23 ديسمبر، 2024 6:21 م

داعش ستُهزم في العراق … لكن ماذا بعد داعش ؟

داعش ستُهزم في العراق … لكن ماذا بعد داعش ؟

القرارات والتحالفات الدولية والعمليات العسكرية التي تقوم بها القوات العراقية المتمثلة بالجيش العراقي والبيشمركه والحشد الشعبي مدعومة بالتحالف الدولي تشير وبما ﻻيقبل الشك ان تنظيم الدولة اﻻسﻻمية في العراق والشام  ( داعش ) قد بدأ بالتقهقر واﻻنحسار رغم محاوﻻته اليائسه بالهجوم هنا او هناك ﻻثبات الوجود.!! … وأن مسألة القضاء عليه مجرد وقت ﻻاكثر وﻻ اقل … ﻻن اﻻصرار الدولي للقضاء على هذا التنظيم المتطرف ﻻيوازيه اصراراً وتصميم سوى قرار  دول التحالف في الحرب العالمية الثانية على القضاء على نظام هتلر النازي …. والجميع طبعاً يسعى لدرأ خطر وصول ذلك التنظيم اﻻرهابي الى حدوده عدى العراق الذي يحارب هذا التنظيم على ارضه وهذا هو لب المشكلة..
من يشاهد الشارع العراقي هذه اﻻيام او منذ ظهور تنظيم ( داعش ) يرى بعينيه مدى التحشيد العسكري لكافة اجهزة الدولة والمجتمع  …في الجنوب ترى  الكثير من الشباب يلبسون زي عسكري او شبه عسكري بشارات ﻻحزاب وميليشيات اسﻻمية البعض تشاهده راجﻻ  والبعض بمجموعات صغيره يستقلون سيارات مدنية بدون لوحات تسجيل مدججين بشتى انواع اﻻسلحة الخفيفة والمتوسطه … هؤلاء وبعد دحر داعش ماهو مصيرهم ؟ هل ستقوم الحكومه بزجهم مرة اخرى ( بنفس التجربة الفاشلة) داخل المؤسسة العسكرية التي  تعاني من فساد مستشري وتضخم كبير باعداد منتسبيها الذي ناهز على المليون فرد ام سيطلب منهم القاء السﻻح والعودة  الى منازلهم … بهذه السهوله !! اكيد ان الكثير منهم لن يقبل أن يكون كبش فداء لدولة مسؤليها من  الفاسدين والناهبين للمال العام … ستكون هناك ردة فعل قوية من قبل بعض افراد هذه المجموعات المسلحة ليس على الحكومة فحسب وانما على الموسسة الدينية الشيعية المتمثلة بالمرجعية الدينية في النجف اﻻشرف … فمن دفع هؤﻻء لحمل السﻻح اول اﻻمر  هي المرجعية الدينية بفتواها ( الجهاد الكفائي ) ولن تستطيع هذه المرة اﻻنسحاب بهدوء واﻻفﻻت من مسؤولية حشد كل هذه اﻻعداد الكبيرة من الشباب (حاملي السﻻح) واؤكد هنا مرة اخرى ( انهم يحملون السﻻح وباعداد كبيره) اخشى انهم سيكونون قنبلة موقوته بوجه الحكومة والمؤسسة الدينية والمجتمع .
السنة في المناطق الغربية من العراق … بعد أن اكلوا الطعم جيداً وهظموه …وجعلوا من انفسهم حاضنة لداعش واﻻرهاب في نظر العالم فمن المؤكد أن سيكون لهم ردة فعل قوية على ما حل بهم من تهجير وقتل وتخريب لمناطقهم  لكن المؤكد ايضاً انها لن تكون في صالحهم وصالح العراق ..فهم عودونا على التصرف بغير منطقية مع ما يجري من حولهم  فبعد عشر سنوات من شعارات التكبير الرنانه في الساحات العامة و الفضائيات  ارجو انهم تأكدوا  إن الجميع يبحث عن مصلحته وأن اﻻوان لهم ان يبحثوا عن مصالحهم … فلن يعطيهم احدٌ شيئاً.
اﻻكراد … كيف سيتعاملون مع واقع العراق الجديد وخصوصا بعد أن عادت اليهم ( قدس اﻻكراد ) كركوك وسط نشوى اﻻنتصارات المتﻻحقة لقواتهم العسكرية (البيشمركة) على قوات داعش واخرها تحرير سنجار من قبضة التنظيم … اظف الى ذلك الدعم الدولي السري والمعلن بكافة المجاﻻت وخصوصاً اﻻقتصادية والعسكرية منها لهم . سيسمح لﻻكرد بالتعامل مع الحكومة اﻻتحادية في بغداد بمدأ الند للند .! سيكونون مفاوضون اشداء مع كل اقرار للموازنة في كل عام .
التأثير اﻻيراني الكبير على القرار السياسي العراقي أيران ﻻزالت تربط مشاكلها وملفاتها العالقة مع العالم واﻻقليم بالعراق وكانه ظيعة تابعة للولي الفقيه .!
فكلنا شاهدنا اثناء اداء مراسيم زيارة اربعينية اﻻمام الحسين ( عليه السﻻم ) كيف استطاع اربعة مﻻيين ايراني الدخول الى العراق بدون جوازات وﻻ سمة دخول … وهي رسالة واضحة للجميع بأن الحرس الثوري اﻻيراني سيدخل متى شاء الى العراق وما عليه سوى كسر بوابات الدخول في المعابر الحدودية ..ولن يقف احداً في طريقهم .!!
إن اﻻيام القادمة او ما بعد داعش حُبلى بالكثير من المفاجأت … ونحن كعراقيين قد ترحم الكثير منا ( بصمت ) على ايام النظام السابق …لكن ما اخشاه ان يأتي يوم يترحم البعض منا فيه على ايام حُكم داعش (ﻻسامح الله ).