أصدر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” المتشدد بياناً موجه لأهالي قضاء حديثة بمحافظة الانبار غرب العراق، يدعوهم فيه لمغادرة المدينة، محذرين إياهم من مغبة البقاء لاقتراب ساعة الصفر لمهاجمة القضاء، بحسب البيان.
ويبدو أن تنظيم “داعش” أيقن أخيراً عدم فاعلية الحصار الذي ضربه على مدى أكثر من ثمانية أشهر على قضاء حديثة (260 كم غرب العاصمة بغداد) – ذات الأغلبية السنية – ولذلك قرر اقتحامها.
وقال التنظيم المتشدد في بيانه الذي اطلعت عليه شبكة “إرم” الإخبارية إن “على أهالي قضاء حديثة مغادرة المدينة خشية تعرضهم لقصف الهاونات والصواريخ حين تتقرر ساعة الصفر لاقتحام المدينة، وسنعرض المدينة لحصار شديد وسنمنع دخول أي مواد غذائية منذ اليوم للمدينة”.
وحذر التنظيم العوائل من البقاء بالمدينة، وأن من يبقى مع من وصفهم بالمرتدين من الجيش والشرطة يعني أنهم معهم وأن الحصار سيكون خانقا جدا وأنه لا مفر من اقتحام الناحية”.
حديثة تلك المدينة الصغيرة الغافية على ضفاف نهر الفرات تُعَدّ من أهم المدن الحيوية التي يحاول “داعش” السيطرة عليها لاحتوائها على سد تقع خلفه بحيرة ضخمة، وتتحكم بوابات السد بنهر الفرات الممتد إلى مناطق الوسط والجنوب و100 ألف نسمة من سكان المدينة نفسها.
ويحاول تنظيم “داعش” ومنذ نكسة العاشر من حزيران/يونيو وسيطرته على العديد من المدن، ومنها أجزاء كبيرة من الأنبار، والتنظيم يحاول دخول حديثة بعدما أحكم سيطرته على بعض المناطق القريبة منها مثل عانه وراوه في أعالي حديثة، وناحيتي بروانة والحقلانية أسفلها، التابعتين أصلاً للمدينة.
واستخدم التنظيم المتشدد سياسة التجويع والحصار على المدينة بهدف إرضاخها، فقطع عنها إمدادات المواد الغذائية الضرورية كالطحين والرز والسكر، وسمح بشكل فردي لبعض مواطني المدينة من الخروج والتسوق من قضاء هيت القريب.
ويقول قائم مقام قضاء حديثة بمحافظة الأنبار عبد الحكيم الجغيفي لـ”إرم” إن “أسواق القضاء أفرغت من المواد الغذائية بالكامل ولا وجود لأسواق الفواكه والخضر فيه”، ويبين الجغيفي أن “القضاء يعيش حالة حصار اقتصادي مطبق فرضه داعش، حيث نفذت جميع أنواع المواد الغذائية بما فيها الطحين والرز والسمن من الأسواق وأصبح التمر هو الوجبة الرئيسية لأغلب العوائل”.
شهود عيان من داخل حديثة قالوا لـ”إرم” إن “الحصار المفروض على المدينة قد اشتد بشكل كبير حيث قام المواطنين بشراء ما تبقى من مواد غذائية وخضراوات في الأسواق لغرض تخزينها خشية سقوطهم ضحية للجوع والفقر”.
وأكد الشهود أن “نقاط التفتيش التابعة لداعش في مناطق الدولاب وعانة والحقلانية تمنع دخول المواد الغذائية إلى قضاء حديثة والنواحي التابعة له والتي يسيطر عليها الجيش وقوات الصحوة”.