جاءت لحظة الحقيقة ودق ناقوس الخطر, وها هو العراق يحتضر بين مفخخات داعش وحراب السراق, وفساد المسؤولين, حتى القضاء تسيس, وذمة الإعلام بيعت بإبخس الأثمان أي عراق باق.
الشعب واقف وقفة صمت على روحك يا بلدي, لم يحتضنك لحدٌ أو تدفن في أرضٍ, بل ستموت وتدفن بقلوب محبيك.
ساكتب فيك شعرا للرثاء كالخنساء, وأروي حكايات ألف جريمة وجريمة كشهرزاد, فقد أصبحت عنوانا للموت والألم, أرادوا أن يقتلوك فقتلوك ولم يتركوا لنا الخيار سوى أن ننعى أنفسنا بأنفسنا, فأشباه الرجال قد حكمت وثلة من الفساق تسلقوا فوق أكتافك وتحكموا بخيراتك, فأمسيت وحيدا بين قطيع الذئاب.
تناسوا هويتهم واعتنقوا المذاهب والقوميات وأتخذوها حجة لينحروك, فتبا لساسة ليسوا بساسة وتبا لرجال ليسوا برجال, يتهامسون بالألقاب ويتاجرون بعقيدتهم, ويدّعون عراقيتهم وهم ثلة من النخاسين, باعوا أعراضهم قبل أن يبيعوك فلعنة الباري على (تحزبهم), ويدّعون عراقيتهم وهم خونة أنذال بلا ضمير أو رحمة, فلعنة الباري على (تعصبهم), ويدّعون عراقيتهم وهم مرتزقة تافهين فلعنة الباري على (أنتمائهم), فأنت أغلى من كل الألقاب وأكبر من المسميات, فأنت العراق يا بلدي.
وضعوا شعبك ياعراق على مشرعة التاريخ وقطعوا كفيه, ورموه بسهم في عينيه وعاملوه كآل أمية, عندما قتلوا العباس وأنت الحسين في مبادئك وكرمك وعزتك وإبائك, وسلموك لحفيد معاوية (ابو بكر البغدادي) ليقطع رأسك ويحمله فوق رمح الغدر, ويجوب بك بين البلدان مفتخراً, بأن رأس العراق كرأس الحسين, فالعراق خرج طالباً الكرامة والأمان والعزة والحسين قد خرج طالبا الإصلاح في دين جده, فكلاهما مذنبان, فقطع الرأس جزاءهما العادل!.
حكم الغاب صار ديدنهم والموت دينهم, فسحقاً لدين الموت والتهجير, وسحقا لحكم الظلم والإستبداد ياعبدة الدنانير, فلتذهبوا ونظفوا مؤخراتكم من بزر الشياطين, وأتركوا العراق.
لا لن يخضع شعبٌ مثل شعب العراق حتى لو قطعّتم جسده الى ألف ألف ذرة, ورميتم كل قطعة في بلد, سينتفض ويحاسبكم ويصرخ بوجوهكم, كفى أيها القتلة, فعزرائيل قد أصابه الجزع من حصد أرواحنا, كفى أيها السفلة ألم تمتلأ بطونكم والشعب جياع, كفى أيها الطائفيين الزنادقة ألم تكتفوا من زرع الحقد بين العباس والحسين!.