24 ديسمبر، 2024 5:34 ص

سويسرا البلد الشهير في صناعة الساعات, فيها مدارس تقنية لهذه الصناعة, تقدم دورات تكوين لمدة عامين, ينتهي بالحصول على شهادة تكوين مهني فيدرالي, هذا إضافةً إلى التكوين التقليدي, الذي يستمر لأربعة أعوام, بالنسبة للحرفي المختص في تغليف الساعات, أو ثلاثة أعوام للمختص في التطبيقات, وقد أتاح هذا التكوين للشباب, الذين ليس لديهم مستوى دراسيٍّ عالٍ, برفدهم كأيدٍ عاملةٍ تلبي حاجيات القطاع, مثلما يقول “جون مارك ماتي” المدرب بالثانوية التقنية, في مدينة بيل ـ بيان السويسرية.
بينما يتميز المواطن العراقي, كونه الوحيد في العالم, يفهم في كل شيء, ليقدم المشورة في إختصاصات متعددة, دون الولوج إلى أكاديمياتٍ متخصصةٍ, والبحث والدراسة, وسهر الليالي لطلب العلا, فعند الشروع ببناء بيت مثلاً, تأتيك خرائط متنوعةٍ, من شتى أصناف المجتمع, ليرسموا لك ما تحب من خارطة, أما إذا تم وضع أول حجر أساس للبناء, تجدهم يأتون بمقترحاتهم الطيبة, النابعة عن نية التعاون, التي أخطئوا بإستخدامها.
ليست كل النوايا سليمة, فهنالك من له مأرب أخرى, هل جربت أن دخلت إلى بعض الصيدليات, وتجد سماعة إذن الطبيب, يرتديها الصيدلاني, وقياس ضغط الدم, وزرق الإبر, وتشخيص الأمراض المزمنة, وصرف الدواء من دون وصفةٍ تذكر, لتطبيق معادلة (لو بالهدف لو بالنجف) في مؤتمر (مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد) تحت شعار “إستثمار الأجسام, لركوب الأنعام”.
أما المضمد؛ حكاية, أتذكر مرَّةٍ أُصبت بزكامٍ شديد, فإصطحبني صديقي إليه, الذي لم أصدق مبالغته به, وعند وصولنا رأيت عجباً, الطابور مزدحم بمختلف الفئات العمرية, وأنواع الأمراض؛ لوهلةٍ خرج إنسان معصب الرأس, أُجريت له عمليةٍ صغرى, والعيادة عبارة عن محل تجاري صغير, كأنه مذخراً للأدوية.
قلت لصديقي ما هذا! قال ضاحكاً: (الحلاق حنون المضمد) في مسلسل (بيت الطين), سمع كلامنا رجلٌ كبير, وقال: (هذا مضمدنا مثل ريسنا, أخذهَ فلاحه ملاجه! داخلية ودفاع ومخابرات, وقائد عام, تاليهَ لا صايه ولا صُرمايَ).
بعدها أخرج من جيبه, ساعةً دائريةً قديمةً, وقال أنه موعد الصلاة, سأدعو ربي وهو يشفيني, ما دفع بصديقي المهووس بالساعات, بالسؤال عن نوعها فقال: سويسرية.