تتواصل حملة الخيرين, وأبطال العراق الغيارى, بشتى صنوفهم, بغية الوقوف على حال القضية الأكثر رواجاً في مرحلتنا الجارية (الفضائيين!) سيما وأن حملة التحقيق مستمرة, لمعرفة من يقف وراء ذلك الفساد الكبير بحق الوطن والمواطن, وبالرغم من معرفة المقصر, وهو مشخصٌ لدى أغلب المهتمين والمعنيين, إلا إن الإجراءات الروتينية وسياسة التحقيق البطيء والبيروقراطية المعتادة, كانت هي الطابع السائد في تلك الأيام.
دور الإعلام والإعلاميين لم يقتصر على التفرج ومطالعة مجريات الأحداث وحسب, بل وقع على عاتقه البحث والتمحيص في قضية الفضائيين, ليأخذ أصحاب السلطة الرابعة دورهم في العراق الجديد.
منظومة الكتاب العراقيين, تمحور دورهم ما بين مستاء لتلك الكارثة الوطنية, وما بين مستغرب لا يريد أبداء الرأي فيها, حيث أكتتب بعضهم عن القضية نفسها, وما يمكن أن يسببه الفضائيين من فائدة للقائد العام للقوات المسلحة السابق نوري المالكي, بوصفه المسؤول المباشر على أي فساد ينخر المنظومة الأمنية, وقضية الرواتب التي تصرف الى أشباح لا وجود لهم على أرض الواقع, وكثير من المواضيع التي لا تبتعد عن الأموال الطائلة في تلك القضية.
تلك السطور, خصصتها لنقطة رئيسة, لا أريد التغريد خارج السرب فيها, وهي (ما وراء الفضائيين!) “ما” التي اعنيها, جاءت استفهامية, لمعرفة الأمور التي لم تسلط عليها الأضواء بالشكل الكامل.
جدير ذكره, أن الأموال راحت! الى جيوب عريضة! ربما تكون خارج العراق, فالمرض الذي أصاب الوطنية بضميرها, جعل العين لا ترف على تراب الوطن, وبصرف النظر عن الأموال المهدورة المخصصة للرواتب فقط, بل هنا يورد سؤال لا بد منه, نفقات الجنود الفضائيين, وموارد غذائهم؛ طيلة ألثمان سنوات, ومبالغ السلاح التي تصرف لهم؟ أين كانت تذهب؟ ـ الجواب أتركه للمواطن ـ وبالتالي أصبح الأمر أمرين والمر؛ مرين, والمعانات ضربت في أثنين, ولا يمكنا السكوت على ذلك مطلقاً, فالساكت عن الحق شيطان أخرس.
المرحلة المقبلة, ستوضح كثيراً من الأمور المبهمة, وسيعلم الذين سرقوا العراق, أي منقلب سينقلبون!