لا أدري لماذا أجد نفسي مقتنعا ومصدّقا لكل كلمة يكتبها الدكتور عبد الخالق حسين , هل لصدق اللهجة والأمانة في النقل علاقة في هذا الأمر ؟ أم هي قوة المنطق والحجة ؟ أم في المشاعر التي تفوح صدّقا ووطنية ؟ أم في النضج والوعي العالي لما يدور من أحداث في الساحة السياسية العراقية ؟ أم في استقلال الرأي وابتعاده عن التجاذبات الحزبية والفئوية ؟ أم لهذه الاسباب مجتمعة ؟ ففي كل مرة اقرأ فيها مقالا للدكتور عبد الخالق حسين ينتابني شعور أنّ هذا الرجل يغوص في أعماق وجداني وضميري , وأشعر أنّي وإياه في حالة شعورية ووجدانية واحدة , فنحن نشترك بفهم واحد ورؤية واحدة لما يدور حولنا من أحداث , فمقاله الرائع ( لماذا فشل المالكي في إطلاق أبنه وأمواله المحتجزة في لبنان ) مساهمة جديدة تضاف إلى مسهماته الوطنية والمخلصة التي تعالج قضايا الوطن وهمومه , وهو في ذات الوقت صفعة قوية لموجة الأكاذيب والافتراءات التي يتعرّض لها رئيس الوزراء السابق السيد نوري المالكي والتي تشّنها بعض الفضائيات ووسائل الإعلام الصفراء وبعض الكتّاب المأجورين الذيت اعتادوا على العيش على هذه الأكاذيب والافتراءات .
وما تحدّث به الدكتور عبد الخالق حسين في مقاله الرائع , قد جاء في الوقت المناسب , فحملة الأكاذيب والافتراءات الظالمة التي يتعرّض لها السيد المالكي تستهدف بالأساس المواقف الوطنية الصلبة والشجاعة التي تبّناها خلال فترة حكمه , وتشويهها والانقضاض عليها , ومحاولة إلصاق فساد النظام السياسي والعملية السياسية القائمة على أساس المحاصصات الطائفية والقومية والدستور المملوء بالألغام , به تحديدا وتحميله لوحده فساد نظام بأكمله , فها هم رموز الفساد وأساطينه يقودون الدولة من جديد ويرفعون شعارات التغيير ومحاربة الفساد كذبا وخداعا لله والناس والوطن , فالفساد لا يحارب بالفاسدين , والتغيير لا يعني الخضوع للابتزازات والتسليم الكامل لها , فأي تغيير هذا الذي يسرق من ثروات أبناء الوسط والجنوب ويعطيها لمسعود وحكومته الساعية بقوة للانفصال عن الجسد العراقي ؟ وأي اتفاقات مذّلة ومهينة تلك التي تهادن الإرهابيين وتختبأ وراء شعارات المصالحة الوطنية ورفع ( التهميش ) عن أبناء المكوّن المهمّش زورا وكذبا ؟ وهل اصبح قول الحقيقة سبّة يحارب بها الوطنيون والمخلصون لبلدهم وشعبهم وتوّجة لهم الاتهامات القذرة ؟ فالأقلام الحرّة والشريفة أمثال الدكتور عبد الخالق حسين ستبقى راية خفّاقة في سماء الإعلام الحر والنزيه .