لا يخفى على الجميع بان اهل مدينة بلد وعبر التاريخ معروفين باعتزازهم بعقيدتهم والتزالمهم بتوجيهات المرجعية العليا ، وقد اثبتوا ذلك من خلال ولائهم الحسيني وتفاعلهم مع توجيهات وبيانات المرجعية منذ سقوط النظام الى يومنا هذا ، وبحكم موقع مدينة بلد الجعرافي في محافظة صلاح الدين المعروفة باختلافها المذهبي ، وخصوصا انها مدينة السيد محمد ابن الامام علي الهادي ع ، وبسبب انتمائهم المذهبي ووجود مرقد السيد محمد فيها فقد اصبحوا هدفا للإرهاب الأعمى ، وقد قدموا الكثير من الشهداء الا ان هذا لم يثنيهم بل زاد عقيدتهم وحبهم لآل بيت النبي الأعظم عليهم السلام .
مدينة بلد تعرضت لخطر كبير من قبل عصابات داعش الارهابية التي حاولت اقتحام هذه المدينة لقتل اهلها وهدم مرقد السيد محمد ع ، الا ان اهل بلد كانت لهم كلمة أخرى ، فقد سطروا أروع بطولات الصبر والصمود وسجلوا الانتصارات تلو الاخرى وبقيت بلد عصية على قوى الشر داعش الذين حاولوا تدنيسها وقد فشلت جميع الهجمات ولم يستطيعوا احتلال شبر واحد من هذه المدينة التي اثبت ابناءها انها مدينة الشجاعة ، وهذا الموقف البطولي لم يأتي اعتباطا بل جاء بسبب صدقهم وتمسكهم بحب أل البيت ع وطاعتهم للمرجعية العليا التي اصدرت فتوى الجهاد لمقاتلة داعش ، وقد كانت مدينة بلد حالها حال ابناء المناطق الاخرى الذين شمروا عن سواعدهم ، وقد سجل ابناء بلد كما سجل اخوتهم أبناء آمرلي أروع صور التضحية والصمود وهذا يدل على ان داعش لا يمكنها ان تحقق نصر امام الذين تسلحوا بالعقيدة ولبسوا دروع الايمان مستلهمين من علي الكرار وابا الاحرار دروس الشجاعة والتضحية والصمود .
كما ان اهل بلد المعروفين باحياء الشعائر الحسينية خصوصا في احياء شعيرة الاربعين فلا ينقطعون عن زيارة الاربعين سيرا على الاقدام واقامة المواكب الخدمية ، الا انهم في هذا العام لم يسجلوا حضورا كونهم في خط المواجهة ، وامتثالا لتوجيهات السيد السيستاني الذي دعا المجاهدين واهل المناطق المهددة من قبل داعش بالمرابطة ومسك الارض لتفويت الفرصة على قوى الشر داعش ، فقد بقوا مرابطين في خطوط المواجهة مع الارهاب لكي يحموا مرقد السيد محمد ومدينتهم من دنس داعش الذي يمني النفس بالسيطرة على شبر واحد من هذه المدينة ، وقد ارسلوا رسائل اعتذار للامام الحسين واخيه العباس عليهما السلام ، وقد علقت الرسائل عند مداخل كربلاء وفي الشوارع القريبة من العتبة الحسينية المقدسة ، ان اهالي بلد يعتذرون من المجيئ الى كربلاء تلبية لنداء المرجعية الرشيدة بسبب محاربة داعش الذي يحيط بمرقد السيد محمد ومدينة بلد ، فعلا ان اهل مدينة بلد فخر ورفعة راس لهذا البلد .