5 نوفمبر، 2024 8:35 ص
Search
Close this search box.

المالكي وعثمان بن العفان!

المالكي وعثمان بن العفان!

يؤاخذ الشيعة على الخلفاء الراشدين الثلاثة الذين سبقوا علي بن ابي طالب الى الحكم والخلافة ماخذ عديدة اخطرها ما يرمون به عثمان بن عفان من انه قرّب الطلقاء من بني امية واطلق ايديهم في اموال المسلمين وحولها الى ملك عضوض واتهموه ايضا بانه هو من مهّد لمعاوية خروجه على علي بن ابي طالب في معركة صفين حيث رفض معاوية قرار علي بازاحته من ولاية الشام فكان ماكان ومن يومها تمزق العالم الاسلامي الى اتباع علي واتباع معاوية وشتان الفرق بينهما فاين الثرى من الثريا واين معاوية من علي.

وتشرح خطبة الشقشقية المنسوبة الى علي بن اي طالب في كتاب نهج البلاغة فترة حكم عثمان واستئثاره وبنو قومه باموال المسلمين وعبثهم بها حتى زادت النقمة عليه وكانت تلك الثورة الشعبية التي ادت الى مقتله رغم كل جهود علي وابنيه الحسن والحسين وصحابة اخرين في سبيل حماية عثمان من غضب الثائرين الذين تسلقوا جدران منزله واردوه قتيلا مطعونا بعشرات الطعنات وهو ابن ثلاثة وثمانين سنة.

وتختصر الخطبة الشقشقية تلك الحقبة كما يلي:

إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَمُعْتَلَفِهِ وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ خِضْمَةَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ .

نكتفي بهذا القدر الضئيل من مراجعة التاريخ ودعونا ننتقل الى المالكي لنرى ان ما فعله من عبث باموال العراقيين وتقريب ابناءه واصهاره اسوء مما فعل عثمان بكثير, فمعلوم ان عثمان كان من اغنياء مكة وانه جهّز العديد من الغزوات من ماله الخاص وهذا ما لايريد معرفته الشيعة ويتهمونه بانه انما فعل ذلك ليتسلق الى السلطة في حين لا هو ولا غيره كانوا يعلمون ان النبي سينجح في ابلاغ رسالته وانه سيتمكن في اقامة دولة مدنية تتحول الى واحدة من اقوى دول العالم انذاك وعليه من غير المرجح لتاجر وصاحب راسمال مثل عثمان ان يستثمر في مغامرة غير مضمومة كهذه لو لم يكن مرمنا حقاً بالرسالة, ومعلوم ان صاحب راس المال جبان لا يقدم على مغامرات تاتي على امواله, ثم انه من غير المنطقي ان ينفق عثمان كل ماعنده من اموال من اجل ان يستلم الحكم ليحصل على اموال اخرى فهذا المنطق لا يستقيم, وعليه فلو عملنا معادلة حسابية بسيطة نرى ان عثمان قدم الكثير من امواله في فترة ضعف المسلمين ولنقل انه استردها بعد ان اعز الله الاسلام! والسؤال هو ماذا قدم المالكي من اموال للعراقيين قبل السقوط ؟وماذا كانت مشاريعه الخيرية؟ وهل كان ينفق اموال تزوير جوازات السفر العراقية على الارامل والايتام ام كان يدفع منها اشتراكات حزب الدعوة؟ ايّ كان ما فعله فان حجم الاموال المختلسة في فترة حكمه وحجم الفساد الذي وصل اليه الحال لايمكن مقارنته باي عمل خيري فعله قبل السقوط, فهل يعقل ايها الناس ان تكون للمالكي وابنه مليار دولار ونصف في لبنان؟ ولوفرضنا انها اموال مرتباته وهي ثلاثة ملايين دولار سنوياً من ضمنها مرتبات حماياته, وسافترض انه لا يدفع منها فلساً لانه حماياته متطوعون يعيشون على الهواء وانه يوفركل رواتبه في بنوك لبنانية لانه لايثق في بنوك بلده الذي هو رئيس وزرائه! فبمعادلة حسابية بسيطة تكون كل مرتباته في ثمانية سنوات هي 24 مليون دولار وهي لا تكفي لشراء ربع طائرة فمن اين اتت المليار والنصف دولار يتحكم بها عدي المالكي اقصد ابنه احمد؟

انه من المدهش حقا وان المرء ليشعر فعلا بالصدمة من ادعاء المالكي ان ايران اهدته الطائرة له شخصياً! وهنا لابد ان اسرد واقعة تاريخياً حول حادثة مماثلة وقعت في زمن النبي وردت عن طرق عديدة لدى السنة والشيعة لسنا هنا في صدد بحثها وانما تبيان العبرة منها:

عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال : استعمَل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من الأزد على صدقات بني سليم يُدعى ابن اللتبية ، فلما جاء حاسبه . قال : هذا مالكم ، وهذا هدية ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا ! ثم خطبنا ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد فإني استعمل الرجل منكم على العمل مما ولاّني الله ، فيأتي فيقول : هذا مالكم ، وهذا هدية أهديت لي ، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته ؟ والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة ، فلأعرفن أحداً منكم لقي الله يحمل بعيراً له رغاء ، أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر ، ثم رفع يده حتى روي بياض إبطه يقول : اللهم هل بلغت .

فالسؤال هنا لنوري المالكي: افلا جلست في بيت امك وابيك في الطوريج حتى يبعث لك الولي الفقيه في طهران بهدية عبارة عن طائرة هي اصلاً ملكا للعراق؟ وقد اقسم النبي ان تاتي يوم القيامة وانت تحمل وزر ما سرقت من اموال العراقيين وربما تحمل هذه الطائرة على ظهرك وعندها حاجج الله بانها هدية الولي الفقيه لشخصك الكريم لعبقريتك في ادارة البلاد بل ربما لخدماتك في تدمير العراق وتقديمه ممزقا اربا اربا على طبق من ذهب لايران لتتمكن من هضمه بسهولة. اليست هي ايران نفسها والولي الفقيه نفسه الذي اذاق العراقيين الذل والهوان في معسكرات التهجير؟ الم تهرب أنت والدعاة من ايران من شطف العيش وتضييق الولي الفقيه على تحركاتكم؟ ففضلت سوريا البعث على جهورية الولي الفقيه لانها حاربت العراقيين في معايشهم واقاماتهم وحرمتهم من ابسط شروط العيش من عمل ومأوى واوراق ثبوتية فلماذا تهديك طائرة الان أيها .الأحـ…؟

وعودة الى المقطع اعلاه من خطبة الشقشقية فهو ينطبق على المالكي حرفاً بحرف فهو ثالت رئيس وزراء بعد علاوي والجعفري اي ثالث القوم, وقد سلط بني قومه وبطانته على رقاب الناس وولاهم مناصب الدولة لا لكفاءة بل لولائهم له فقط! فاكلوا اموال العراقيين خضمة الابل نبتة الربيع, الفرق ان عثمان قتله الثائرون فيما المالكي استطاع ان يرشي الكثيرين ويربط مصائرهم بمصيره فنجا من القتل لحد الان والله اعلم ماذا تخبيء له الاقدار من سوء عمله.

وختاما اذكرالمالكي بقول الله تعالى:

وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (البقرة )188 وانا على يقين انه لاتنفع معه الذكرى لانه ممن صدق قول الله تعالى فيهم:

كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (المطففين)14 صدق الله العظيم.

*[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات