اعترف لك إني لست من المؤيدين لجلوسك على كرسي رئاسة الوزراء في بادئ الأمر رغم ان معرفتي بك لا تتجاوز عنوانك تحت قبة البرلمان وانتمائك لحزب الدعوة الذي أساء له زملائك وأولهم المالكي وحاشيته ، و كان ظني بك سيئاً إلى حد الاشمئزاز والإحباط ، واليأس في أن نجد عراقنا معافى لا تلتصق بجسده أدران الفساد وتشل حركته أمراض الفاسدين ، ويوم بعد آخر من الأيام المائة لقيادتك دفة الحكم تنجلي أمامي ضبابية موقفي منك وتتضح صورتك وعزيمتك على بناء دولة مؤسساتية يشترك فيها الجميع وتؤطرها النزاهة ، وما كشفك للفساد المستشري في المؤسسات المدنية والعسكرية خير دليل على قول ( لو خليت قلبت ) ، واليوم أعترف إني أخطأت الظن بعد أن قرأت عن تاريخك وسريرتك صفحات لا بأس بها لأن تكون قائداً لعراق الحرية والديمقراطية لكونك ( شبعان ) قبل أن تعود من المهجر على العكس من حثالات الغربة ممن عادوا وحوشاً ينهشون أجساد العراقيين ليشبعوا بطونهم بالسحت الحرام ويصنعوا ثروات من السرقة واغتصاب حقوق المواطن ويرتوون بدماء الأبرياء .
اعلم إن مهامك جسام وأعمالك متشعبة ومحاربتك للفساد لن ينتهي بأشهر وأيام لان التركة ثقيلة بحجم الجبال وأعانك الله فيما تنجز وتتصدى ، لكني أضع أمامك اليوم قضية لها اتصال مباشر بالله سبحانه وتعالى لما لها من أهمية قصوى لدى المواطن لا سيما كبير السن وعمليات سلب حقه في زيارة بيت الله الحرام ولقاء ربه العظيم ، على مدى عقد من الزمن حين تباع ولا زالت قرعة الحج في الدهاليز المظلمة وتقدم مقاعد الحج للمسؤولين الحكوميين والمتحزبين والتجار ورجال الأعمال والجلاوزة وأصحاب المشاريع غير المشروعة والمقربين من أصحاب القرار على طبق من ذهب ، وبالمقابل تظلم شيبتنا بصورة متواصلة وهم يمنون النفس في أن تكون خاتمة وجودهم الدنيوي في بيت الله الحرام من أموالهم الحلال رغم التكلفة الباهضة لكنها ليست كثيرة على مؤمن استطاع إليها سبيلاً .
دولة الرئيس ملف هيئة الحج والعمرة يجب ان يفتح على مصراعيه لتعرية المفسدين الذين لا ضمير حي وباتوا يبيعون ويشترون بـ (بيت الله) كيفما شاءوا ويفعلون ، بدليل الكروش المنتفخة للمسؤولين في الهيئة من مدراء عامين ومعاونيهم حين مارسوا السمسرة على مرأى ومسمع الجميع ومنهم ذلك الذي جاء زاحفاً من محافظة كربلاء المقدسة ويكنى بـ( السيد ) سالم ساهي كريم معاون مدير عام العلاقات ورسول الله وأهل بيت النبوة منه براء إلى يوم الدين ، والذي أصبح عراباً وأحد القراصنة المعتمدين في هيئة الحج والعمرة ، حققوا في ثروته وعقاراته وتفرعاتها في بغداد وكربلاء وآخر موديلات عجلاته ، قارنوا بين ماضيه المقشف وحاضره المتخم لتعرفوا حجم السرقة والبيع والشراء وظلمه لكبار السن ومظلوميتهم ، هذا غيض من فيض وكثيرين من على شاكلته لا زالوا يعيثون ببيت الله فساداً مقابل وسخ زائل وعلاقات مؤقتة لن تدوم طويلاً لان الله بالمرصاد لكل سارق ومغتصب ولن يأخذ ( سيد سالم ) معه سوى ردائه الأبيض والذي لن يحميه من عذاب القبر، فيا دولة الرئيس حقوق المواطن أمانة في أعناقك ومحاسبة المسؤولين السراق والمتلاعبين في هيئة الحج والعمرة واجب إلهي تُكلف به والأيام هي الفيصل بيننا وهل ستكون على قدر هذا الواجب ام ستؤكد لنا سوء الظن بك .