسانية.
يذكر أن قوات البيشمركة تمكنت من تطهير ألف كيلومتر مربع من عناصر تنظيم داعش خلال 48 ساعة الاخيرة وتمكنت امس السبت من السيطرة على الحدود بين العراق وسورية في المحور الواقع بين ناحية ربيعة وقضاء سنجار بعد معارك عنيفة ضد التنظيم الذي كان مسيطراً على الحدود العراقية السورية أسفرت عن انسحابه منها.
وسيطر تنظيم الدولة الاسلامية منذ بداية آب (أغسطس) الماضي على مساحات واسعة من سهل نينوى بعد معارك ضارية مع قوات البيشمركة اضطرتها الانسحاب منها وأدت سيطرة التنظيم المتشدد على تلك المناطق التي تسكنها أقليات دينية من المسيحيين والايزيديين والشبك والكاكائية إلى نزوح مئات الآلاف منهم، وحدوث كارثة إنسانية كبيرة من جراء محاصرة آلاف من الايزيديين في جبال سنجار حيث توفي المئات من النساء والأطفال وكبار السن بسبب الجوع والعطش وحرارة الجو.