أذكر ان شاعرا ما اراد ان يأخذ الثار لمقتل ابيه الذي قتل على يد قبيلة من قبائل بني قومه فقصد بلادا أخرى فيها شعب أخر غير شعبه فذهب إلى مدائنهم وقصد عاصمتهم نفسها فلم يجد هناك الا التماطل والتجاهل ذلك أن مصالحهم لم تكن تتقابل في حينها مع الثأر من عدة قبائل عربية تقطن في بوادي الجزيرة العربية فأهملوه حتى أصيب بالمرض فمات هناك غريبا بعيدا عن شعبه وبني قومه وأرضه ، وهذا الشاعر لمن لا يعرف الحكاية هو امرؤ القيس وابوه هو الملك حجر بن عدي الكندي ملك كندة والذي قتل على يد احدى القبائل العربية ، إن اعادة قراءة هذه الحادثة التأريخية يجعلنا ندرك بأن الاستعانة بالغرب هو عمل لا ينم عن عقل او حكمة وعدم أمتلاك صاحبه للروح الوطنية ومن المؤكد بأن عواقبه لن تكون الا كل سوء ذلك ان الغرب اليوم يتعامل مع الاخرين على أساس مصالحه وعلى راس الغرب هي دولة الولايات المتحدة الاميركية والتي هي الوريث الشرعي للامبراطورية البيزنطية التي حيرت ذلك الشاعر العربي ولم تمنحه أكثر من المرض والموت ، فلماذا يتوقع اليوم بعض سياسيو وشيوخ العشائر في غرب العراق بأن تمد لهم الولايات المتحدة وحلفائها يد العون والمساعدة ما لم يكن ذلك لأهداف خبيثة لعل من أهمها هو تقسيم المنطقة كلها الى دويلات وأقاليم برتبة دول تتناحر فيما بينها من أجل ان تبقى ضعيفة ممزقة في الوقت الذي يظل الغرب والكيان الصهيوني الذي زرعه في وسط الامة الاسلامية في منأى عن كل هذا القتل والدمار والخراب ، ان من أغرب غرائب هذه الامة هو الدعوة التي تطلق في بعض المؤتمرات لمحاربة الارهاب بالارهاب ! ، فعلى سبيل المثال ما سمي مؤخرا بمؤتمر اربيل الذي أقيم من اجل دعم المشروعي الغربي في العراقي من اجل تأسيس أقليم سني – بعثي والذي حضرته الكثير من الشخصيات المطلوبة للقضاء العراقي وكثير ممن تلطخت ايديهم بدماء العراقيين وهم في حقيقة الامر من أكبر داعمي الارهاب في العراق وحتى في بقية دول المنطقة فهل يصح ان نحارب تنظيمات داعش وغيرها بهؤلاء ؟ ان الحقيقة التي قد يغفل عنها الجميع لوهلة ان الارهاب لا يقتصر على مجرد أسم ما يطلق عليه تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام وانما للارهاب أسماء اخرى كثيرة فعلى سبيل المثال لا الحصر هنالك جماعات .. النقشبندية ، الصداميين ، جبهة النصرة ، الاخوان المسلمين ، وغيرها الكثير ورجال مؤتمر أربيل – ان صح اللفظ وأمكننا ان نطلق على بعضهم اسم رجال ما هم ومؤتمرهم في حقيقة الامر الا محاولة لايجاد أسم جديد في عالم الارهاب الا وهو ( الحرس الوطني ) على غرار ما يسمى بالجيش السوري الحر في سوريا وجميع العراقيين يعرفون ذلك تمام المعرفة لكن البعض يتجاهل ذلك لاسباب طائفية او غيرها ، واذا كانت الولايات المتحدة وبأعتراف كبار قادتها هي التي أسست تنظيم داعش فكيف يتوقع البعض من الساسة السنة ممن باعوا ارضهم وعرضهم للغريب سواء أكان سعوديا أم شيشانيا ام صينيا أن يحصلوا على مكاسب بهذا المشروع الاسود وهل سيكف ياترى الغاصب والسارق والقاتل عن أغتصابه وسرقته وقتله لمجرد أن يحلق لحيته ويرتدي الزيتوني بدلا عن الاسود ويغير لقبه من داعشي إلى ( حرس وطني ) ؟ . وهل يتوهم البعض بأنهم وما أن يحققوا للغرب غاياته وما يطمح إليه من تقسيم للمنطقة وأستنزاف ثرواتها وقتل شعوبها أن يفعل معهم أكثر مما فعل مع ذلك الشاعر الامير المستجدي للقوة والملك من الأغراب ؟ .