ما يدور هذه ألايام من حديث وتكهنات حول طبيعة العلاقة المستقبلية بين دمشق -القاهرة -طهران ,مازال يدور بأطار التحليلات والتكهنات ,,فالمرحلة المقبلة ستشهد على ألاغلب تطورات كبيرة ستعيشها المنطقة ككل .
ففي ظل تطورات “خطيرة” و متلاحقة تعيشها المنطقة ككل وفي ظل واقع سياسي وامني ساخن يفرض وجوده بقوه بالمنطقة ومن منطلق ان السياسة هي من تحرك مصالح قوى الاقليم وبما ان السياسة هي ولغة المصالح هي من تحرك اغلب قوى الاقليم، وفي ظل غياب شبه كامل للمبادئ ألانسانية والسبب هو حالة الفوضى بالاقليم ، وبديلها هنا هو السياسة التي تدفع الان وبقوه كل دول المنطقة للبحث عن حلول “مرحلية” تقيها من أتون نار متسارعة ,,ومخططات صهيو –أمريكية ,قذره,وهدفها هو أغراق المنطقة ككل بجحيم الفوضى، فلهذا فمن الطبيعي ان نسمع عن نشوء تقارب بالرؤى والاراء بين بعض القوى الفاعلة بالاقليم، والهدف هذه المره هو تفادي السقوط العميق بجحيم هذه الازمات التي تمر بها المنطقة بشكل عام، والهروب من بعض الازمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية الداخلية التي تمر بها بعض الدول بالمنطقة ، وهذه العوامل بدورها هي من أسست لتبلور معالم تقارب جديد بين كل من دمشق –القاهرة –طهران .
ومع هذا التقارب “المرحلي” الذي بدأت تتضح معالمه حاليآ، فمن الطبيعي أن نرئ كنتيجة اولية لهذا التحالف بين الحين والاخربعض التقارب بالاراء بين العواصم الثلاثة في مجموعة ملفات اقليمية،، أمنية وسياسية ،،، والسبب بذلك هو تجاوزمرحلة الخلافات التي تركها النظام الاخواني المصري المعزول بين دمشق والقاهرة تحديدآ ,, فيما يخص تقاطع المصالح بين الاستراتيجية الإقليمية للنظام المصري الذي يسعى ألى الصعود بقوة الى مصاف القوى الفاعلة بالاقليم، والنظامين السوري والايراني الذان يسعيان جاهدين لتجاوز المرحلة الحالية والصعبة التي تمر بها الدولة السورية تحديدآ.
وبالطبع هنا تجدر الاشاره الى ان هذا التقارب أن تم فعلآ فسيكون هذا التقارب عنوانآ لمرحلة جديدة لكل أحداث المنطقة وسيخلط أوراق الاقليم ككل من جديد،، وسيؤثربشكل بناء على مسار وضع الحلول لفوضى الاقليم بشكل عام،، ولكن هناك محددات لشكل هذا التقارب وطبيعته،، فمع الحديث عن تبلور نقاط التقاء سورية- مصرية-ايرانية،، برز الدور السعودي المعارض من ألاساس لفكرة التقارب هذه.
ومع زيادة الضغط السعودي على النظام المصري بخصوص منع فكرة التقارب مع طهران –دمشق ، ومع زيادة حجم الفوضى والارهاب بالدولة المصرية والمنطقة بشكل عام، ومع تكرار حديث بعض صناع القرارالمصريين، عن وجوب تخلي مصر عن المرجعية السعودية، والتوجة السريع نحو طهران ودمشق، وحديثهم عن وجوب وجود دور سوري – أيراني – مصري بالمنطقة ككل للمساعدة بأخماد نار الحروب الطائفية والمذهبية بالمنطقة، تبرز ألى الواجهة هنا حقيقة أن النظام المصري “المقيد خليجيآ ” قرر تدريجيآ الخروج من تحت عباءة الخليج والسعودية تحديدآ، والتوسع بتحالفاته مع دول ألاقليم الفاعلة،، فهناك اليوم حقائق جديده وخفايا بدأت تظهر على ارض الواقع وهذه الحقائق والخفايا تقول ان كلا الدولتين المصرية والسورية اصبحتا الان تعيشان بوضع مشترك ونموذج واحد ساخن امنيآ وسياسيآ واقتصاديآ.
وهذا ماولد بدوره نوعآ من التقارب بالاراء نوعآ ما بخصوص الملفات الساخنة بالاقليم ككل فهذه الملفات بشكل خاص وضعتا “كلا الدولتين” في خانة التناقض بالفتره الماضية ولكن المرحلة الحالية ونظرآ لصعوبتها وتغير نهج وطريقة وطبيعة ورموز نظام الحكم بمصر وتطور وتلاحق الاحداث بالمنطقة هي من جمعت كلا “النظامين” بأن يكون هناك حالة من التقارب بالاراء والرؤئ بين البلدين، ولو “مرحليآ” ،،لحين أكتمال معالم المشهد الاقليمي .
وبالنهاية، فهناك اليوم حقيقة لايمكن انكارها وهي أن دمشق –القاهرة –طهران قد دفعن الثمن ألاكبر أكثر من غيرهم بسبب فوضى الربيع العربي، على اعتبار أنهن، قد خسرتا الكثير من أوراق القوة لهما بالاقليم، ومع أن المراقبون يعتبرون أن دمشق –القاهرة –طهران يملكن من الأوراق ما يجعلهم قادرين على أنقاذ المنطقة ككل من جحيم الفوضى،، ألا أن مطمح النظام والدولة السعودية في أن تكون دولة محورية بالمنطقة العربية، قد يحد نوعآ ما من التقارب المصري –السوري-ألايراني ، إلا أن مسار الأزمة السورية المستمرة إلى الآن، ودور مصر الاقليمي المستقبلي،، والوضع باليمن،، وفرضيات التطورات المتوقعة بالوضع العراقي،، هي بمجملها من ستكشف، حسب المراقبين، مدى ثقل كل من سورية ومصر وايران والسعودية بالمرحلة المقبلة …..