18 ديسمبر، 2024 8:01 م

حقيقة لا بد من قولها ، أن لكل أمة بابا نويل خاص بها .. على الرغم من أن أحدا منهم لم ينل نصيبا من الشهرة غير ذلك الرجل ذو اللحية البيضاء الكبيرة والكرش المترهل والوجه الاحمر الكبير ، أي بابا نويل الغربي الذي نعرفه جميعا ، ولكن يبدو في هذه الايام وكأن للدواعش الدمويين من الوهابية الصحراوية بابا نويل خاص بهم ، فالصحراء مثلها مثل غيرها من بقاع الارض لها عطاؤها ونتاجاتها ، ولكن وعلى العكس من بابا نويل الغربي فأن لبابا نويل الداعشي صورا وأشكالا شتى يتجلها بها في أحايين ومناسبات شتى ، فقد يظهر مرة في المؤامرات التي ترتقي لرتبة مؤتمرات بهيئة رجل عجوز يرتعش من شدة أحقاده وكرهه للأغلبية المظلومة من الشعب العراقي وهو يرتدي بدلة عتيقة ، وقد يظهر أحيانا في ساحات أعتصام ( المتأمرين ) بهيئة رجل يرتدي عقالا – عروبيا – من أؤلئك الذين لفقوا الاكاذيب عن أعتداء وهمية من قبل بعض الشرفاء من رجال الامن العراقيين على اعراضهم من غير أن يقدوموا أي دليل على أكاذيبهم تلك ، وقد ملئت أكاذيبهم هذه كل الارجاء حتى أسالت لعاب المجرمين الاغراب من ذوي اللحى فتهافتوا وجاؤا من كل أطراف الارض إلى بلدنا فأعتدوا على بعضهن فعلا .
 واخيرا وليس أخرا فأن بابا نويل الداعشي يمكن أن يظهر بهيئة رجل دين ذو لحية حمراء يرتدي زيا لشيخ وقور لكنه لا ينطق الا بالاحقاد التي تمتد لمئات السنين ولا يفعل شيئا في ظهوره ذاك غير حث جهلة العربان وسواهم على القتل والفساد وأستباحة الحرمات وأهلاك الحرث والنسل بأسم الدين الاسلامي الحنيف الذي لا يمثله أيا منهم ، بل أنهم يمثلون في واقع الامر – الاسلام العروبي – والذي هو مزيج بين بقايا المدرسة الشوفينية العربية والوهابية الصحراوية وهذا الاسلام العروبي لا يقفه أي من أتباعه شيئا عن أتساع أفق ورحابة فكر وأنسانية خاتم الانبياء والمرسلين محمد ( صلى الله عليه واله ) بل أنه ليتقاطع في حقيقة الامر مع الاسلام المحمدي الاصيل ، وهؤلاء وأن أختلفت هيئاتهم وأشكالهم الا ان ما يجمعهم هو الحقد والكراهية على الاسلام المحمدي الاصيل والذي يتمثل بمدرسة أهل البيت الاطهار ( عليهم السلام )
فتراهم لذلك يحقدون ويشنون أعتى الهجمات على هذا النهج ويشبهونه بأنه أشد خطرا حتى من اليهود على منهجهم ! .
 وعلى العكس من بابا نويل المسيحي فأن هؤلاء لا يمنحون أية هدايا تسر النفوس وتملأها بهجة وفرحا بل أن كل ما يمنحوه هو الكلمات الجوفاء والتحريض الصريح على قتل وأستباحة حرمات أتباع المذاهب الاخرى وأي أنسان اخر يختلف معهم في الرأي ، وذلك ما يؤدي بالجهلة من أتباعهم الى القتل والاعتداء على أخرين من غير أن يفكروا في تلك الاعمال ، أن ما جرى قبل مدة من الزمن في أحدى مدن اليمن لهو أكبر دليل على ما اقول ؛ فقد قام أحد أتباع هؤلاء ومن المتأثرين بأحاديثهم وهلوساتهم بتنفيذ تفجير قرب مدرسة للاطفال ما أدى الى استشهاد مجموعة من أولئك الاطفال الابرياء ، فما هو السبب الذي دفع لمثل تلك الفعلة الشنيعة والبشعة ؟ مهما كانت دوافعه وأسبابه فكيف أستساغ فعل ذلك ؟ أن يقتل أنسان عاقل مجموعة من الاطفال لا ذنب لهم في أي صراع فهذا أمر لم يكن ليحدث لو لم يكن رأسه العفن ممتلئ بالاحقاد التي زرعها بابا نويل الداعشي في راسه ، أن الجزيرة العربية وبسبب أنظمتها الفاسدة التي تظل تحكم هي الراعي الرئيسي لأمثال هؤلاء وتبعا لذلك فأن العالم سيظل مهددا وفي كل حين ببابا نويل الداعشي واتباعه ما دامت هذه الانظمة جاثمة فوق صدور شعوبها .