19 ديسمبر، 2024 1:10 م

الحسين بريء من الفاسدين

الحسين بريء من الفاسدين

لعل الكثير من السياسيين العراقيين يجيدون تمام الاجادة التظاهر بالاستقامة والفضيلة والالتزام بتعاليم الدين الحنيف أمام شعبهم – حتى أنه مما يؤسف له أنه لم يتم أكتشاف قدراتهم على التمثيل من قبل كبار المخرجين العالميين – وذلك التظاهر أن دل على شيء فأنما يدل على غباء هؤلاء الذين يبدو وكانهم لا يعرفون بأنهم يعيشون مع شعب يعرف كل الاسرار والخبايا ويقرأ ما بين السطور ولكن ومع الاسف الشديد فأن هذا الشعب لا يعرف كيف يوحد كلمته ويعاقب كل الفاسدين على كثرتهم ، ولعل أولئك الفاسدين لا زالوا يعتقدون بأننا لا زلنا نعيش في الاربعينات او الخمسينات من القرن الماضي حيث كان أغلب الناس بسطاء ولا علم لهم بكل ما يحدث تحت الطاولة ومن وراء الاستار والابواب الغلقة ، ومع كل مناسبة دينية يطل علينا عدد لا بأس به من المسؤوليين والقادة السياسيين ليبدوا وكأنهم قادة دينيين في نفس الوقت ربما لتعيزز النفوذ والسلطات ، وكم فوجئت بهذا العدد من المسؤولين وهم يطلوا علينا من مختلف وسائل الاعلام والفضائيات العراقية ليدلو كل منهم بدلوه وليتحدث عن ثورة ابي الاحرار تزامنا مع ذكرى الاربعينية ،
فهل يعرف أحد منهم حقا ما هي ثورة الامام الحسين وما هي اهدافها ومبادئها ؟ ، وهل يدركوا حجم المسؤولية التي بين أيديهم ؟ هل تجول أحد منهم في احياء بغداد الفقيرة وما فيها من عشوائيات ومناطق بائسة لا تصلح لسكن البشر فيها ؟ وهل تجول أحد منهم في الدوائر والمستشفيات الحكومية ليعرفوا كم يعاني المواطن العراقي البسيط من المراجعة والمعاملة التي يتلقاها هناك وكم أصبحت الحياة صعبة في هذا البلد الذي يحكموه ويمسك كل منهم منصبا كبيرا فيه ؟ ، أن الامر لا يتجاوز أحد احتمالين فأما أن يكون هؤلاء المسؤولين سذجا وعلى نياتهم وهذا ما أشك فيه اذ أن شخصا يتسلم مركزا مهما في قيادة البلد يستحيل أن يكون ساذجا مما يرجح الاحتمال الثاني وهو كونهم مرائين و محتالين من الطراز الاول وإلا كيف نفسر أن يخرج أكثر من مسؤول في بلد مثل العراق بلغ فيه الفساد المالي و الاداري إلى مستويات كبيرة بحيث جعل المنظمات العالمية تخرج من صمتها لتتحدث عنه ثم يطل علينا أولئك المسؤولين ليتحدثوا لنا عن ثورة الامام الحسين ( ع ) والذي قال ما خرجت إلا لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله ( ص ) فأين هم من الاصلاح ؟ وشعب العراق يعاني ما يعانيه من الارهاب وما يرتكبه من جرائم أبادة جماعية بحقه وتهجيره وكذلك الفقر والحرمان الذي تعانيه طبقات واسعة من الشعب العراقي في وقت ينعم فيه أولئك المسؤولين بخيرات العراق وثرواته حتى جنى البعض منهم ثروات طائلة وبنوا القصور والعمارات بعد ان كانوا لا يمتلكون شيئا فهل في ذلك شيء من الاصلاح ؟ وبعد كل ما جرى وعجز المسؤولين عن حماية شعبهم مع مؤسسات ينخرها الفساد فأين محاسبة المقصرين ولم لا نسمع يوما عن أستقالة مسؤول في الحكومة على غرار ما يحصل في الدول ( الكافرة ) التي يستقيل المسؤول فيها لمجرد أخفاق بسيط فكيف بمن يخفق هذه الاخفاقات الكبيرة ؟ ، أن الشعب العراقي يحتاج إلى قراءة جيدة لثورة ابي الاحرار الحسين ( ع ) ليدرك بأن الذكرى تستدعي بالاضافة إلى احياء الشعائر الدينية المطالبة بالحقوق المسلوبة ومحاسبة الفاسدين .

أحدث المقالات

أحدث المقالات