24 ديسمبر، 2024 5:55 ص

وسامة عبعوب ووساخة بغداد

وسامة عبعوب ووساخة بغداد

عبعوبنا هذا هو أمين بغداد كان المفروض أن  يغادر موقعه قبل اليوم بستة أشهر , لا  بل المفروض أن يدخل السجن لما إقترف بحق بغداد , تلك العاصمة التي غنى لها الشعراء ودخلت بأحلام المطربين , بعد أن خرج من عبائتها أجيال من المفكرين والعلماء والشعراء , ولا تسأل عن الفن والغناء فقد أحتلت منزلة بين أخياتها  من العواصم العربية . كلنا نتذكر العام الماضي عندما غرقت بغداد بمياه الصرف الصحي ومياه الأمطار , وخرج السيد عبعوب مصرحا  أن هناك مؤامرة على الدولة العراقية بشخصه عندما سولت النوايا لبعض النفوس أن تضع صخرة بوزن 150 كيلوغرام وتسبب ذلك الغرق
 التاريخي لعاصمة نزحت من برجها العالي لتنطمر بأوحال سياسيها ومسؤولي خدماتها . وكما بلع المواطن أمواس رئيس الوزراء المالكي التي لا تعد بلعوا موس ناسيت عبعوب عبقري زمانه , ليصعد الرجل بعدها أمينا بعد أن كان وكيلا . على مبدأ الفاشلون يعاضدون الفاشلين ويهابون الناجحون  كي لا تجري المقارنة بين الأثنين .
 يكاد  المرء يصاب بالذهول للسر الذي يجعل أعلى سلطة في البلد لا تهتز  غيرتها  لأخطاء كارثية تتعدى الفرد والفردين لتشمل كذا مليون إنسان يقفون على أبواب القرن  الواحد والعشرين وهم ما زالوا يحلمون بماء صاف وخدمات بلدية معقولة  . يبدو أن النهج العراقي المرتبط بالتغيير الديمقراطي الجديد هو هكذا يريد للبلد كي يفر مثقفوه ومفكروه ويبقى حكامه ينعمون بالسحت والرذيلة التي يرونها فضيلة ويحسدون البلد الذي جاء بهم لينال على أيديهم مواطنوه نصيبهم من جنة الله بعد أن يصلوهم بجهنهم  بإسم الدين والطائفة , ويخرج من لا يستحي ويتحدث عن أفضال وعبقرية
 ولي العصر .
واحد من قشمرية مرحلة المالكي التي فاقت  مراحل العراق رداءة وخسة مسؤوليها  عبعوب . يبدو هذا الرجل كقرقوز وهو يطل بين فترة وأخرى ببدلاته العسكرية المرقطة كي يثبت أنه عندما يقفز على العرف فإن به قدرات القوات الخاصة , والغربب أنه كلما خرج أثار حفيظة المشاهد القاريء , لأنه واثق من نفسه لا يسمح لمن يعطيه نصيحة , شأنه شأن أي دكتاتور معتمدا على عبقريته وجاعلا من سيده رئيس الوزراء إنموذجا  له  والمدهش أن قنوات كثيرة يستهويها أن تقابله ربما بقصد مادي بإعتبار أن دائرته خدمية  , أو رغبة منها للترفيه عن الناس المكبوتين بين أخبار داعش
 والميليشيات التي إنضوت تحت الحشد الشعبي من منطلق طائفي كي تسد أمام القيادة الدينية فرصة الوقوف مع العراقيين سنة وشيعة وهم لا  يريدون ذلك فالعراق من وجهة نظرهم عراق الشيعة , وتلك أجندة يزقها من خارج الحدود من خلق هذه الميليشيات وخطط لها أدواراً تدميرية لبلد نصف سكانه من طوائف وملل وأديان مختلفة . وعبعوبنا هذا هو عصارة هذا النهج … في مقابلات متلاحقة يعرض القرقوش نفسه على المشاهد كدون  جوان متباهيا بجماله وإنشداد نساء الصين إليه ولا كأن في الصين جمال من أمثال  جاكي شان وروبن شو وبروسي شو تحرص النساء لإلتقاط صور لاطفالهن معهم ولهذا
 كن بإنتظار هذا الغراب الذي يرى نفسه طاووسا كي يصورن أنفسهن وأطفالهن معه , والأدهى والأمر أن أمين طهران كاد يموت قهرا لأنه لم يحظ بمثل ما حظي به عبعوب الغراب , ولأن العراقين لا يفوتهم هذا الهراء سرعان ما عرض أحدهم صورة عبعوب وصورة أمين طهران وطلب من الفتيات أن يقلن رأيهن بمن هو الأجمل . حتى أن المذيعة تلقت إجاباته بإستهزاء واضح والغراب يضحك منتشياَ وكان قبلها قد خرج قبل ذلك بتحدي أن بغداد أقل فسادا من اليابان وأنها  أفضل من دبي وواشنطن ولما إستغرب المذيع ذلك منه رد :  وماذا فيها واشنطن غير ناطحات سحاب . لوكان عبعوب مديرا عاما في دائرة
 فيها وزير عراقي بحق لسحق رأسه بالحذاء على هذه التصريحات وبما أن أمانة بغداد بمسؤولية مجلس الوزراء فتلك مهمة السيد رئيس الوزراء  .