تختلف هذه الأربعينية في زيارة الحسين عليه السلام بكربلاء بتوافد عدد من الرموز والعناوين السياسية منها خامنائي والمالكي والحكيم وعادل عبد المهدي وغيرهم بالإضافة الى دخول الايرانيين بشكل توجيهي مع اطلاق شعارات وترديدات لم نكن نعهدها في الشعائر الحسينية .
ولو عدنا الى اصل الشعيرة الحسينية وحللناها تحليلا تحت إطارها العقائدي والسياسي باعتبار أنها ثورة وحدثا جاء كردة فعل تجاه سياسة حاكم مستبد استهان بقيم الإسلام لوجدنا أنها بمجموع طقوسها من مسير وزيارة ودعاء تمثل شعارا لمحتواها الأصلي وهو الثورة على الظلم ورفع اليد بوجه الظالمين ولا يتحقق الثواب على تلك الشعائر إذا كانت خالية من المحتوى ولا قيمة لزائر ولا لزيارته ما لم يكن الإصلاح الذي خرج الحسين لأجله قد اخذ بكيان الزائر وأصبح يعيشه كمبدأ في الحياة هكذا استمد العظماء من الحسين فمنهم من لم يكونوا مسلمين, فالمهاتا غاندي حين يقول تعلمت من الحسين أن أكون مظلوما فانتصر فقد عاش محتوى عقيدة الإصلاح رغم انه لم يكن مسلما .
أما أن يملأ المتجبرون الدنيا فسادا,أزهقوا الأرواح ونهبوا الأموال وأجاعوا الشعوب وفرقوا المسلمين ولم يتخذوا غير الطائفية مسلكا في كل سياساتهم , ثم يأتوا لزيارة الحسين وفي هذا العام وبهذا الشكل فهو أمر لا يقع ضمن ما اعتادوه من طقوس ومن لا يفهم فلسفته فليعلم أنهم قد أدكوا إلى ما وصلوا إليه من ضياع وفضيحة وحجم مرتكبوه من جرم ولو انطلقنا من مسير السبايا ونحن نعيش أيامها حيث خطب الإمام السجاد في محضر يزيد وفضح جريمته, فلم يكن أمام يزيد إلى أن يقول للمؤذن أذن كي يقطع كلام الإمام ويلهي السامعين والحاضرين عن أصل القضية فاراد الأذان كحق يريد منه باطلا كذلك هؤلاء بعد ما استباحوا دماء الأبرياء في كربلاء والمحافظات الغربية وهدموا المساجد وسرقوا الدور جاءوا رافعين شعار الثورة الحسينية شعارا فارغ المحتوى إذ أن الرعية تخرج بوجه الحاكم طلبا للعدل والإصلاح ولا نعلم لم خرج هؤلاء الحكام وبوجه من إذا كانت أمور المسلمين بأيديهم والإصلاح والفساد يتبع سياساتهم . في الواقع أنها صيحة يزيد حين قال للمؤذن أذن ,هؤلاء أرادوا أن يقطعوا الطريق على الأصوات التي باتت تخرج من هنا وهناك حين كشف السيد الصرخي زيف دعواهم وأماط اللثام عن عقائدهم .
ولو تفكر القارئ جيدا أنهم دفعوا بكل ثقلهم وجموعهم المنحرفة يسبون ويشتمون بخلفاء النبي في سابقة خطيرة في كربلاء لعرفت أنهم على ابواب الهزيمة يلهثون كي يبقوا على ما تبقى من مراكز لهم فإيران التي خسرت بسبب سياساتها لبنان وسوريا والمحافظات الغربية من العراق تحاول الآن عبر سياسة طائفية مقيتة الإبقاء على جنوب العراق في قبضتها وليس لها غير الطائفية والشعارات الحسينية سبيل إلى ذلك وتأجيج وتأزيم الوضع في العراق لهذا جاؤا بعد هزيمتهم وبما تلوثت أيديهم من جرائم إلى كربلاء الحسين, ولهذا قلنا أن الحصان الخاسر يتجه إلى كربلاء