ورد في الحديث الشريف( إن الرسول، عليه وعلى آله الصلاة والسلام، إستعمل رجلا من الأزد، على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، قال: فهلا جلس في بيت أبيه، أو بيت أمه، فينظر يهدى له أم لا، والذي نفسي بيده، لا يأخذ أحد منه شيئا، إلا جاء به يوم القيامة، يحمله على رقبته، إن كان بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر، ثم رفع يديه، حتى رأينا عُفرة إبطيه، اللهم هل بلغت، اللهم هل بلغت ثلاثا).
العراق بلد لم ينصفه حكامه إلا ما ندر، كان في نظرهم كعكة لذيذة، سال لها لعابهم، فإلتهموها بشراهة، فلم تشبع منها بطونهم، وتقول هل من مزيد! كما إعتبروا العراق ملكا لهم، ورثوه عن آبائهم.
دُهش كثير من العراقيين، بل صُدمو لما تم كشفه، من فساد الحكومة السابقة، والفضائح المتتالية، واحدة بعد أخرى، ومن قادة كانوا مقدسين في إعتقادهم، يطيعونهم، أكثر مما يطيعون مراجعهم الدينية؛ فقد أعجبوا بخطبهم الحماسية الفارغة، وكلامهم المعسول.
قبل مدة قصيرة من الزمن، أستنجد المسؤولون الأمنييون، بالقوات الأمريكية؛ لإغاثة النازحين المحاصرين في سنجار وغيرها، فكان جوابهم، أنهم سلموا العراق، قبل عامين طائرتين، من طراز C130، يمكن أن تقوم بتلك المهام، فتبين أن واحدة من تلك الطائرات، كانت بحوزة المالكي، كان يتنقل بها، في سفراته الداخلية، والأخرى لم تستخدم، والأسباب مجهولة!
لم تنته قصة الطائرة بعد، فتبين وجود طائرة مدنية أخرى، كانت بحوزة المالكي، يستخدمها لسفراته الخارجية،تم كشف الأمر، بعد أن طالبت وزارة النقل، بتسلم تلك الطائرة، التي رفض المالكي تسليمها؛ معتبرا أنها هدية أهديت له، من الجانب الإيراني، وإنه سجلها بإسمه! ونقول لصاحب الهدية، ألا جلس في بيته، فننظر أيهدى له أم لا!.
بعد أن يأست وزارة النقل، من إسترجاع الطائرة المختطفة، لجأوا الى مجلس الوزراء، الذي أصدر قرارا جريئا، بإعادة تلك الطائرة.
قصة الطائرة المغتصبة، لن تكون الحلقة الأخيرة، من مسلسل عنوانه ” الفساد ومكافحته”؛ فلذلك المسلسل أجزاء عديدة، إستمر عقد من الزمن ،وسننتظر الحلقة الأخيرة بشوق ولهفة.