-1-
في كتب الأدب ، حزمة من القضايا والحكايا عن الطفيليين …
من هم الطفيليون ؟
انهم الذين يمتلكون حاسة شَمٍّ مرهفة، تقودهم للحضور الى المآدب والولائم الدسمة ، من دون أنْ يكونوا من المدعوين اليها ..
وغالباً ما يُحرج أصحاب الولائم، حين يداهمهم الطفيليون ويضطرون للاغضاء ..!!
-2-
واذا كانت شريحة الطفيليين آخذة بالانقراض في ايامنا الراهنة ، فانّ هناك طفيليين في عالم السياسة يزدادون يوماً بعد يوم ..!!
والطفيلي في السياسة أعظم خطراً من الطفيلي التقليدي بكثير …
لان هذا الأخير لا يُعنى إلاّ باشباع بطنه …
وأما الأول فهو لا يكفّ عن أنْ يدسَّ أنفه في الصغير والكبير من الأمور..!!
وهنا تكمن الطامة …
-3-
حُكي عن بعض الطفيليين قولُه :
” أحفظ من القرآن آية واحدة ،
ومن الحديث خبراً واحداً ،
ومن الشعر بيتا واحداً ،
أمّا الآية فقوله تعالى :
” أتنا غداءَنا ” الكهف /62
وأما الحديث فما رواه الثقات :
” انّ التمكّن على المائدة خيرٌ من زيادة لونيْن “
وأما الشِعْر فقولُه :
نزوركُم لا نكافيكم بجفوتِكُم
إنّ المحبّ اذا لَمْ يُستَزَرْ زارا
لقد كشف هذا الطفيلي بكل صدق ، عن انه مسكون بحبه للطعام ، لا يحفظ الاّ ماكان له صلة بمحبوبه …!!
وليس معنيّاً بشيء آخر على الاطلاق …
لقد كانت ” مِعْدتُه ” الوتر الذي يعزف عليه كل ألحانِهِ ..!!
-4-
أمّا طفيليو السياسة – وما أكثرهم هذه الأيام – فهم يدافعون – وبكل حماس- عن الفاشلين والفاسدين .
ويتوعدون البلاد بالخراب اذا ما اتجهت الأنظار الى الاصلاح واستمرت عمليات التمشيط والتطهير ..!!
ويستبيحون اختراق الخطوط الحمراء كلها .
-5-
إنَّ الطفيليين في عالم السياسة ،ممتدون عمودياً وأفقيا بشكل مرعب رهيب ..!!
-6-
ولقد مني العراق بما مُني به، من ويلات ومصائب ، وصلتْ الى حد اجتياح الأوغاد من داعش ، أراضيه والفتك بمواطنيه ، وايقاع أبشع
الجرائم بهم ، وسبي الحرائر وبيعهم في سوق النخاسة، بسبب الكمّ الهائل من الطفليين الذين راق لهم أنْ يبتعد ذوو الخبرة والتجربة والقدرة على النهوض بالمسؤوليات، وأنْ يهمّشوا، وكبدونا أفدح الخسائر في شتى الحقول والمجالات .
-7-
إنّ عملية التغيير للواقع الفاسد ، لا مندوحة عنها ، ولابُدَّ ان تتسارع خطواتها على رغم أناف الرافضين من الطفيليين والمعاندين .