16 نوفمبر، 2024 3:27 ص
Search
Close this search box.

العبادي .. محاولات لمنع تغيير التركيبة السكانية لمناطق شيعية وسنية

العبادي .. محاولات لمنع تغيير التركيبة السكانية لمناطق شيعية وسنية

في حي الدورة الذي يغلب عليه السنة في جنوب غرب بغداد وقبل عدة أسابيع جلس مشتاق الشمري عضو المجلس المحلي في مكتب مزدحم يقع خلف لفة من الأسلاك الشائكة يرحب بعشرات الأسر التي وصلت إلى بغداد وكانت تريد تحصيل التعويضات التي قررت الحكومة تقديمها للنازحين وتبلغ مليون دينار (866 دولارا).
وقال الشمري “العوائل محصورة بين نارين الدولة الاسلامية التي تطلب البيعة من ناحية وقوات الأمن والميليشيات من ناحية أخرى. وإذا شعروا بالأمان والأمن سيعودون إلى بيوتهم. وإذا ظلت الميليشيات وقوات الأمن مسيطرة على الوضع فلن يعودوا.”
أبو حسين مزارع سني عمره 45 عاما من قرية قراغول الواقعة على مسافة 32 كيلومترا جنوبي بغداد. كان يعيش في هذه القرية أكثر من ألف أسرة في بيوت تنتشر بين أشجار النخيل على امتداد نهر الفرات.
أما الآن فقد أصبحت القرية مهجورة وأصبح أبو حسين يعيش في بيت تتكدس فيه الأشياء في الدورة.
وقال أبو حسين إن الشبان يخافون مغادرة المكان لان قوات الأمن قد تعتقلهم وتتهمهم بالارهاب.
بدأ انزلاق قراغول نحو الخطر في الشتاء الماضي عندما تفجرت الحرب بين رئيس الوزراء الشيعي السابق نوري المالكي والعشائر السنية في الأنبار.
وعندما صعد تنظيم الدولة الاسلامية نشاطه في حزام بغداد استدعى المالكي الميليشيات الشيعية في خطوة تؤكد أنها أكثر فاعلية من الجيش. وفي أعقاب ذلك بدأت العائلات السنية تتحدث عن اغتيالات على أيدي الميليشيات.
وفي حزيران الماضي انهار الجيش العراقي في شمال البلاد واستولى تنظيم الدولة الاسلامية على مساحات كبيرة من الارض على امتداد نهر الفرات بما فيها قراغول. وبدأ الجيش والميليشيات قصف القرية بقذائف المورتر والمدفعية والبراميل المتفجرة.
وقرر أهل القرية الرحيل عنها في أواخر يوليو تموز في نهاية شهر رمضان. وقال أبو حسين إن القصف كان عنيفا في ذلك الوقت. وجرح رجل بشظية إحدى القذائف وظل ينزف حتى فارق الحياة في الليلة التي سبقت خروج مئات من أهل القرية بمن فيهم النساء والأطفال سيرا على الأقدام.
وتركت العائلات في هروبها جراراتها وحيوانات مزارعها ولم تأخذ معها سوى كيس من الملابس في أفضل الأحوال.
وسارت العائلات في الطرق الخلفية وخاضت في مياه القنوات خشية أن تقابل مقاتلي الدولة الاسلامية أو القوات الحكومية. وبعد أن أمضت العائلات الليل في قرية مهجورة إلتقى أهلها بأقاربهم من الدورة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة.
وحمل أبو حسين رجلا مسنا إلى بغداد غير أنه توفي بعد نحو أسبوع.
وعادت إحدى جارات أبو حسين وهي إمرأة مسنة تنام الآن على ارض مطبخ في الدورة إلى قراغول لبضع ساعات في أكتوبر تشرين الأول ومعها رسالة رسمية من قيادة قوات الأمن العراقية تسمح لها بزيارة القرية. وقالت إنها شاهدت دوريات الجيش والميليشيا ومجموعة من البيوت المحروقة.
وأضافت “لم تبق أي حيوانات. دمار كامل فقط وبيوت محترقة.”
ويقول رافد جبوري المتحدث باسم العبادي إن رئيس الوزراء الجديد يعمل بكل جهده لحماية المدنيين السنة والسيطرة على الميليشيات. وأضاف أن العبادي يرفض أي محاولات سواء من جانب السنة أو الشيعة لتطهير مناطق من طائفة أو أخرى.
وقال جبوري “في يونيو (حزيران) ظننا جميعا عندما نشب هذا الصراع… أنه ستكون هناك عملية تطهير طائفي كبيرة في بغداد… ولم يحدث ذلك. وما حدث أن العراقيين تمكنوا من تشكيل حكومة وحدة وطنية تتبع أجندة إصلاح.”
غير أن بعض المسؤولين الشيعة والغربيين يسلمون في لقاءات خاصة بأن العبادي يواجه مهمة صعبة في ضوء الضعف الشديد للجيش.
وقال دبلوماسي أجنبي يقيم في بغداد “هذا بلد يشهد حربا أهلية وحشية. وأنا على ثقة أن العبادي يود السيطرة على الميليشيات. لكن كيف يفعل ذلك وهي تدافع عن بغداد في مواجهة الدولة الاسلامية.”

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة