لقد أرسل ألله سبحانهٌ وتعالى رسوله ألكريم محمد بن عبدالله (ص) للناس كافةً بشيراً و نذيراً و إن كان انطلاق رسالتهٌ من جزيرة ألعرب لكن هدفها كان لكل ألعالم و عموم ألبشر.
قال ألله سبحانه و تعالى في كتابه ألكريم: (قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ). (سورة ألاعراف, الآية 158)
إن ألله سبحانه و تعالى يؤكد في هذه ألآية و حدانية ألله سبحانه ألذي أرسل رسوله ألخاتم للناس جميعاً لعالم واحد متعدد ألأجزاء يوحده ألله ألواحد و ألرسالة ألواحدة, لا فرق بين أعجمي و عربي و لا فرق بين أرض و أرض و لا فرق بين شعب و شعب.
و هذا ما نلاحظه في ألآيات ألقرآنيه ألتاليه:
قال الله تعالى:)وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ(.(سورة سبأ, الآية 28).
قال الله تعالى:)تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا(.(سورة ألفرقان, الآية 1).
قال ألله تعالى:(إِنَّ إِلَـهَكُمْ لَوَاحِدٌ * رَّبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ).(سورة ألصافات,الآية 4,5)
ألله سبحانه و تعالى يتحدث بهذه ألشمولية و ألعالمية و لم يفضل شعب على شعب و لا أرض على أرض. لقد فضل ألله سبحانه شعب من ألشعوب في يوم من ألأيام و ذلك لأنهم كانوا يعملون ألصالحات و عندما توقفوا , توقف ألتفضيل. أما بألنسبه للأرض فأنها جماد و غير متحركه نحو ألأفضل أو ألأسوء إلا بمتحرك ألذي هو ألحيوان أو ألانسان. قد تكون هذه ألأرض غابة تملأها ألوحوش ألكاسرة و تجعلها أسوء قطعة أرض و قد تكون جنة تملأها ألأشجار ألمثمرة و ألحدائق ألغناء ألتي تفنن ألأنسان في زراعتها.
بعد 1400 سنة من ألبعثة ألنبوية ألشريفة و بعد كل ألخلافات و ألحروب ألتي حدثت و بعد تفرق ألأمة ألى فرق و شعب, تفننت كل فرقه و شعبه بأضافة خصوصية الى فرقتها لتتميز عن غيرها و لتنفرد بألتقرب من ألجنة أو تٌبعد أختها.
لقد قامت شيعة أهل ألبيت في ألعراق و شيعة بعض ألدول ألمجاورة في تقاسم ألنفوذ, منا ألأرض و منكم ألرجال. فألأرض ألمحيطة بقبر ألأمام أفضل أرض و يستحب ألسجود عليها في ألصلاة و أفضل أرض لدفن ألأموات و أفضل أرض يٌحج أليها وإلى آخره من ألميزات , لقد أسهبوا في ذكر ألروايات ألتي تذكر خصوصيتها و فضلها ألى درجة أعتبروا ألأمام ألمدفون في خراسان بغريب ألغرباء كما تقول ألزيارة ألمشهورة أمعاناً في ألمحلية.
لكوني أسكن في هذه ألأرض و أزور ألأمام ألمدفون فيها سأُمنح حسنات أكثر و يغفر لي ربي سيئات أكثر و سأمنح أفضليه على غيري لأن وسيطي يوم ألقيامه هو ألأمام ألذي زرتٌ قبره يوم من ألأيام. و أذا متٌ و دفنت قرب قبره سيتوسط لي عند ألله ليدخلني ألجنه حتى لو كان معدلي ألنهائي لا يؤهلني لذلك , فاذاً هذه ألميزه خاصة لأهل ألأرض أو للأغنياء ألذين يملكون ألمال للقدوم ألى هذه ألأرض لزيارة ألأمام , أما ألذي يسكن في أرض ألله ألواسعة و ألفقير ألذي لا يملك ألمال أللازم للقدوم للزياره, فيجب عليه أن يقوم بجهد أكبر للتقرب ألى ألله عسى أن ينال ألرضوان و الا فهو محروم لا محالة من ألجنة.
إن ألدين لله و لكي يٌعبد كما يريد هو سبحانة يجب أن تكون عبادتنا خالصة له و أن نتبعد بكل حرصنا عن ألشبهة و أن لا نكون سبباً لإبعاد ألناس عن دين ألله بأنانيتنا و نكون أخطر على ألدين من أعداء ألدين!
وجود قبر ألأمام في أرض من ألأراضي و إن كانت ميزة, فيجب أن تٌفهم على إن وجوده بيننا يذكرنا دائماً بألله سبحانه و بألأسلام أذ إن ألأمام هو ألقدوه ألتي ضرب ألله لنا به ألمثل.
علينا أن نفهم أن ألشفاعة ليست ألواسطة ألتي تأخذ ألعاصي إلى ألجنة, بل هي ألدليل إلى ألطريق ألذي مشى عليه ألامام ألذي بدون جهد ألماشي ألحثيث على هذا ألطريق لايمكنه ألوصول. فشفاعة ألإمام هي أن تعرفنا ألطريق ألصحيح ألى ألله بأقواله وأفعاله, فعدم معرفتنا بلإمام ألصحيح لاتمكننا من معرفة ألطريق ألصحيح, أما باقي ألعمل فمنوط بألأنسان ألذي وإن مشى على ألطريق بجهده و صدقه نجى وإن وقف أو رجع هلك.
بعقلية ألتاجر لقد قام ألقيمون على ألدين من جلب ألانتباه ألى تجارتهم و صنعوا مكاناً إلى هذه ألتجارة و إن لم يكن لها مكان, و لكن هو تقليداً كما لأصحاب ألتجارات ألاخرى. ألشاي له مكان و كما هو معروف ألشاي ألسيلاني أحسن ألانواع, و ألقهوة لها مكان, و السجاد ألفاخر له مكان و الى أخره من أنواع ألبضائع. و لا عجب أن يحدث ذلك لأن أغلب الأماكن ألمقدسة هي أماكن تجارية و مسكونة بأنواع ألتجار ألمحترفين و من ألطبيعي أن ينعكس ذلك على ألدين و يكون له تُجارَهُ.